هل تؤثر موجة الحرّ على المحاصيل الزراعية؟ وهل نشهد ارتفاعًا في الأسعار؟

27/07/2023 11:18AM


كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

تسيطر على لبنان موجة حر طويلة امتدت لأكثر من أسبوع وسترافقنا خلال الأيام المقبلة.

ووسط كل ما يعانيه اللبناني تبدو هذه الموجة "ثقيلة" عليه بفعل عدم توفر أدوات التبريد اللازمة وانقطاع الكهرباء وأسعار الاشتراكات المرتفعة.

وهذه الموجة يبدو أنها لن تؤثر فقط على المواطن بل ستصل الى المحاصيل والمنتجات الزراعية التي على ما يبدو قد تأثّرت بشكل كبير.

رئيس نقابة المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم ترشيشي يلفت إلى أنّ "لبنان يمرّ بفترات حارة جدًا كما يحصل في مختلف بلدان العالم نتيجة التغيّرات المناخية".

وفي حديث لـ "السياسة"، يشير الى أنّ "درجات الحرارة المرتفعة في منطقة البقاع تمتد لساعات طويلة من النهار في اليوم نفسه وعلى ما يبدو فإن موجة الحر مستمرة".

مؤكدًا أن "هذه الموجات كانت تحصل من قبل إنما ليومين أو ثلاثة، أما اليوم فدرجات الحرارة المرتفعة مستمرة لأيام وأسابيع وهذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها لبنان لهكذا نوع من الموجات الحارة".

قائلًا: "من الطبيعي أن تتأثّر المزروعات بموجة الحر وسيحصل ضرر كبير لدى المزارعين كما أن خريطة تواريخ الانتاج ستتغير".

شارحًا: "الأصناف التي كانت تتأخر لتنضج بدأت بالنضوج باكرًا بسبب الحر والنمو غير الطبيعي، وهذا ما سيؤدي الى كثافة في الإنتاج لبعض الاصناف كالخيار والبندورة والكوسا والبطاطا، لتغيب هذه الأصناف من الاسواق وتقلّ لدى المزارعين بعد شهر تقريبًا ما سيرفع سعرها".

مشيرًا الى أنّ "هناك العديد من الأصناف التي تراجع سوقها كثيرًا بسبب الحرارة المرتفعة وسرعة نموها كالبطيخ مثلًا".

"وللخس حصة كبيرة من موجة الحر حيث تأثر بشكل كبير بالحر وأُتلفت كميات كبيرة منه وهذا ما أدى الى ارتفاع سعر الخسة الى حدود الـ 80 الف ليرة وصولًا في بعض الأحيان الى الـ 100 ألف ليرة لبنانية للخسة الواحدة"، بحسب ترشيشي.

من هنا يطلق ترشيشي صرخة لمساعدة المزارعين في مواجهة هذه الموجة، لافتًا الى أن "بعض المزارعين قد يلجأون الى التخزين للاستفادة من المحصول في ما بعد كالبطاطا والتفاح". 

كما أن بعض المزارعين سيزرعون من جديد للاستفادة من الموسم بحسب ترشيشي، الذي يؤكد أن "الاصناف التي تحتاج الى القطاف يوميًا تأثرت بشكل كبير في درجات الحرارة المرتفعة كالكوسا والخيار والبندورة واللّوبيا".

على مقلب آخر اننشرت أخبار في الآونة الأخيرة تفيد بأن السلطات المصرية فرضت حظر استيراد 23 سلعة من لبنان من بينها الفواكه والاطعمة لمدة ثلاثة أشهر، ومع اقتراب موسم التفاح الذي يُصدَّر 60% منه الى مصر ستنفجر أزمة مزارعي التفاح في لبنان الذين تتركهم الجهات المعنية وحيدين دائمًا.

وفي هذا الإطار، يشير ترشيشي الى أنّ "كل ما حكي بهذا الخصوص هو غير صحيح لأنّ العلاقات بين لبنان ومصر جيدة جدًا، ومصر تستقبل التفاح اللبناني واليوم بدأ تصدير التفاح البقاعي ليستمر الوضع على ما هو عليه حتى تصدير التفاح الجبلي".

وعكس كل ما حكي يؤكد ترشيشي أن "العلافات التجارية جيدة جدًا مع مصر وكل ما حكي يوضَع في خانة الشائعات والتي لا صحة لها إطلاقًا".

معتبرًا أنّ "لبنان غير خاضع لأي رسوم جمركية للتصدير الى مصر، وبدورها مصر ملتزمة بالروزنامة الزراعية التي تنص على تصدير التفاح من لبنان، وكل الاتفاقيات والبروتوكولات المعقودة تنص على أن التسهيلات كاملة للمنتج اللبناني".

وبالعودة الى المحاصيل الزراعية وتأثرها بموجة الحر يعتبر ترشيشي أن "المزارع اللبناني دائمًا هو الحلقة الأضعف وتكون المصائب من نصيبه، بينما في دول العالم أجمع يعلن الاستنفار العام لمساعدة المزارع ودعمه وتأمين المياه له وحقوقه، إنما في لبنان لا حياة لمن تنادي في دولة عاجزة وفارغة لا تؤمّن الحد الأدنى لمواطنيها".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa