واقع الدواء لا يبشّر بالخير... أزمة مستمرّة مع أو من دون حرب!

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

أرخت الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة بثقلها على لبنان، وفاقمت من أزماته التي لا تنتهي وتحديدًا من تداعيات الأزمة الاقتصاديّة التي يعيشها منذ ثلاث سنوات.

همّ حرب غزة زاد المخاوف يوميًّا من حصول حرب في لبنان وحصار بحري وجوي تفرضه إسرائيل، ليتكرّر سيناريو حرب تموز 2006 في حال وقعت الحرب بينها وبين حزب الله، ما يُنذر بفقدان مواد أساسية كالغذاء والمحروقات والدواء.

ولا يخفى على أحد أن أزمة الدواء في لبنان موجودة مع حرب أو من دون حرب، فلا تعود أي حقيبة من الخارج الى البلد من دون أن تكون محمّلة بالأدوية المقطوعة وبخاصة أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية.

ففي حال حصول حرب في لبنان، ماذا عن الدواء؟ هل يكفي المخزون؟ وماذا عن تهافت اللّبنانيين الى الصيدليات؟

نقيب الصيادلة جو سلوم يؤكد أنه "عُمّم على مختلف ااصيدليات في لبنان الترشيد في صرف الدواء وإعطاء كمّية مقبولة للمرضى لتلبية الجميع ولأطول فترة ممكنة".

مشددًا في حديث لـ "السياسة" على أنهم "كنقابة لن يقبلوا بتكرار سيناريو عامي 2020 و2021 عندما تهافت المواطنون لتخزين الدواء في المستودعات من خلال تسلّل بعض النافذين الى الصيدليات وشراء الادوية بهدف تخزينها ومن ثم تهريبها الى الخارج أو بيعها في السوق السوداء".

لافتًا إلى أنهم "كنقابة يحاولون منع هذا السيناريو من أن يتكرر في أي صيدلية".

ويرى سلوم أنه "لا يمكن الحديث عن خطة طوارئ لأنّ وضع الأدوية في الأساس سيء"، قائلًا: "نحن في لبّ الازمة، لأنّ أدوية السرطان مقطوعة بشكل كبير والأمراض المستعصية تصل أدويتها بصورة متقطّعة ما يؤثّر على صحة المرضى".

وبالتالي، "الواقع سيء" بحسب سلوم، "ولا يمكن الحديث عن خطة طوارئ لأنّ الوضع لن يتحسّن والاتكال على المساعدات غير مضمون بسبب الاصطفافات الاقليميّة والدوليّة".

مشيرًا إلى أنه "لا يمكن أن نعلم ما ستكون طبيعة الحصار على لبنان".

وجدد "نداءه الى الحكومة لتحمّل مسؤولياتها غير الإنشائية بإبعاد شبح العدوان الإسرائيلي عن لبنان لأنّ الإجرام الصهيوني يطال المستشفيات والمراكز الطبية ولا شيء مضمون".

أما فيما يخص مخزون الدواء فيشير سلوم الى أنّ "لديهم أرقام ومعطيات لا يمكن الكشف عنها إنما واقع الدواء في لبنان لا يسمح للبلد الدخول في حرب".

وعليه، الواقع الدوائي لا يبشّر بالخير وفضلًا عن الأدوية المقطوعة يبدو أننا سنكون أمام كارثة في حال وقعت الحرب. فمن يتحمّل المسؤولية؟