السياسيون يتراقصون على حافة الهاوية: خطر أمني يشغل الغرف المغلقة!

أرخت بيانات السفارات الخليجية بثقلها على الوضع العام في لبنان فرفعت منسوب القلق المحلي ودقت ناقوس خطر سياسي عرف المسؤولون السياسيون كيف يتلقون صداه رغم أنّ كلامهم في العلن يتناقض مع تخوفاتهم التي يتحدثون عنها تحت الطاولة. 

"السياسة" تأكدت مِن أنّ البيانات الخليجية تأتي انبثاقًا من توتر العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية من جديد لكنّ ذلك ليس وحده الدافع لأنّ الواقع اللّبناني المهترئ يُنذر بشتاء ساخن إن لم يمر قطوع أيلول على خير. 

في اجتماع مجلس الأمن المركزي تحدث كلّ القادة الأمنيين بشفافية تامّة ولم يخفوا خشيتهم من تدهور الأوضاع بصورة أكبر في الأيام والفترات المقبلة. 

تقول المعلومات لـ "السياسة" إنّ سجون لبنان امتلأت ولم تعد تحتمل المزيد والقوى الأمنية تضطر في بعض الأحيان لغض النظر وعدم توقيف إلّا المجرمين الكبار لأنّ الوضع ضاغط للغاية. 

وتبيّن وفقًا للتقارير إنّ التطمينات العلنية سُرعان ما تتحوّل إلى تخوّفات جديّة حين يدخل المعنيون الغرف المغلقة. وهم رغم سعيهم الدائم لتهدئة الأوضاع حرصًا على إنهاء الموسم السياحي بهدوء وجذب المزيد من الدولارات إلّا أنهم يدركون أيضًا أنّ فترة أيلول ستكون حاسمة فإن لم تتفق الكتل السياسية على رئيس جديد للجمهورية فور عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان في لبنان. فستواجه المسألة مزيدًا من التعقيد الذي قد ينفجر عبر عودة مسلسل الاغتيالات بما يُذكر بما حصل عام ٢٠٠٧ وانطلاقًا من أنّ الوضع المتأزم في لبنان يحتاج لحدث أمني كبير.

وبالتوازي، فإنّ الأزمات السياسية والقضائية والاقتصادية باتت تشكل عبئًا كبيرًا على القوى الأمنية التي لا تملك القدرات المادية اللّازمة حتى تتواجد حيث يجب أن تكون وفي التوقيت المناسب إضافة إلى أنّ مستوى الإجرام لدى مجتمعات اللّاجئين الفلسطينيين واللّاجئين السوريين في ارتفاع مستمر وهو ما يزيد الضغط على الجهات الأمنية المعنية بشكل يفوق قدرتها على التحمل وحين "تفلت" الأمور أكثر فسيكون السيناريو المقبل كارثيًا للغاية.

انطلاقًا من هذه المعطيات، سيكون شهر أيلول مصيريًا وسيُحدد خارطة الطريق في لبنان رغم أنّ المعطيات السياسية ما زالت سلبية ولا توحي بأنّ الحلّ الرئاسي قريبًا ما يعني أنّ سخونة شديدة ستلفح البلد في أكثر الأشهر برودة.