لودريان يلعب في الوقت الضائع: عين على أيلول وأخرى على الانهيار الكبير

يواصل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لقاءاته السريعة في لبنان حاملًا معه همّ الانتخابات الرئاسية والانقسام العمودي في مجلس النواب ما يحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية. 

"السياسة" جالت في كواليس اجتماعات لودريان مع المعنيين مباشرةً بالملف الرئاسي وتبيّن أنّ شهر أيلول سيكون حاسمًا بالنسبة لفرنسا. 

ويبدو أنّ لودريان بات مُدركًا أكثر من أي وقت مضى صعوبة الوضع في لبنان بالإضافة إلى صعوبة التوصل لحلّ سريع في هذا الملف مع أنّ خططه لا تتناسب مع ما يلمسه في الاجتماعات. 

وتقول المعلومات إنّ لودريان يبحث حاليًا في مواصفات الرئيس المنتظر على أن يتمحور لقاء أيلول حول هوية هذا الرئيس. 

ورغم كلّ الاجتماعات إلّا أنّ البحث في الأسماء لم يبدأ بعد الأمر الذي يجعل كلّ الأسماء المقترحة سابقًا بحكم المحروقة. 

وإن كان البعض يستبشر خيرًا ويعتقد أنّ أزمة ملئ شغور كرسي بعبدا تنتهي في أيلول إلّا أنّ لا شيء يوحي بأنّ نتائج اجتماع الشهر التاسع محسومة وإيجابية ومردّ ذلك إلى خريطة المواقف السياسية المحليّة. 

وفي التفاصيل، يرفض التيار الوطني الحرّ أي رئيس مشارك في الفساد، أمّا القوات اللّبنانية فتعارض وصول أي رئيس فاسد ومشارك بالصفقات أو داعم لحزب الله. في حين يريد الثنائي الشيعي وبعض النواب السنة وصول رئيس يحمي ظهر المقاومة إلى كرسي بعبدا في ظلّ تمسّك نواب التغيير برفضهم لكلّ مرشح شارك في السلطة السياسية منذ العام ١٩٩٠. 

ما يعني أنّ الانقسام في الآراء هو نفسه ولم يتغيّر وبالتالي لن يكون اللّقاء المرتقب أكثر من تضييع للوقت قبل حصول الانهيار الكبير.