حيتان لبنان النافقة: أسباب كثيرة وثروة بحرية هائلة!

06/09/2023 10:42AM

كتبت سيدة صوما في "السياسة": 

خلال أسبوع واحد وفي منطقتين مختلفتين في لبنان، عُثر على حوتيْن نافقيْن على الشاطئ اللّبناني ما ولّد علامات استفهام كبيرة حيال سبب نفوق الحيتان على شواطئنا بالإضافة إلى التساؤل عن ما تحتويه الحياة البحرية في بحرنا.

 الدكتور ميلاد فخري، مدير المركز الوطني لعلوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية يؤكد في حديثه لـ "السياسة" أنّ البحر المتوسط غني بالكائنات الحية وهو متميز بتنوعه البيولوجي الكبير. كاشفًا عن أنّ في البحر دلافين وحيتان وأكثرها تنتمي إلى نوع العنبر وهو نوع يتنقل بشكل دائم منذ القدم. ويقول: ما نراه اليوم طبيعي ولكن بفضل مواقع التواصل الاجتماعي أصبح الأمر موثقًا ومتاحًا أمام الجميع.

ويشدد فخري على أنّ الحيتان تتواجد عادةً قرب منحدرات المحيطات الأكثر عمقًا وهي بعيدة من الشاطئ لذلك يكون صعبًا على المواطنين رصدها ولهذا تفاجأوا مع ظهور الحيتان النافقة على الشاطئ اليوم. معتبرًا أنّ وصول جثث حيتان نافقة الى الشاطئ اللبناني طبيعي لأنّ التيارات المائية والأمواج العالية تساهم في هذه العملية.

هكذا نفق الحوتان

في الحديث عن الحالتين التي واكبها اللّبنانيون باهتمام، يقول فخري: وصلت الحيتان جثثًا متحللة الى الشواطئ اللّبنانية تفوح منها رائحة كريهة ما يؤكد موتها منذ أكثر من شهر ونصف على أقل تقدير. لذلك كان من الصعب معاينتها وتأكيد سبب وفاتها ولكن يمكن ترجيح نظرية تواجد الحوتيْن سويًا أثناء مرور سفينة شحن سريعة ما أدّى إلى حادث اصطدام ومقتلهما. 

فقمة.. دلافين وقروش في لبنان!

ومن ناحية أخرى، يكشف مدير معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند الدكتور منال نادر عن أنّ حالات رصد الحيتان والكائنات البحرية تزداد يومًا بعد يوم وذلك بسبب حب اكتشاف عالم البحار واستعمال الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. لافتًا إلى أنّ هذا الرصد يؤكد وجود أنواع كثيرة ونادرة كالفقمة، الدلافين، القرش، الحيتان وغيرها في المياه اللّبنانية، ما يشكل عاملًا هامًا مشجعًا لتكثيف الدراسات العلمية القليلة في لبنان.

ويشير إلى أنّ هذا الاكتشاف لا يعني ظهور أنواع جديدة من الكائنات البحرية في مياه لبنان لكنّ تواجدها قرب الشاطئ بسبب مطاردتها للفريسة بهدف البحث عن الغذاء أصبح أكثر شيوعًا. 

ويضيف في هذا السياق، قائلًا:"حالات نفوق الحيتان في منطقة الشرق الأوسط نادرة جدًا رغم أنّ الأسباب المؤدية لمقتلها عديدة كالأسباب الطبيعية إضافة إلى الشباك التالفة في قعر البحر أو بفعل التلوث النفطي كما تؤثر حوادث اصطدام السفن بالحيتان على حياتها". نافيًا ما يُحكي عن أنّ نفوق الحيتان في مياه لبنان سببه استعمال أنواع من المتفجرات بهدف الصيد السريع أو السموم وشدد على أنّ وزارة الزراعة تكافح وتمنع استعمال هذه الوسائل وبات استخدامها نادرًا. 

إلى ذلك ومع بدء النشاط الجدي في التنقيب عن النفط والغاز في المياه اللّبنانية، صار السؤال: كيف يؤثر ذلك على الحياة البحرية؟ 

في هذا الإطار، يقول نادر إنّ التنقيب لا يؤثر بشكل مباشر على الثروة المائية. وفي حال استبدلت منصات الحفر بمنصات لاستخراج النفط يتم بناء أحواض اصطناعية الأمر الذي سيشكل عامل جذب للكائنات البحرية ولكنّ الأصوات المرتفعة الناتجة عن استخراج النفط تعتبر تلوثًا سمعيًا قد يكون عامل طرد لبعض الأنواع من الحيتان أو الدلافين. وهذا لا يشكل خطرًا على حياتها انما يبعدها.

مشيرًا إلى أنّ الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها لبنان تلزم الشركات النفطية والسفن الناقلة لها بالحفاظ وحماية الكائنات البحرية ومراقبة حركة الحيتان خلال التنقل وتبقى إمكانية وقوع أخطاء واردة ولكن بنسبة متدنية.

وفي الختام، من الضروري التعرف على أهمية الحيوانات البحرية فهي كائنات ذكية وضرورية للتنوع البيولوجي في البحر ويجب علينا حمايتها وعند جنوحها المطلوب من المواطن الاتصال بخفر السواحل للتدخل السريع بهدف إنقاذها ولتدعيم الدراسات، والتمنع عن نشر معلومات أو فيديوهات غير صحيحة. كما من المهم تجنب زرع أفكار غير واقعية خاصة عن وجود حوريات على الشاطئ اللّبناني كونها لا تتعدى الاسطورة ولا يمكن للعقل والعلم إثبات وجودها.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa