الامتحانات الرسمية وأزمة مسابقة الرياضيات: المعتر هو ذاته!

10/07/2023 02:31PM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":

بعد عام من الإضرابات الطويلة فتحت المدارس الرسمية أبوابها اليوم واستقبلت تلامذة الصفوف الثانوية لإتمام آخر مهمة لهم قبل التحاقهم بجامعاتهم إن حالفهم الحظ. 

بشكل عام، مرّ اليوم الأول بأضرار محدودة. ورغم أنّ التقارير الرسمية وصفت هذا اليوم بالهادئ والمريح غير أنّ عاصفة انتقادات لم تهدأ طالت وزارة التربية بعد انتهاء امتحان فرع علوم الحياة حيث فجرت مسابقة الرياضيات الأزمة الكبرى.  

وفي هذا السياق، قالت مصادر تربوية رفيعة لـ "السياسة" إنّ وزير التربية عباس حلبي قد صرّح مرارًا وتكرارًا أنّ الامتحانات ستكون سهلة ومن المنهاج ما أراح التلامذة الذين صُعقوا عند بدء الامتحان. 

وإذ شددت المصادر على أنّ الامتحان كان من المنهج إلّا أنها لفتت أيضًا إلى أنّ طريقة طرح الأسئلة رفعت مستوى الامتحان بشدّة وصعّبت المهمة على الممتحنين. إذ ضمّ الامتحان أسئلة لم تُطرح منذ فترة والكثير من "الفزلكات" في كلّ الأسئلة وكان لذلك تأثيره على التلامذة سيما أنه الامتحان الأول.  

وفي الحقيقة، تعكس مسابقة "الرياضيات" لفرع علوم الحياة أزمة التعليم الرسمي الذي عانى تلامذته من إضراب طويل أضاع عليهم الكثير من الوقت. 

ولذلك، قالت المصادر إنّ تلامذة التعليم الخاص لم يواجهوا أزمة مماثلة لكنّ طلاب الرسمي عانوا صعوبة كبيرة لأنّ عدد أيام التعليم بين الإثنين لا يُقارن وقد أخذ "الرسمي" منهجه "سَلِق" لذلك لم تكن لديه فرصة أكبر لمتابعة تعليمه كما يجب ولا للتدرب أكثر والمراجعة والتعمق. 

وبناءً على هذا الوضع، اعتبرت المصادر أنّ المُسابقة لم تراعِ الظروف التي مرّ بها تلامذة المدارس الرسمية بل تركت لهم صدمة خاصة أنها كانت المسابقة الأولى مع الإشارة إلى أنّ أسئلة الامتحان "مش من المريخ" لكن هذا النوع عادة ما يُطرح في ظروف طبيعية لا في هذا الظرف المتوتر والضاغط.  

باختصار، قال متابعون للملف التربوي لـ "السياسة" إنّ إجراء الامتحانات أمر ضروري لكنّ أزمة امتحان الرياضيات أثبت أنّ تلميذ الرسمي "هو الوحيد يلي طلعت براسه" لأنه لم يتمكن من تحصيل علمه كما كان ينبغي ولم يكن لديه الوقت نفسه الذي حصل عليه تلميذ الخاصة.

ورأى المتابعون أنفسهم أنّ ما زاد صدمة تلامذة الرسمي كان ثقتهم بالتصريحات الرسمية التي أكدت سهولة الامتحانات فحضروا على هذا الأساس لكنّ النتيجة فاجأتهم لأنّ اللّجان التي تُحضر الأسئلة والمسابقات تعتبر أنّ من واجبها وضع امتحان له قيمته حتى تحافظ الشهادة على مستواها.  

إلى ذلك، ردّت مصادر وزارة التربية عبر "السياسة" على ما رافق امتحان الرياضيات لفرع علوم الحياة، لافتة إلى أننا ما زلنا في اليوم الأول والأمور انطلقت بشكل إيجابي وصحيح ولا مشاكل حتى الآن.

وشددت مصادر "التربية" على أنّ الامتحان لم يأتِ مراعاةً لمنهج تلامذة الخاص بل مراعاة لما تعلّمه تلاميذ "الرسمي" ولذلك من المبالغة القول إنّ مستوى الامتحان كان صعبًا وظلمهم على اعتبار أنّ الأسئلة وُضعت بما يتناسب مع ما تعلموه. 

وفي سؤال عن سبب ردّة فعل أساتذة الثانوي والتلامذة إذًا طالما المسابقة تُناسبهم، قالت المصادر إنّ البعض يعتقد أنه ولأنّ البلد "واقف" فلا يجب إجراء الامتحانات ويعتقد البعض الآخر أنّ توقف العمل في وزارته يُحتّم عليه منع العمل في وزارة التربية التي تُعد الوزارة الوحيدة النشيطة والتي تعمل حاليًا.

وتُشدد المصادر على أنّ الامتحانات في اليوم الأول وفي معظم الفروع كانت سهلة وسلسة ومن المنهج وهو ما يكفي لنفي صحة ما يقوله المعترضون على امتحان الرياضيات في علوم الحياة.  

وتجدر الإشارة إلى أنّ اليوم الأول للامتحانات طُبع أيضًا بمحاصرة موكب وزير التربية عباس حلبي خلال جولته على مراكز الامتحانات من قبل الاتحاد الطالبي العام. 

 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa