"إنها المعركة الأخيرة"... نار مخيم عين الحلوة تطال صيدا والوضع ينذر بالأسوأ

11/09/2023 01:18PM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

سقطت الهدنة في مخيم عين الحلوة ومعها سقط المخيم في دوامة عنف كان اللّاجئون الفلسطينيون أول ضحاياها قبل أن يطال الرصاص الطائش مدينة صيدا أيضًا. 

وإن كان ليل المخيم هادئًا نسبيًا فإنّ صيدا استفاقت على اشتباكات حادّة سرعان ما ارتفعت وتيرتها لتكون الحصيلة الأولية لليوم الخامس سقوط قتيل وعدد من الجرحى. 

ومع استمرار القتال من دون أفق وشلّ الحركة الاقتصادية في صيدا في ظلّ انعدام الحركة ووصول الرصاص الطائش إلى المحال والمنازل، يعبّر أهالي المدينة عن استيائهم من الوضع الشاذ ومن تحويل المخيم إلى ساحة حرب دائمة تهدد حياة الصيداويين وأرزاقهم. 

الشعلان: إنها المعركة الأخيرة!

وبالعودة إلى الاشتباكات الدائرة في المخيم، فيؤكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو إياد الشعلان أنّ الاشتباكات عنيفة وتطال كلّ المحاور التقليدية سيما محوري حطين جبل الحليب ورأس الاحمر - الطيري وعلى طول الشارع الفوقاني. 

وفي اتصال مع "السياسة"، يقول الشعلان إنّ "الأماكن التي يسيطر عليها الإرهابيون أفرغت من سكانها بسبب الترهيب بداية ومن ثمّ بفعل الاشتباكات". لافتًا إلى أنّ عدم تسليم من اغتالوا القيادي في فتح أبو أشرف العرموشي هو السبب الرئيسي لاشتعال الاشتباكات من جديد مع الجماعات الإسلامية المتشددة. 

لا يوحي كلام الشعلان بأنّ فرصة الحسم ممكنة أو أنّ نهاية معركة عين الحلوة ستكون قريبة. وهو في هذا السياق يشدد على أنّ: "على عاتقنا مسؤولية التخلص من هذه المجموعة الإرهابية التي لها نشاطها في المخيم وخارجه. وإنهاء هذه الحالة يعتبر واجبًا وطنيًا ويريح اللّبنانيين أيضًا". 

وفي حديثه، يستبعد الشعلان أن يكون وقف إطلاق النار قريبًا، قائلًا" لا أعتقد أنّ هناك هدنة في القريب العاجل لأنّ لا شيء يضمن أن لا تستعيد المجموعات الإرهابية نشاطها من جديد"، داعيًا الفصائل الفلسطينية الحليفة لتحمل مسؤولياتها أيضًا. 

ووفقًا لما يقوله الشعلان فمن المتوقع أن تكون هذه المعركة هي "المعركة الأخيرة والكبيرة للقضاء على هذه الجماعة الإرهابية". 

بين نوع الأسلحة وكثافة استخدامها... علامات استفهام

وفي الموضوع نفسه، يرصد المتابعون للمعركة نوعية الأسلحة المستخدمة باهتمام ويتوقفون عند كثافة استخدام  المتحاربين للأسلحة في معركتهم. وينطلقون من هذا الرصد للقول إنّ الأطراف المتنازعة إما تضمن سهولة في استقدام الذخيرة وإدخالها إلى مخيم عين الحلوة أو أنها كانت تتحضر سابقًا وبالتالي مخزونها من الأسلحة كبير ويكفيها. 

مع الإشارة إلى أنّ استقدام المقاتلين ما زال مستمرًا وهم يتسللون إلى المخيم رغم الحديث عن منع دخولهم حتى لا يستمر القتال لفترة طويلة. 

وفي الميدان، فإنّ القوة العددية هي لصالح "فتح" حيث تقدر أعداد "الشباب المسلم" بحوالي المئة فقط وحتى الساعة لا شيء يشير إلى حسم لصالح أي فئة بعد ٤٤ يومًا على بداية هذه المعركة على إثر اغتيال القيادي في حركة «فتح» «أبو أشرف العرموشي  و3 من مرافقيه، بعد تعرضه لكمين مسلَّح في حي البساتين داخل المخيم. 

ورغم أنّ القاعدة تقول إنّ القتال لا يستمر في المخيم لفترة طويلة سيما أنّ الجهات اللّبنانية الأمنية لا تسمح بذلك إلّا أنّ الشعلان يرى أنّ "العملية مستمرة إلى حين إنهاء الحالة الإرهابية". وعن ما إذا كان في معلوماته ما يشير إلى أنّ الجيش اللّبناني قد يتدخل لحسم المعركة التي تُقلق مدينة صيدا، فيقول إنّ الجيش لم يوصل أي رسالة للمتقاتلين بعد وقد قرأ الجميع البيان الصادر عنه إثر استهداف مراكزه وأخذناه بعين الاعتبار، متهمًا الجماعات الإسلامية بقصف مراكز الجيش يوم أمس بغية توريطه وجرّه إلى المعركة. 

البزري: استياء في صيدا ووضع خطر

من جهته، يتحدث النائب عبد الرحمن البزري عن الوضع في مدينة صيدا، ويصفه بـ "المتوتر والخطر"، مشيرًا إلى أنّ الاشتباكات ما زالت مستمرة ومن دون سقف والحياة الاقتصادية في مدينة صيدا معدومة. 

وفي حديثه لـ "السياسة"، يقول البزري إنّ اللّبنانيين والفلسطينيين في صيدا مستاؤون من الوضع في مخيم عين الحلوة واستمرار الاشتباكات ينعكس سلبًا على الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية في المدينة كما له تداعياته على الوضع التربوي حيث أقفلت المدارس والجامعات أبوابها في حين كان يُفترض أن يتم استئناف العام الدراسي الجديد. 

وفي ظلّ الحديث عن احتمال أن تكون فترة الاشتباكات طويلة هذه المرّة، يستبعد البزري إمكانية تدخل الجيش اللّبناني في المعارك، مشددًا على أنّ الجيش يلعب دور الوسيط والمهدئ ويلعب دورًا حكيمًا سيما وأنّ أي عمل عسكري سيكون له تداعياته وكلفته الكبيرة. 

وبالنسبة للمخيم الذي تم تشييده قبل يومين على مدخل المدينة، فيقول البزري إنّ النية كانت سليمة و"الأونروا" ليست المسؤولة عن هذا المخيم بل بلدية صيدا وبعض الجهات الدولية. ويشير إلى أنّ هذا المخيم كان أسرع مخيم تمّ تركيبه والأسرع في الفك أيضًا لأنه لاقى اعتراضات لبنانية وفلسطينية رغم هدفه الإنساني لكن الطريقة والآلية لم تكن مناسبة. 

وتجدر الإشارة إلى أنّ مخيم عين الحلوة هو الأكبر في لبنان ويضمّ ٥٤ ألف لاجئ فلسطيني وفق الأرقام المسجلة لدى الأمم المتحدة وقد انضم إليهم فلسطينيون هربوا من سوريا قبل فترة أيضًا


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa