قانون المافيا لا ينجح مع رياض سلامة وفلاش ميموري تحميه من التصفية!

في قانون المافيات تتم تصفية صاحب السرّ الكبير فور خروجه من التجمع حتى لا تُسرّب التفاصيل التي قد تودي بالمافيا كلّها. 

هذا السيناريو لا يعرفه فقط محبو الروايات البوليسية بل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة الذي رهن حياته بـ "فلاش ميموري" ستخرج إلى العلن إذا ما تعرض هو أو أحد أفراد عائلته لخطر أو اعتداء أو اغتيال أو مكروه.  

تقول المعلومات لـ "السياسة" إنّ سلامة حين جلس على كرسيه كان محاسب المنظومة وحافظ أسرارها لكنه حين خرج من المصرف المركزي صار راعب المنظومة لأنّ ما في حوزته قادر على الإطاحة بكثر ومنهم من يعتلون المنابر لمهاجمته. 

إذًا، أسرار المنظومة وأركانها صارت بيد سلامة وآخرين موثوقين باتت مهمتهم إخراج المعلومات إلى العلن لحظة تعرض الرجل لأي مكروه. وبحسب مطلعين فإنّ مضمون "فلاش ميموري" سلامة سيطيح بمسؤولين سياسيين ووزراء ونواب وإعلاميين وضباط أمنيين كبار، لأنّ معظم الطبقة الحاكمة في البلد متورطة بتبييض أموال أو تهريب أموال أو الاستفادة من المال العام بطريقة غير مشروعة. 

لذلك وبحال وُجد قرار دولي بإنهاء المنظومة الحالية والتخلّص منها فسيتم توقيف سلامة حينها، لكنّ مصادر متابعة للملف تستبعد حصول ذلك لأنّ الجميع في لبنان يخشى من هذه الخطوة ومن تبعات توقيف الرجل الذي لم تجده أي دورية أمنية في منازله لإبلاغه بموعد جلسته التي سيتغيّب عنها. 

سلامة ليس رجلًا عاديًا ولم يجلس على كرسي منصب الحاكمية لـ ٣٠ سنة إلّا بفعل ذكائه وعلى هذا الذكاء يعتمد الحاكم الذي فقد الغطاء السياسي والدولي لحماية نفسه في أيام تقاعده المتأخر. ومن هذا المنطلق سرّب خبر الـ "فلاش ميموري" عبر الإعلام قبل أيام من الجلسة المقررة لاستجوابه والتي تقول مصادر إنه سيصار إلى توقيفه فيها. 

صباحًا نُفيت المعلومات المتداولة عن تحضير الدولة لإخراج سلامة من لبنان إلى قبرص ومنها إلى دولة ثالثة. لكنّ متابعين للملف أكدوا بدء مفاوضات جدية بين الحاكم السابق ودولة عربية وعدته بتأمين الحماية اللّازمة له مقابل حصولها على الداتا التي يمتلكها سيما وأنّ رياض سلامة دعم تسجيلاته وفيديوهاته ومعلوماته بوثائق قويّة للغاية تورط الجميع ستخرج "أونلاين" بشكل لن يتوقعه أحد.