مخيم عين الحلوة أم نهر البارد ٢؟

31/07/2023 11:47AM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

لم تنعكس الإجازة السياسية على الأمن فانفجر مخيم عين الحلوة في صيدا في فترة حساسة يستعد فيها لبنان لمرحلة دقيقة مع خروج رياض سلامة من حاكمية مصرف لبنان ومع بدء الاستعدادات لورشة أيلول الرئاسية. 

منذ يوم السبت، تعيش مدينة صيدا كابوسًا حقيقيًا حرم سكّانها من حقهم بالتنقل في الشوارع بحرية كما طال الرصاص الطائش منازلهم الآمنة لترتفع الأصوات المطالبة بتدخل الجيش اللّبناني ونزع السلاح من المسلحين في المخيم. 

جولة عين الحلوة ليست الأولى من نوعها لكنّ توقيتها زاد علامات الاستفهام وهو ما عبّر عنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حين قال إنّ توقيت اشتباكات المخيم مشبوه.  

في اتصال معه، يؤكد نائب صيدا عبد الرحمن البزري أنّ الاشتباكات في مخيم عين الحلوة ما زالت مستمرة ووتيرتها تزداد في بعض الأحيان، مشددًا على أنّ الحل يكون سياسيًا بالدرجة الأولى لكنّ المشكلة تكمن في إيجاد من يستطيع أن يفاوض حتى يولد هذا الحل. 

وإذ يلفت إلى أهمية إيجاد رؤية واضحة تؤمّن حلًا مستدامًا لوضع مخيم عين الحلوة، يشير أيضًا إلى أنّ هذه الخطوة وعلى أهميتها ينبغي البحث فيها بعد إنهاء معارك المخيم لأنها تعرض حياة آلاف المواطنين واللّاجئين للخطر كما أنّ الرصاص الطائش يطال المناطق المجاورة لمخيم عين الحلوة في صيدا. 

وفي حديثه لـ "السياسة"، لفت البزري إلى أنّ كلّ القوى السياسية اللّبنانية وبالتعاون مع القوى السياسية الفلسطينية تسعى لإعادة فرض الأمن في المخيم سريعًا وتثبيت وقف إطلاق النار وما زالت المشاورات مستمرة. 

ما يحصل في مخيم عين الحلوة تبدو تداعياته واضحة بشدّة على كلّ المدينة التي بدت اليوم شبه خالية مع تعطيل الأعمال الإدارية والتعليمية فيها ووسط خشية المواطنين من التعرض للرصاص الطائش. 

وفي هذا السياق، يناشد البزري مشددًا على ضرورة وقف إشكالات المخيم المسلّحة سريعًا لأنّ آلاف الصيداويين تعطّلت حياتهم وتوقفهم عن العمل يعني تكبدهم المزيد من الخسارات المادية وهم غير قادرين على تحمّلها. 

إلى ذلك ومع ارتفاع حدّة المواجهات كانت المناشدات للجيش اللّبناني للتدخل هي الأكثر حضورًا في الساحة اللّبنانية ومع ازدياد التعزيزات العسكرية في المنطقة رُجّح استعداد الجيش للتدخل بالقوة وفرض الأمن ما يعني تكرار معركة نهر البارد من جديد. 

غير أنّ النائب عبد الرحمن البزري الذي يتواصل مع قيادة الجيش منذ اللّحظات الأولى نفى كلّ ما يتم تداوله. مؤكدًا أنّ الجيش لن يتدخل ولن يستخدم القوة أمّا تعزيزاته العسكرية فهدفها حماية عناصره وحماية المناطق اللّبنانية. كما يلفت البزري إلى أنّ الجيش رسم خطه الدفاعي الواضح وأكدّ وفقًا لتهديده أنه سيرد عند التعرض لعناصره. 

ومن هذا المنطلق، يرى البزري أنّ لا محاولات لتوريط الجيش أو أقلّه الجيش نفسه لن يتورط وقد أثبتت القيادة حرصها وقدرتها على إدارة الأزمات لأنّ الجيش على تواصل مع خيوط فلسطينية قادرة على إعادة فرض الهدوء على مخيم عين الحلوة والمباحثات مستمرة. 

يحاول النائب البزري عدم إخراج الحدث الأمني في صيدا من إطاره في حين يروّج بعض الإعلام إلى أنّ توقيت تفجير مخيم عين الحلوة ليس بريئًا وقد ينتقل فتيل الانفجار الأمني إلى مخيمات اللّاجئين السوريين. 

إلّا أنّ نائب صيدا ينفي وجود هكذا معلومات أمنية ويؤكد أنّ لا مخيمات للاجئين السوريين في صيدا وأنّ ما يحصل في مخيم عين الحلوة لا يحدث للمرة الأولى. 

ويلفت أيضًا إلى أنّ أرضية مخيم عين الحلوة قابلة لتوليد الاشتباكات نظرًا لأخطاء سابقة وسياسات خاطئة سمحت بدخول عناصر غير منضبطة أو قادرة على إشعال المخيم.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa