الحضانة ضرورة لا رفاهية ولأهالي الأطفال المعنَفين: هذا ما عليكم معرفته

13/07/2023 11:58AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

صُعق المجتمع اللبناني والعالم بمقاطع الفيديو التي سُرّبت حول تعنيف مربّية لطفل في الحضانة.

هكذا في لحظة، تحوّل مركز الأمان الى مكان مرعب لا يطبع في الذاكرة سوى الذكريات المؤلمة والموجعة بالنسبة للأهل والأطفال.

ومنذ مساء الاثنين لم تهدأ مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المجتمع بين مؤيّد ومعارض لفكرة الحضانة وبين "متفلسف" من هنا و"متفلسف" من هناك، تارة من خلال إلقاء اللّوم على الأهل وطورًا من خلال التشهير بالمربية والحضانة.

وفي عودة سريعة الى الفيديوهات التي انتشرت، تظهر المربية وهي تجبر ابنة الـ 11 شهرًا على تناول الطعام، وفي فيديو آخر تظهر وهي تضرب طفلًا على رأسه بعدما بصق الطعام عن غير قصد، غير مكترثة لاحتمال اختناقه بعدما أدخلت كمية كبيرة من الطعام في فمه.

دوامة العنف هذه لا تنتهي في مجتمع غير عادل اعتاد على العنف الجسدي واللّفظي لتكون الضحية دائمًا الحلقة الأضعف حيث يتعرض يوميًا آلاف الأطفال في لبنان الى العنف والاعتداءات ليس من قبل الحضانة فقط انما من قبل الأهل في بعض الأوقات.

فكيف سيؤثر ما حصل على الأطفال نفسيًا؟ وكيف سيتصرّف الأهل؟

تشير المعالجة النفسية يارا سنجب الى أنّ "الأولاد حتى ولو لم يعبّروا عن ما يشعرون الا أنه تظهر عليهم علامات العنف من خلال تصرفاتهم، إن كان مع أهلهم أو رفاقهم أو اخوتهم لأنهم يُظهرون الطريقة التي يُعامَلون بها في مكان كانوا يعتبرونه آمنًا وفي مكان يمضون فيه يومهم كاملًا".

وتضيف في حديث لـ "السياسة": "من الممكن أن يتراجع نموّهم من خلال ضعف الحركة والمعرفة لديهم والتراجع في النطق والتصرفات والنظافة كالتبول اللّاإرادي خلال اللّيل أو خلال النهار، ما يعني أن الأهل يلاحظون تراجعًا في نمو أطفالهم، وهذه التصرفات هي اشارات تدل على أن الأطفال يتعرضون للعنف ولا يمكنهم التعبير أو لا يعرفون النطق بعد".

أما بالنسبة لتأثير العنف على الأطفال في المدى البعيد، فتعتبر سنجب أنه من الممكن أن لا يؤثر عليهم سلبًا في حال اتُخذت الاجراءات اللازمة من قبل الأطباء النفسيين ومعاملة الأهل مع أطفالهم وأخذ الامور بطريقة ايجابية من ما حصل".

وفي المقابل تؤكد سنجب أن "ما حصل سيترك اثرًا سلبيًا على بعض الاطفال في حال لم تتم المعالجة منذ الصغر ومن الممكن أن ينطبع ما عاشه في ذاكرته لفترة طويلة وأن يظهر ذلك خلال ترييته لأطفاله وكبت المشاعر".

أما بالنسبة للأهل فلا يمكن إلقاء اللوم عليهم جرّاء ما يحصل في الحضانات ولا يمكن القول إنّ الحضانة غير نافعة، لأنه بحسب سنجب فإن "معظم المعالجين النفسيين ينصحون بالحضانة لينفصل الطفل تدريجيًا عن أهله قبل المدرسة وليتعلم مهارات جديدة منذ الصغر".

إنما الأهم وفق سنحب يكمن في "الاستماع للأطفال أو ملاحظة الاشارات التي يقومون بها لمعرفة ما يحصل".

في الخلاصة، أصبح العنف في لبنان "كالعدوى السيئة"، ينتقل من مكان إلى آخر، في وقت لا تتمكن القوى الأمنية من تلبية كل النداءات نتيجة النقص في عددها وعديدها، رغم أن نظام الحماية يجب أن يكون متكاملا لا تشوبه عيوب.

وللحد من العنف ضد الأطفال يجب وضع استراتيجية متكاملة يتشارك في وضعها جميع المعنيين، وتهدف إلى توعية الأطفال والأهل على حد سواء، وتنمية قدرة الوالدين  والمربّين على الحد من مشاكلهم النفسية كي لا تنعكس عنفًا على الاولاد، وتطبيق القوانين لحماية الضحايا ومعاقبة المعتدين بالسرعة المطلوبة، وإيلاء أهمية كبرى لحالات العنف في المدارس والتي تتخذ صورًا عدة منها التنمر، ويبقى الأهم التبليغ عن أي حالة عنف لوضع حد لها وإنقاذ الضحايا من براثن المعنفين. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa