مخيم عين الحلوة: بين تداعيات الخراب وسعي الأهالي للبقاء

كتب علي حشيشو في "الاخبار": 

يفتقد مخيم عين الحلوة إلى أي أثر للخراب الذي ألمّ به، سوى الأعلام الممزقة التي تتدلى على حبل في حي حطين. هذه الأعلام تعبّر عن الوحدة الفلسطينية التي تفككت، حيث يظهر علم فلسطيني ممزّقاً، وعلم لفتح لم يتبقَّ منه سوى رسم اليدين التي تمسكان برشاشين، وهذا بعد تمزيق عبارة "ثورة حتى النصر".

معظم السكان الذين لا يزالون في المخيم يقيمون في أحياء "صافية" التي لم تشهد مباشرة الاشتباكات. بينما تمتلئ الأزقة الأخرى بسيارات البيك آب المحملة بأثاث المنازل، حيث نجح سكان تلك المناطق في اللجوء إلى صيدا وضواحيها.

بائع القهوة صالح يشير إلى أن الشوارع الضيقة في المخيم لم تكن تشهد سابقاً مرور الشاحنات بشكل كبير. ويقول إن الناس يقومون الآن بنقل أثاث منازلهم بكميات كبيرة إلى خارج المخيم باستخدام البيك آب. بعضهم حتى أخرج حيواناته الأليفة من منطقة الخطر.

وبالرغم من هذا الهدوء النسبي، يتوقع صالح أنه لن يستمر لفترة طويلة، ويتوقع اندلاع جولة جديدة من الاشتباكات عندما يتم التوصل إلى اتفاق لتسليم قتلة اللواء أبو أشرف العرموشي. ويعتقد أن "الدواعش" لن يتخلوا عن أحد حتى لو تسبب ذلك في تدمير المخيم بأكمله.

على الرغم من هذه التوترات، يزدحم شارع سوق الخضر بالبائعين والزبائن، وشبان يستمتعون بالأراكيل ويتناقشون حول عدد القتلى والجرحى.

مدارس "الأونروا" تعرضت لأضرار كبيرة جراء القتال، حيث تحولت بعضها إلى مواقع عسكرية وتضررت جدرانها بسبب الاشتباكات. هذا يجعل من الصعب بدء العام الدراسي لحوالي 6000 طالب فلسطيني.

سكان المخيم يواجهون أيضًا مشاكل أخرى مثل تراكم النفايات في الشوارع وانعدام الأمان، وهم يعيشون في ظروف صعبة جداً.

المخيم يشهد صراعًا داخليًا ضارًا والقلق يتزايد بشأن مستقبله، سواء من خلال التهجير أو عبر السيطرة عليه من قبل جماعات مسلحة. هذا الصراع أصعب من المعارك السابقة في المخيمات في الثمانينيات، حيث يكون العدوان داخليًا والتدخل الخارجي غير واضح.

لقراءة المزيد اضغط على المصدر.