المعارضة تتجنب "فخ" بري وخوف على المبادرة الفرنسية

04/09/2023 12:41PM


كلّ التطورات التي طرأت على الملف الرئاسي في الساعات الأخيرة لم تكن إيجابية فدعوة "حوار السبعة أيام" التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري صارت بالون اختبار يبدو أنه طار سريعًا مع تمسّك الأحزاب المعارضة المسيحية بالرفض. 

وبذلك ازداد الشرخ السياسي في البلد فانقسمت الساحة بين المعارضة المتمسكة بالدستور والقوانين وبين الثنائي الشيعي الذي يحاول استدراج النواب المعارضين إلى المجلس وإحراجهم غير أنّ الـ "لا" المعارضة أتت سريعًا من رئيس حزب القوات اللّبنانية سمير جعجع ومع دسّ نبض الكتائب اللّبنانية فإنّ الجو مطابق لتوجه القوات أيضًا. وبالتالي، ترى المعارضة أنها تجاوزت "فخّ" بري بهدوء وتركت الكرة في ملعبه فإمّا يؤدي دوره ويدعو لجلسات انتخاب متتالية ويحتكم للدستور أو يتحمل المسؤولية أمام الرأي العام والمجتمع الدولي الذي بدأ صبره ينفذ. 

تقول مصادر سياسية معارضة لـ "السياسة"، إنّ بري كان يحاول أخذ النواب إلى المجلس للموافقة على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية، على أن يستخدم معارضة القوى السيادية وفشل الحوار كذريعة أمام المجتمع الدولي ترفع وزر التعطيل عن محور الممانعة وتحمّل السياديين الحمل الصعب. وهو ما قرأته المعارضة سريعًا فرفضت الدعوة مع الشكر، رغم إبداء بكركي في عظة البطريرك الراعي يوم الأحد انفتاحها على حوار بري الذي جاء كشرط أساسي لتلبية طلب المعارضين فتح أبواب مجلس النواب لجلسات انتخاب متتالية. 

وفي المقابل، تتوقف المصادر عند الانفتاح الذي أظهره عدد من نواب التغيير الذين جعلوا حضورهم الجلسة يقترن بشرط الكشف عن شروط هذا الحوار وأهدافه وجدول أعماله فيما تبدو مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي إيجابية ومندفعة باتجاه حوار بري بوصفه وسيلة لكسر دوامة الفراغ الرئاسي والشرخ السياسي الكبير الحاصل. غير أنّ كلّ هذا الانفتاح لا يعوّل عليه لأنّ بري يريد استدراج القوات والكتائب إلى طاولة الحوار أولًا. 

وبناء على المعطيات، لا شيء يوحي بأنّ رئيس المجلس سيدعو للحوار إن لم يضمن مشاركة الكتل السياسية المعارضة والوازنة لأنّ اجتماع نواب محوره سويًا لن يُجدي نفعًا. 

وفيما يتحضر لبنان لاستقبال المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بعد أسبوعين حاملًا في أجندته حتى الساعة دعوة للحوار، تزداد حدّة خلط الأوراق والضبابية في الملف الرئاسي على اعتبار أنّ المبعوث الفرنسي يعود إلى بيروت في محاولة أخيرة لإيجاد مخرج للأزمة الرئاسية. وبالتالي، سيؤدي فشل مهمته إلى سحب يد فرنسا من ملف الأزمة الرئاسية اللّبنانية وفقًا لما نقلت مصادر محليّة التقت لودريان في زيارته الأخيرة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa