لبنان يغلي: موجات الحرّ مستمرة والجرائم البيئية أيضًا... هذا ما ينتظرنا

19/07/2023 01:13PM

كتبت جوانا صابر في السياسة:

موجات الحر حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي ظاهرة تسببت في تعرض العديد من البلدان والمناطق لظروف مناخية قاسية حيث لم يكن لبنان استثناءً فقد شهدنا موجة حر حارقة. 

مع اقترابنا من يوم الخميس، تتجه أنظار الجميع نحو معدلات الحرارة التي ستُسجل. ومن المتوقع أن تبلغ هذه الموجة الحارة ذروتها في لبنان، حيث سترتفع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة. 

ماذا ينتظرنا يوم الخميس؟

في اتصال مع "السياسة" أشار رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية المهندس عبد الرحمن زواوي إلى أننا: "تحت تأثير كتل هوائية دافئة موجودة في شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، وهي تؤثر بدورها على دول كإسبانيا، جنوب فرنسا، جنوب أوروبا، أما لبنان فيقع في المنتصف حيث يمنع منخفض جوي فوق أوروبا الشرقية هاتين الكتلتين من السيطرة تمامًا على البلد. على عكس ما يحصل في الخليج الذي وصلت الحرارة فيه الى ٥٠ درجة وأوروبا حيث وصلت الحرارة إلى  ٤١ درجة، أما في لبنان فوصلت أقصاها إلى ٣٩ درجة". 

وأضاف: "هناك عودة للمرتفع الجوي بدءًا من ليل الخميس-الجمعة مع رطوبة وستستمر هذه الحالة حتى يوم الإثنين المقبل".  وأكد زواوي أنّ: "لبنان عرضة للتغيّر المناخي طبعًا ولكن أقل من دول أخرى بكثير". 

وختم: " لا شك أنّ لبنان عرضة لكتل هوائية حارة تستمر حتى منتصف شهر آب". 

جرائم بيئة وكارثة

تزامنًا مع موجات الحر شهد لبنان حرائق هائلة في الفترة الأخيرة  مخلفةً خسائر مادية كبيرة بالإضافة إلى تضرر الغابات والأشجار والحياة البرية. فما هو تأثير الحرائق على البيئة وهل من دور يقع على الدولة ؟

"السياسة" تواصلت مع الناشط البيئي ومؤسس جمعية الأرض-لبنان السيد بول أبي راشد الذي أشار إلى أنّ: "فيما يتعلق بتأثير الحرائق على طبيعة لبنان، يجب البدء بتأثيرها على المناخ. فالطبيعة تلعب دورًا حاسمًا في المناخ، وهذا يعني أنه من المهم النظر في هذا الجانب أولًا. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الحرائق أيضًا على كمية المياه في لبنان، حيث تعمل الغابات على تخزين المياه في باطن الأرض وتساهم في نشوء الينابيع. وعلاوة على ذلك، توفر الغابات التربة الصالحة للزراعة وتشكل موطنًا للحيوانات والتنوع البيولوجي. ولا يجب أن ننسى أن تدمير الغابات يؤدي إلى خسارة ضخمة لقيمتها الزراعية والطبية والاقتصادية". 

وشدد على دور الدولة في تحمل مسؤوليتها  من خلال اتخاذ إجراءات وقائية للحد من حوادث الحرائق. لافتًا إلى أنّ على الدولة حظر المصادر المحتملة للحرائق مثل الألعاب النارية والعمل على التخلص الآمن من النفايات.

وتابع: "المسؤولية لا تقتصر على الدولة فحسب، فجميع المواطنين يجب أن ينظروا إلى الغابات كأم لهم وأن يتحملوا المسؤولية تجاهها. وتقوم جمعية الأرض-لبنان، على سبيل المثال، بحراسة المساحات الخضراء والإبلاغ عن أي انتهاك بيئي".

هل الحرائق مفتعلة؟

يعتبر بول أننا أمام حرب على البيئة والطبيعة ويشرح: "يمكن تصنيف حوادث الحرائق عبر نوعين: الأول يكون متعمدًا، حيث يتم إشعال النار عمدًا في الغابة للاستفادة من الحطب أو لأغراض أخرى. أما النوع الثاني فيكون غير مقصود، حيث يتم إشعال النار عن طريق حرق النفايات أو المفرقعات، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى حرائق أكبر". 

ويصف ما نمر به بالجرائم البيئية كون الدولة لا تتخذ التدابير اللّازمة لمنع هذه التجاوزات في ظلّ الظروف المناخية الحالية". 

إذًا ما الحل؟

يردّ بول أبي راشد بشكل حازم: "لو حوكم شخص واحد  أمام القضاء لشهدنا تراجعًا في عدد الجرائم المرتكبة ضد البيئة. الوضع الحالي سيئ للغاية، ونُحمّل القضاء والقوى الأمنية المسؤولية بسبب عدم مساءلة أولئك الذين يشعلون الحرائق.فهم من يسمحون لتلك الحرائق بالاستمرار، وعدم التحرك أمام هذه الحرب المستمرة على الطبيعة كارثة". 

تجدون المزيد من التفاصيل عن حالة الطقس في الصور المرفقة بالخبر.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa