فلسطين لم تكن يومًا "قضية" حزب الله

26/10/2023 02:30PM

كتبت جوزيان الحاج موسى في "السياسة":

 

أصدق ما قال الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله: "فلسطين والقدس في الذاكرة والعقل والقلب والوعي والإرادة والأمل والتطلع إلى المستقبل".

 

فلجأنا إلى الذاكرة والعقل بحثًا عن علاقة القضية الفلسطينية بحامليها على أعتاب وطننا لبنان، عسى أن نجد لبنان في الحسبان، والحفاظ على كرامة الشعب اللّبناني في خطاب واحد للحزب على الأقل. فلم نجد سوى التخوين والتهديد والصراع المهندم بثوب الوطنية الزائفة.

 

الوعي والإرادة والذاكرة والعقل... وجدوا ما يثبت أنّ القضية الفلسطينية... هي قضية الشعب الفلسطيني فقط.

 

نبدأ من حركة أمل "التي دعمت بخبرتها حزب الله" وهي التي خاضت حروب المخيمات ضد الفلسطينيين في بيروت والجنوب والبقاع ولم يعترض الحزب الناشئ يومها بل كانت قياداته الحالية من قيادات ومنتظمي حركة أمل.

ليقوم الحزب نفسه بمحاربة الفلسطينيين بمواقع عديدة في أزمنة مختلفة وصولًا الى منع المنظمات الفلسطينية من "استعمال الجنوب والبقاع" منطلقًا لعملياتها ضدّ الاسرائيليين وقد أوقفت لهذه الغاية الكثير من العمليات كما أوقف "منفذوها من المقاومين" وفككت منصاتها المفترض أن تطلق صواريخها على العدو الاسرائيلي.

 

وفي إطار آخر، هاجم حزب الله وخوّن وهدد رمز القضية الفلسطينية رئيس منظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني" ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات "ابو عمار".

وذلك في كلمة لأمينه العام السيد حسن نصر الله في 1 تشرين الأول من العام 1998 قال فيها: “إنّ عالم الشرفاء اليوم يتطلّع الى اللّحظة التي يوضع فيها حدّ لهذه المهزلة والخيانة والسقوط. 

ألا يوجد في الشرطة الفلسطينية، من ضباطها وجنودها الذين يريدهم عرفات حراساً للإسرائيليين…ألا يوجد شخص بينهم يحسّ بالكرامة؟ شريف، يخرج على عرفات كما خرج خالد الإسلامبولي ليقول إن وجود ياسر عرفات على وجه هذه الارض هو عار في حق فلسطين، وفي حق العروبة، وفي حق الإسلام”؟ ليصبح لاحقًا الرئيس عرفات شهيدها قضى على يد الاسرائيلي مسمومًا... 

اليوم وأمام ما يجري في غزة والدعوات والتهديدات باتساع رقعة الحرب وتوحيد الساحات والجبهات وتشبيكها... تستوقفنا محطات قد تميط اللّثام عن حقيقة مدى التزام الحزب ومن ورائه إيران بالقضية الفلسطينية ومدى انخراطه الفعال بمعركة " طوفان الأقصى" والدفاع عن فلسطين وغزة.

ففي 16 تشرين الأول 2023، قال مندوب إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني صراحة “إذا لم تهاجم إسرائيل طهران ومصالحها فلن تتدخل إيران في الصراع في غزة"، ليعبّر كل من خالد مشعل مسؤول حماس في الخارج ونائبه موسى ابو مرزوق وممثل حماس في لبنان احمد عبد الهادي عن خيبتهما المريرة من "تلكؤ، تقاعس، تآمر وخيانة حزب الله وإيران".

 فيقول مشعل في 16 تشرين الاول 2023: “حزب الله قام مشكورًا بخطوات لكن تقديري أنّ المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كافٍ. ورأى بأنه اليوم المطلوب أكثر من طوفان، هكذا يُصنع التاريخ، ليس بالخطوات المحدودة الخجولة المترددة، يُصنع بالمغامرات المدروسة”

ليتبعه موسى ابو مرزوق في 17 تشرين الأول 2023، قائلًا: “موقف محور المقاومة مخيّب لآمال الفصائل الفلسطينية".

  

وفي الختام ولتوضيح وكشف حقيقة التزام كل من إيران والحزب، بالقضية الفلسطينية لا بد من الاشارة الى دليلَين: الأول في ما قاله نصرالله لجهة كيفية الرد على "اعتراف ترامب بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل" اذ دعا في 15 آب 2021 “كل من يعنيهم هذا الأمر، كل إنسان حر وشريف في العالم، وعلى مدى أيام بل على مدى أسابيع، أن يجلسوا على مواقع التواصل الاجتماعي ليدينوا ترامب وما قام به، ويؤكدوا أنّ القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، ويرفضوا تهويد القدس".

 

إنّ "نشر مئات ملايين التغريدات مثلاً، مئات ملايين المواقف على مواقع التواصل الاجتماعي وخلال أيام وخلال أسابيع، هذا عندما ينعكس على الإدارة الأميركية وعلى الكيان الصهيوني، سيحوّل الفرحة إلى غمّ وسيدركون أنهم يواجهون رأياً عامًا كبيرًا وعظيمًا جدًا".

 

والثاني في اقرار نائب نصر الله في الحزب الشيخ نعيم قاسم بقوله في 1 تشرين الاول 2017 بأنّ البندقية التي تنحرف عن فلسطين هي بندقية "اسرائيلية". ولطالما انحرفت وتنحرف بندقية حزب الله عن فلسطين بوجه اللّبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين منذ نشأته وحتى الساعة لخدمة الولي في إيران ولمصلحته فقط.

نعود إلى أجواء القلق والخوف التي تخيم على لبنان، وتدفع اللّبنانيين إلى النزوح تحسبًا.  وهذا لأنّ شرارات الحروب التي تركت ندوبًا في الأذهان والأجساد ما تلبث أن تُنسى، يعود حزب الله ليُفقد اللّبنانيين هذه الجرعة من الأمل. وفيما يستعد المسؤولون للتعامل مع احتمالات الحرب، يبقى اللّبنانيون رهينة حسابات الحزب وتكتيكاته الحربية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa