"رجعنا نسهر"... مهرجانات إهمج تعود بعد غياب 3 سنوات!

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

يحتضن لبنان هذا العام الكثير من المهرجانات والمعارض التي بدأت باكرًا، والتي على ما يبدو مستمرّة حتى نهاية فصل الصيف للاستفادة من الحركة السياحيّة الناشطة والمغتربين الذين أنقذوا البلد من الانهيار المالي والاقتصادي ولو موقتًا قبل العودة الى "الهمّ" من جديد مع اقتراب شهر أيلول.

وإضافة الى المهرجانات التي جمّلت أمسيات لبنان، كمهرجانات جبيل ومهرجانات بعلبك ومهرجانات بيت الدين وغيرها، تتحضّر بلدة إهمج في قضاء جبيل لمهرجانها هذا العام للسنة العاشرة بعد توقف دام لثلاث سنوات.

إهمج، البلدة الجبليّة، استطاعت بنجاح أن تنظّم مهرجانًا على مدى تسع سنوات رغم الأزمات والعقبات التي واجهتها، إلا أنّها لم تقوَ على فيروس كورونا وعلى الأزمة الاقتصادية التي ضربت مختلف فئات المجتمع.

وعلى الرغم من أن الأزمة لم تنته، تحدّت إهمج الظروف وانطلقت من جديد بمهرجان على مدى ثلاثة أيام تحت شعار: "رجعنا نسهر".

رئيس بلدية إهمج نزيه أبي سمعان يتحدث لـ "السياسة" عن المهرجان المنتظر ويقول:

"هذه السنة العاشرة التي يقام فيها مهرجان إهمج بعدما توقف لثلاث سنوات متتالية. سنتان بسبب فيروس كورونا وسنة بسبب الأزمة الاقتصادية".

ويضيف: "قررنا العودة هذا العام تحت شعار "رجعنا نسهر" لمدة ثلاثة أيام في 18، 19، و 20 آب 2023".

شارحًا: "الليلة الاولى ستكون مع سلطان الطرب جورج وسوف، والليلة الثانية مع الفنان ناصيف زيتون، أما الليلة الثالثة فستبدأ مع الفنان هشام الحاج وتنتهي مع الفنان معين شريف".

ويضيف أبي سمعان: "المهرجان سيكون في وسط البلدة وسيكون مقسّمومًا بين ثلاث مناطق: المنطقة الاولى بعنوان: "تمشَ وسهار" وهو شارع توجد فيه شاشات عملاقة وطاولات وكراسٍ وكيوسكات ويمتد الى 800 أو 900 متر وصولًا الى المدرج والمطعم".

أما بالنسبة للأسعار فيؤكد أبي سمعان أنها "تناسب مختلف الفئات، فبإمكان الأشخاص الدخول الى شارع "تمشى وسهار" بـ 8 دولارات فقط والوصول الى المسرح، وبالنسبة للمدرجات فالأسعار ما بين 20 و30 وصولًا الى الـ 50 دولارًا، أما بالنسبة للمطعم فتبدأ الاسعار من الـ 70 وصولًا الى الـ 120 دولارًا وذلك حسب العشاء".

المهرجان لا يكون ناحجًا من دون مساعدة أبناء البلدة، وهنا يلفت أبي سمعان الى أنّ "الاولوية للاستفادة ماديًا من المهرجان هي للأشخاص الذين يعيشون في إهمج صيفًا شتاءً، لأن حوالي 60% من أهالي إهمج يغادرون البلدة في فصل الشتاء، وبهدف مساعدتهم الأولوية لهم في المهرجان من خلال عرض منتجاتهم ولخلق مقوّمات تساعدهم على الاستمرار في فصل الشتاء وللتخفيف من النزوح من الجبل الى الساحل".

آملًا أن يكون المهرجان ناجحًا بالرغم من كل الصعوبات التي يمرّ بها البلد وداعيًا الجميع الى المشاركة.

إهمج ليست الوحيدة التي تحاول الاستمرار، وحالها كحال العديد من البلدات والمدن اللبنانية التي تقاوم الأزمات التي لا تنتهي.

وبالرغم من كل المشاكل والعقبات الماليّة والأمنيّة والاجتماعيّة يصرّ الشعب اللبناني على السهر والاحتفال ويتخطّى أصعب مرحلة بذكاء ومقاومة ورجاء.

وعليه، بعد توقّف قسري، أنتم على موعد مع ثلاث أمسيات مليئة بالموسيقى والفرح تبدأ من الساعة السابعة مساء، اضافة الى المأكولات المتنوعة والمشروبات.

وبذلك، يثبت هذا الوطن الصغير نفسه على الخارطة السياحية من جديد ويبقى يهلّل للحياة والفن والفرح بعيدًا من الموت والتفلت الأمني والاشتباكات والخلافات والفراغ والشلل.

ويبقى أبناء هذا الوطن متمسّكين بالأمل والخلاص رغم استهتار القوى السياسية التي لا تقدم سوى المشاكل والعقبات والتعطيل والفراغ للبلد، لتعود الحياة الى البلد الصغير لأنّ شعبه يستحق!