شكراً دولة الرّئيس ميشال غبريال المرّ!

في لبنان محطّات اعلامية كثيرة وكلّها تبغي الربح! لم تكن يوماً المؤسسات الإعلامية مجانية ولم تكن جمعيات خيرية لكنّها وفي معظم الأحيان حملت قضايا وطنية وانسانية وثقافية استطاعت من خلالها تكوين هُوية واضحة عند المجتمعات اللبنانية في الداخل والخارج.

من يُشاهد تلفزيون المنار من المواطنين لا بدّ أن يكون من خط المقاومة والممانعة، من يشاهد الـ NBN لن يكون معارضاً لرئيس مجلس النواب نبيه برّي ومن يشاهد الـ Otv لا يزال مؤمناً بأن خلاص لبنان لن يكون الا عبر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون. في المحطات التلفزيونية الأهم يأتي تلفزيون الجديد ليخوض معارك سياسية يُصيب في بعضها ويخطئ لكنّه يملكُ هويّة واضحة في مقدّمة أخباره اللاذعة وفي تقاريره الطويلة وفي جذبه غير المؤمنين بالنهج والدولة. 

في المقابل صوت الـ LBCI خافتٌ منذ فترة. وهذه الفترة باتت طويلة وهُوية المحطة التي كانت عصب المسيحيين وعصب الفريق السيادي ضاعت بين حلم رئاسة الجمهورية وجريمة التوريث! غربت شمس الـ LBCI بعدما كانت شارقة مثل الحرية وبعدما كانت بعيون الكثيرين الأمل. غياب الـ lBCI فضحهُ توهّج الـ Mtv. 

وفي الحديث عن الـ MTV لا تستوقفنا مشهدية أمس فقط، ولا كلمة رئيس تحرير أخبارها وليد عبود التي عصفت في وجداننا وأيقظت أحلامنا من جديد. فإنارة بيروت خطوة من سلسلة خطوات، والمجهود الذي تقوم به هذه المحطة يتطلب عمل حكومة غير مستقيلة. في التربية الـ MTV وزارة في الشؤون الإجتماعية وزارة في الطاقة وزارة في الاعلام في الخارجية في الداخلية في الاقتصاد في الرياضة في الصحة في الدفاع عن كل الحقوق الا في المالية فالشعب هو الوزارة لكنّ ثقته بالـ MTV وبالقيّمين عليها جعله يُغدق في العطاء. هي مبادرة من مؤسسة تحمل هُويةً لبنانية صرف. الـ MTV باتت اليوم الدولة ومن دون سلاح ومن دون صفقات ومن دون دستور! تُعاني عائلة من ظلم فتلجأ اليها، تُعاني منطقة من ظلمة فتلجأ اليها، وهي بدورها تعتمد على اللبنانيين القادرين على المساعدة لكنّها تفي بوعودها وتؤتمن على فعل الخير. هذه هي القضية وهذه هي الهُوية ولهذا السبب باتت الـ Mtv حكومة الناس وصوت الناس وبات ميشال غبريال المر دولة الرّئيس!