موجة حرّ أم رطوبة عالية؟ بين الشائعات والحقيقة ماذا ينتظر لبنان؟

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

وسط موجة الحرّ التي تضرب لبنان وتكوي اللّبنانيين، كثُرت الأخبار المرعبة التي تقلق المواطنين وسط كل ما يعانون منه.

وفي ساعات متأخّرة من الليل، وفي عزّ الحر والرطوبة، طلب رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية "لاري" ميشال افرام، يوم الاثنين من الحكومة مجتمعة إعلان حال طوارئ في لبنان الأسبوع المقبل، بدءًا من الأحد واحتمال تجديدها حسب الأحوال الجوية.

وذلك بسبب استمرار موجة الحر الشديدة الحالية وخطر الحرائق خاصة في الأسبوع الأول من شهر آب، بحيث يمكن أن تلامس درجات الحرارة الـ 45 درجة وربما أكثر، ومع استمرار الرياح التي تساهم في تأجيج الحرائق وانتقالها بسرعة وسط عدم جهوزية لبنان لمواجهة أصغر الحرائق، ومع عدم اكتراث بعض المواطنين للإرشادات والاستخفاف بتأثير الحر على صحتهم.

فما هي حالة الطوارئ المناخية؟ وهل فعلًا لبنان بحاجة لها؟

رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية المهندس عبد الرحمن زواوي يعتبر أنّ "الإنذار الذي أصدرته مصلحة الأبحاث الزراعية مبالغ به لأننا نمرّ في "أحرّ" مرحلة خلال شهر تموز، والمزعج خلال هذه المرحلة هو الرطوبة المرتفعة في المناطق الساحلية".

وفي حديث لـ "السياسة" يقول زواوي: "ما نمرّ به لا يُعتبر موجة حرّ كبيرة، لأنّ الحرارة في المناطق الجبليّة تتراوح ما بين 17 و27 درجة، إنما المشكلة في المناطق البقاعيّة حيث تصل الحرارة خلال النهار الى الـ 38 و39 درجة، ولكنها تنخفض خلال ساعات الليل لتصل الى الـ 20 درجة".

مشيرًا الى أنّ "المزعج هو درجات الحرارة المرتفعة في المناطق الساحلية والتي تتراوح ما بين 33 و34 درجة مع رطوبة حوالي الـ80%، ما يعني أنّ الشعور بالحر يصل إلى الإحساس بأنّ الحرارة هي 40 درجة وهي الحرارة المحسوسة وليست الحقيقية وهي تؤثر بشكل كبير على جسم الإنسان".

وبالعودة الى حال الطوارئ، يؤكد زواوي أنّ "لبنان لم يعش من قبل هذه الحالة وهي تعني أن ينتبه المواطنون أكثر خلال الخروج من المنزل خلال أوقات الذروة والإكثار من شرب المياه والسوائل والانتباه من التعرّض للشمس".

معتبرًا أنّ "لبنان ليس بحاجة الى حال طوارئ، حتى أنه في أوروبا وعلى الرغم من الحرارة المرتفعة في إسبانيا وايطاليا كانت الأمور طبيعية ولم تلجأ الحكومات الى حال الطوارئ".

الحرارة تبدأ بالانخفاض السبت وهذا ما ينتظرنا في آب!

بدءًا من السبت المقبل، تبدأ الحرارة بالانخفاض بحسب زواوي "ليتحسّن الطقس كلّيَا يوم الأحد وتكون الحرارة ضمن معدلاتها الموسمية خلال شهر تموز".

أما بالنسبة لشهر آب فيلفت زواوي الى أنّ "الحرارة ستكون ضمن معدلاتها الموسمية أيضًا".

مؤكدًا أنّ "ما حكي هو فقط لإحداث بلبلة، لبنان بغنى عنها ولم يعش هكذا حالة من قبل وعلى الأرجح ليس بحاجة إليها".

وكمصلحة أرصاد جوية يشير زواوي الى أنّ "الطقس سيكون طبيعيًا عكس ما أشيع ودرجات الحرارة ستعود الى معدلاتها العادية انما يجب الانتباه هذا الأسبوع فقط لتمرير موجة الرطوبة المرتفعة".

معتبرًا أن "حالة الطوارئ المناخية يجب أن تعلن خارج لبنان وتحديدًا في البلدان التي تشهد درجات حرارة غير اعتيادية كالخليج".

وكانت مصلحة الأرصاد الجوية قد نفت المعلومات المتداولة عن أن درجة الحرارة ستبلغ 45 درجة في أول آب طالبة من وسائل الاعلام أخذ المعلومات الرصدية والتوقعات الجوية من مصادرها الصحيحة والرسمية.

وحذرت من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الحرجيّة ومن التعرّض لأشعة الشمس المباشرة في ساعات الذروة، ونصحت بالإكثار من شرب السوائل وارتداء الألبسة القطنيّة.