27/09/2023 12:29PM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
ليس ما يحصل مع الحاكم السابق رياض سلامه بمُستغرب، فالقضاء اللبنانيّ يحضر جزئيّا بخلفيّة سياسيّة، ويغيب أيضا بإيعاز من أباطرة السياسة عندنا.
لا شكّ في أنّ لسلامه ملفّات قضائيّة دسمة، لن تُفتَح وتتابَع لبنانيّا، والسبب بسيط ومعروف، فسلامه مستديرة شاملة، يدور حولها كلّ أصحاب الحلّ والربط في لبنان، وهو إن علِق علَّقَ معه كثيرين. لذلك سوف تواجه ملفّات سلامه ما واجهَه ملفّ تفجير مرفأ بيروت مع القاضي طارق البيطار. والنتيجة أن لا أحد سيستطيع محاكمة سلامه كمواطن لبنانيّ عاديّ.
وبالتالي، ليس من العدل أن يحاكم سلامه وحده، فهو والطبقة السياسيّة الفاسدة، وإدارات المصارف، في خندق واحد، ومن البديهيّ أنّ السلطة وأثرياء البلد والزّعماء لن يحاكموا أنفسهم، ما يعني أنّ القضيّة تجتاز سلامه، لتشمل الذين يحكمون سعداء، ولن يتركوا السلطة ومقاعدهم إلّا في النّعوش.
ولن يتغيّر شيء إذا كان سلامه ترك لبنان إلى مخبأ أكثر أمانا، أو لا يزال مختبئا فيه.
لم يعُد البحث عن الحقيقة وظيفة القضاء، فالحقيقة موجودة ومعروفة، في كلّ الملفّات. يعرفها الشعب اللبنانيّ، كما يعرفها الرأي العامّ العالميّ، وإذا كان لا بدّ من تدخُّل القضاء فلأجل الحُكم فقط. فكيف تتحرّك مطرقة القضاء وهي مشدودة بحَبل السياسة الذي يلفّ صَوتَها المنتظَر؟
في أدراج القضاء اللبنانيّ ملفّات كثيرة، لم تتابَع، لأنّ القرار السياسيّ هو بأن يأكلها الغبار، تفاديا لتوريط السلطة، وحَمَلة السلاح غير الشرعيّ، الذي منذ نشأته يعلو القانون وكلّ السلطات الرسميّة اللبنانيّة. وها هي حادثة عين إبل الأخيرة خير دليل.
إنّنا في دولة بلا قضاء. قضاتُها سياسيّوها، وزعماؤها، والسلاح الذي لا تقدر على تطويقه ولَجمِه والتحكّم في قرار استعماله لأنّه خارج عنها وعليها.
ونحن في دولة بلا دستور، لأنّ هؤلاء أيضا نصّبوا أنفسَهم بديلا من الدستور بِحُكم نفوذهم، الذي عزّزته نتائج الانتخابات النيابيّة الأخيرة، والتسويات والمحاصصات الدوليّة والإقليميّة الحاليّة، إذ صار من المتعذّر الخروج من هذا الواقع القاتل، وها هو الاستحقاق الرئاسيّ يثبت ذلك. فكلّ القوى السياسيّة تنادي بانتخاب رئيس للجمهوريّة، في حين أنّها لن تستطيع استبدال الفراغ برئيس غير فارغ، أي: إنّ الاتّجاه نحو رئيس تطبيعيّ لما هو موجود.
ليس رياض سلامه غريبا عن أورشليم لبنان، وهو غير متفاجئ بما آلت إليه أوضاعه. وعليه، فإنّه يعرف التعاطي جيّدا مع رمال السياسة اللبنانيّة المتحرّكة بشكل مدروس. وطالما أنّ شركاء سلامه بخير، سيكون هو بخير. أمّا ما يدور من كلام وإجراءات شكليّة في أروقة القضاء فمسألة تأخذ الكثير من اهتمام اللبنانيّين، لكنّها لا تشغل بال الحاكم السابق كثيرا.
يُحاكَم رياض سلامه بِعدل، فقط حين يُسمَح بمحاكمة هذه السلطة الفاسدة كلّها، وعَدا ذلك مشاهد مسرحيّة مألوفة، في وطن التمثيل على الناس بامتياز.
شارك هذا الخبر
هدوء حذر بين الهند وباكستان
بيروت فوتبول أكاديمي (BFA) يحتفظ بلقب بطل لبنان للسيدات
الرئيس عون وجه دعوة رسمية إلى أمير الكويت لزيارة لبنان والأمير وعد بتلبيتها
ستريدا جعجع وجوزيف اسحق: نهدي هذا الانتصار إلى "الحكيم"
جعجع: تحية لهؤلاء
بعد إطلاق النار أمس... عمليات دهم للجيش وتوقيف 35 شخصًا
دعوة من وزارة السياحة الى المؤسسات للحصول على ترخيص... وإلّا!
من الحرّ الى الأمطار... الطقس سيتحوّل!
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa