01/10/2023 10:45AM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
صحيح أنّ ثورة ١٧ تشرين أُصِيبت بأكثر من وَهَن، وتراجعَت كثيرا على مستوى الحضور في الشارع، بعدما كان وصولها إلى الشرعيّة، من خلال الانتخابات النيابيّة الأخيرة، حافزا للسلطة الفاسدة وزعماء الطوائف وتجّار القضايا، لمحاولة استيعابها، باعتبار أنْ لا شيء غيرها يشكّل خطرا على وجودهم.
وفي هذا السياق حاولوا استمالة نوّاب التغيير، ونجحوا مع البعض، فرأينا نائبا يحالف "السياديّين" في خندق المرشّح للرئاسة النائب ميشال معوّض، أو المرشّح التالي الوزير السابق جهاد أزعور. ورأينا نائبا آخر يعتصم بموقف منفردا، لا طعم له ولا رائحة، ورأينا مَن خيَّم في المجلس النيابيّ لهدف نبيل، غير أنّه يعلم أنّ التخييم لا يجدي إلّا في الشارع...
إنّ ما حصل أمس مع المتظاهرين ضدّ قمع الحرّيّات، في ساحة رياض الصلح، هو خير دليل على أنّ سلطتنا الفاسدة لا تخشى إلّا الشارع الذي يواجِه بصدور عارية.
ويكفي أن نلاحظ عدم حماية المتظاهرين بشكل جدّيّ من القوى الأمنيّة، والسماح للمُخرّبين والخارجين على القانون بالتعدّي على مواطنين يمارسون حقّهم الديمقراطيّ في التعبير، لنعرف أنّ السلطة تحترف مواجهة الشارع المُحِقّ فقط، وتتخلّى عن كلّ واجباتها الوطنيّة.
وفي هذا المسار أيضا، شاهدنا منذ بضعة أيّام كيف انقضّت الدولة على الطلّاب الجامعيّين، أمام مكاتب الميدل إيست، المطالبين بحقوق ماليّة مسروقة لجامعتهم اللبنانيّة، كما شاهدنا التحاور بالقنابل المسيّلة للدموع، مع المواطنين اللبنانيّين الأرمنيّين، المحتجّين أمام سفارة أذربيجان على ما يتعرّض له أهلهم من اضطهاد في ناغورنو كاراباخ...
ومن الواضح أنّ سلطتنا الفاسدة تلجأ إلى عناوين معيّنة في هذه المرحلة لتطوّق أيّ نشاط شارعيّ رفضيّ، وفي رأس لائحة العناوين هذه: المِثليّة. فهل النازلون إلى الشارع بهدف مواجهة قمع الحرّيّات لم يعد من همّ عندهم سوى ترويج المثليّة وتسويقها في لبنان؟
تعلم السلطة تماما أنّها سلطة قمعيّة، ولأنّ استراتيجيّها مبنيّة على القمع، تثبت ذلك عند أيّ خطوة رفضيّة في الشارع، وإن لم تكن هذه الخطوة كبيرة ومؤثّرة، وذلك خوفا من أن تكبر في الأيّام الآتية. ومَن يتابع الإعلام عندنا، يعرف كيف تُمَرَّر كلمة السرّ، بتداخل لا يقبل الشكّ بين الصحافة الممانِعة والأمن. وعلى سبيل المثال، ورد خبر في إحدى صحُف المحور الممانع مفادُه أنّ التظاهرة التي ستكون في ساحة رياض الصلح تهدف إلى ترويج المثليّة، بدعم من رأسماليّ أميركيّ...
إنّ كلّ ما حصل وسيحصل من ترهيب وقمع للأحرار، يجب أن يكون دافعا لإعادة تفعيل الشارع يوما بعد يوم، ورصّ صفوف الثوّار، والتنسيق الدائم والصريح في ما بينهم.
نعم، كلّهم ضدّ الثورة، مثلما هي ضدّهم كلّهم، وكلّهم يخافون الشارع، وطالما أنّنا لا نستطيع مواجهتهم إلّا بالشارع يجب أن يعود أحرار الشارع إليه
شارك هذا الخبر
سلسلة لقاءات لقائد الجيش وأكثر من ملف على الطاولة
وزير الزراعة يغادر إلى إيطاليا
وليد جنبلاط يبرق إلى البابا مهنئًا
لقاءات عدة لنواف سلام اليوم
عجقة سير... تجنّبوا هذه الطرقات
الدولار يرتفع وجولة على أسعار العملات
"وباء خفي بعد كورونا"... التعب المزمن يضرب ألمانيا
تعديل دوام مكاتب السجل العدلي... إليكم التفاصيل
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa