الصحافيون والإعلاميون الدجّالون يرجمون سلامة!

01/08/2023 03:19PM

كتب رامي نعيم في "السياسة":

رَحلَ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على وقع انهيار الليرة والوطن. هذا الوطن الذي كان "متل اللّيرة" وصار "متل اللّيرة". رَحلَ سلامة تاركًا للتاريخ حكمه وللقضاء كذلك، ومع رحيل سلامة العارف بخبايا الدولة اللبنانية وأسرارها والذي برفقة رئيس مجلس النواب نبيه برّي يحتفظان بذاكرة سياسة لبنان الحديث كثُرت الانتقادات والاتهامات من معظم اللّبنانيين… ولئن كان محقّاً من ينتقد سلامة من غير المستفيدين فعجباً من الإعلاميين والسياسيين الذين استفادوا مباشرة أو عبر مؤسساتهم من تمويله ويرجمونه اليوم!

 أيّ محطّة سياسية في لبنان لا يدعمُها المصرف المركزي وجمعية المصارف؟ هل تعلمون أنّ محطة الـ Otv يدعمها المصرف المركزي كغيرها سنويًّا ؟ هل تعلمون أنّ الصحف والمواقع ومعظم المحللين يدعمهم سلامة وجمعية المصارف؟ راجمو سلامة ثلاثة أنواع:

-نوع لم يستفد منه ويعتبره المسؤول عن الانهيار المالي  وله الحقّ في ذلك وهؤلاء قلّة قليلة.

-المودعون الذين تعبوا في جنى عمرهم ولا يعرفون بعد من سرق أموالهم ولهم الحق بانتقاده. 

-الوقحون الدجّالون من أمنيين سابقين صحافيين واعلاميين محلّلين سياسيين وسياسيين.

بالأسماء يمكن لسلامة فضح هؤلاء لكنّه لم يفعلها بعد.

 اعلاميات واعلاميون كانوا أو لا يزالون في محطة الجديد يهلّلون لرحيل سلامة ويشتمونه في الوقت الذي كانوا يبجّلون لسياسته يوم طلبت منهم إدارتهم ذلك!

سياسيون استفادوا من قروض سكنية ومن أموال مباشرة ومن دعم تحت عناوين مختلفة ويقفون اليوم راجمين. كيف لي وانا العالم بهم فرداً فرداً أن أسكت على غرار من لا يزالون حتى اليوم يتقاضون رواتب شهرية وهم في مؤسسات اعلامية معروفة ويخجلون حتى بالدفاع عن الحاكم ؟ وهنا أنا لا أطالب بالدفاع عن رياض سلامة لكن من استفاد ويستفيد من دعمه عليه أن يردّ الجميل أو أن يرفض من البداية الإستفادة وله الحق عندها في الانتقاد والسكوت معاً.

أين انتقاد التيار ومحاربته لرياض سلامة قبل الـ ٢٠١٩؟ أين مواقف حزب الله وفريقه السياسي قبل الـ ٢٠١٩ من أخطاء المصرف المركزي؟ أين وزارة المالية والحكومة والقضاء؟ 

كلّكم شركاء في "التفليسة" وتبحثون عن مخرج شعبيّ لا أكثر ولا أقل. "الغنم" الذي يتبعكم سيقتنع بأكاذيبكم لكنّ التاريخ لا! التاريخ سيرجمكم كما ترجمون سلامة. 

أعرف إعلامياً في محطة مرموقة يتقاضى في الشهر نفسه أموالاً من رياض سلامة والأحزاب والشخصيات اليمينية ومن حزب الله وفريقه السياسي وهو بنظر المجتمع "صحافي شريف"! وأعرف رئيس تحرير موقع يستعطي على أبواب السياسيين ورجال الأعمال شهرياً ويُحدّثك بالصحافة والنزاهة وهو بعيد عنهما بعد الشمس عن الأرض. الأمثلة كثيرة وعديدة والخلاصة أن لا صحافة في لبنان من دون دعم سياسيّ ولا امكانية للاستمرار من دون تمويل، وهذا ليس عيباً طالما أن هذه المهنة تفضح المرتشين وتبحث عن الحقائق وتُنصف المظلومين من خلال كشف الحقيقة للقضاء لكنّها تصبح جريمة حين تتنكر لمن موّلها لمجرّد أنه انتهى أو لم يعد قادراً على دفع المزيد.

في الختام رحل رياض سلامة ولي الفخر بأن أكون موضوعياً في حديثي عنه فلا أرجمه مع الراجمين ولا أخاف على الليرة من بعده، لكنّني في يوم من الإيام كنت من المستفيدين من المصرف المركزي ولو بطريقة غير مباشرة. تصالحوا مع أنفسكم قبل أن ترقدوا بسلام!!!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa