استعدوا للعتمة... من يرجِم خُطة "الكمّون" بحجَر؟!

27/03/2019 07:09AM

في وطن المولّدات ما أكثر خطط الكهرباء وما أقلّ التغذية... يتحضر اللبنانيون لمشاهدة مسرحية جديدة في مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، ستُقدّم فيها وعود الكمّون على طبقٍ من ورق، يتصارع عليه ذوي الحصّص، يتنكّر له الحبر بعد سنوات، ويغصّ به اللبناني "أوّل بأوّل".



تتحضر وزيرة الطاقة ندى البستاني لعرض تفاصيل خطتها لتخفيض العجز في كهرباء لبنان وتأمين التغذية 24/ 24 في العام 2020، على طاولة مجلس الوزراء يوم غدٍ الخميس، ويتحضّر الوزراء المشاركين في الحكومة من خلفيات سياسية مختلفة للانقضاض على "جميلة التيار"، انتقاد بنود الخطة، ورجم كل نقطة بحجَر.



الوعود بتيارٍ مستدام لم تكن يوماً إلا خُلّبية تتعرّى من مصداقيتها عند مفترق أول صراع سياسي


ربما هم على حق، فالوعود بتيارٍ مستدام، لم تكن يوماً إلا خُلّبية تتعرّى من مصداقيتها عند مفترق أول صراع سياسي، لكن هؤلاء أنفسهم من يقودون سفينة السلطة منذ أن سكتت مدفعيات الحرب الأهلية اللبنانية، ولم يكونوا يوماً في صفّ المعارضة.


الخطة التي تأخذ عنها نظرة إيجابية كانطباعٍ أول، كونها تهدف إلى خفض العجز الذي تعانيه مؤسسة كهرباء لبنان، والمقدّر بـ2 مليار دولار سنوياً، وتجفيف مصادر الهدر التقني وغير التقني 22 %، عبر إزالة التعديات على الشبكة في كل المناطق، وزيادة الإنتاج بمختلف الوسائل الممكنة، 1450 ميغاوات بالمدى القصير، و3100 ميغاوات بالمدى البعيد، وتفعيل الجباية، ورفع التعرفة من 138 ل.ل للكيلو واط/ساعة، إلى 217 ل.ل، وهي التعرفة التي تبقى أقل من كلفة المولدات، والتي تتراوح بين 450 ل. و500 ل. للكيلوواط.


يقول مصدر وزاري ان الخطة "ستمرّ وإن بصعوبة" فليس هناك من فريق سياسي قادر اليوم على أن يتحمّل وِزر عرقلتها، في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلد، وفي المرحلة المقبلين فيها على تطبيق إصلاحات سيدر بما فيها تخفيض العجز 1 % في موازنة 2019 "إلا أن العبرة تبقى في التنفيذ".


وعلى الضفة الثانية تستمرّ قصة "إبريق الفيول" في لبنان بسرد فصول عتمتها على اللبنانيين، فقرار فتح اعتماد باخرتي الغاز أويل لصالح معملَي دير عمار والزهراني من قبل وزارة المال لم تتبلّغ به مؤسسة كهرباء لبنان حتى الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس، الأمر الذي أدّى إلى تأجيل تبليغ مصرف لبنان، كما تؤكد مصادر خاصة لـ"السياسة" والذي بدوره يفتح الاعتماد عند تبلّغه ويدفع الأموال اللازمة لشركات الفيول لتفريغ المحروقات.



دفع مصرف لبنان الاعتمادات اللازمة للبواخر اليوم لا يعني تشغيل "دير عمار" مباشرةً


وإن كان هذا التبليغ يقي لبنان شرّ توقف معمل الزهراني ليل الخميس المقبل، إلا أنه لا يعني حتماً إزاحة شبح العتمة عن اللبنانيين، لأن معمل دير عمار توقف بالكامل عن إنتاج الطاقة الكهربائية ليل أمس. ودفع مصرف لبنان الاعتمادات اللازمة للبواخر اليوم، لا يعني تشغيل "دير عمار" مباشرةً، فعملية تفريغ المحروقات من البواخر وحدها تحتاج لما يقارب 12 ساعة، ومن ثم توزيع هذه المحروقات وربط المعامل بالبواخر، ومن ثم تقليع المكنات، ما يعني أننا أمام تقنين إضافي لفترة تتراوح بين يومين وثلاثة أيام.


وهذا التوقّف يرتّب تخفيض الإنتاج في "دير عمار" كما تؤكد مصادر كهرباء لبنان لـ"السياسة" 100 ميغاوات تُضاف على الـ 300 ميغاوات التي تم تخفيضها منذ 21 آذار الجاري، الأمر الذي يرتب تقنيناً إضافياً لمدة ساعة تُضاف على الثلاث ساعات المستمر تقنينها بشكل إضافي عن المعتاد منذ أسبوع.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa