بولتون يحذّر: الوضع قد يصبح أسوأ بكثير

أشار مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون إلى "فشل للاستخبارات الإسرائيلية والأميركية في السابع من تشرين الاول"، مضيفاً "من الصعب معرفة السبب، قد يكون أن أفرادٌ من حماس نسقوا الهجوم مع إيرانيين، وقد مارسوا أمن الاتصالات جيداً.. لا أعتقد أن إسرائيل أو الولايات المتحدة يستطيعان التحليل بينما الأزمة مستمرة، لكنني أعتقد أنه سيكون من المهم للبلدين لاحقاً محاولة كشف الأخطاء التي حدثت".

وعن دور إيران، قال بولتون في حديث لـmtv: "بعض الأشخاص قالوا أنه لا يوجد دليل مباشر على أن إيران أمرت بالقيام بالهجوم، لا يمكنهم العثور على دليل قاطع. كما ناقشنا، فقد فاتنا الهجوم تمامًا، لذلك ليس من المستغرب أن تسقط بعض التفاصيل. لكن الواقع الاستراتيجي للمنطقة هو أن إيران قامت بتسليح وتمويل ومساعدة حماس، حزب الله، المتمردين الحوثيين، والعديد من الجماعات. تحاول إيران اليوم تنظيم حزب الله العراقي داخل العراق. كل ذلك لتمكين هذه الجماعات من القيام بهجمات كتلك التي حصلت في السابع من شرين الاول. هذا لا يخدم حماس أو حزب الله ولكن يخدم إيران. لذلك أعتقد أن الأدلة بدأت تظهر، حيث أصبح كل شيء واضح، وحماس وإيران ينسقان بشكل علني. التنسيق كان يجري خلف الكواليس ولم يتم اكتشافه".

وعمّا إذا كانت الحرب ستتوسع لتشمل الجبهة الشمالية، قال بولتون: "أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال ستجدها في طهران، وحتى الآن لا نعرف ما هي. ربما إيران كانت ستشن هجمات منسقة من قبل حماس وحزب الله وآخرين في وقت واحد في 7 شرين الاول. لكن هذا لم يحدث ربما أرادوا توفير حزب الله. يوجد الكثير من السيناريوهات، وأود بالتأكيد أن أقول أن على الاسرائيليين واللبنانيين الذين لا يدعمون حزب الله، الاستعداد لاحتمال توسع الهجمات في لبنان ومن الممكن أن يصبح الوضع في الشمال الإسرائيلي أسوأ بكثير".

وأضاف "أعتقد أن حل الدولتين قد مات. ولكن ما هي البدائل؟ إذا كانت هناك اقتراحات أخرى، فأنا أسمي اقتراحي حل الدول الثلاث، وإذا كانت هناك أفكار أخرى فلنستمع إليها ولكن النقطة الأساسية هي أن غزة اليوم ليست كيانًا اقتصاديًا قابلاً للحياة. يحاصرها الإسرائيليون من جانبين وتحاصرها مصر من الجانب الآخر. أنا أفهم سبب قلق مصر من رؤية حماس تهيمن عليها، وحماس مدعومة من الإخوان المسلمين. أنا لا أستغرب الموقف المصري، ولكن إذا أردنا إحراز تقدما هنا فذلك لا يستند إلى أن تكون غزة دولة مستقلة".

وتابع "أعتقد صراحة أن الكثير من الناس سيقولون إن الأكراد يريدون أن يكون لديهم دولة خاصة، وليس لديهم ذلك. ولا أعرف متى سيحصلون عليها. والسؤال: كيف سيُشكل كيان يمكن أن يتعايش مع إسرائيل. وبالتأكيد لن تعيش مع الارهاب. ولهذا السبب فإن رؤيتي تتمثل بأنه إن لم يكن هناك كيان قابل للحياة اقتصاديًا، فإن أفضل شيء للأشخاص المتضررين، أي للفلسطينيين هو ربطهم بدولة يشاركون فيها وفي انتخاباتها، وينتمون بشكل متساو مع السكان الحاليين ويكون بوسعهم المشاركة باقتصاد نابض لأنهم إذا لم يتمكنوا من ذلك، فسيعيشون في مخيمات اللاجئين إلى الأبد وهذا غير مستدام لهم ولأطفالهم".

وعن سبب إدانته قتل المدنيين الإسرائيليين، علماً أن القتلى المدنيين الفلسطينيين على يد إسرائيل أكثر بكثير، قال بولتون: "لا أعرف ما هو عدد الضحايا في غزة. أعتقد أن حماس بسبب طبيعتها غير جديرة بالثقة. أعتقد أنه من الواضح أن الإسرائيليين، مثل الأميركيين يعتقدون أنه ينبغي اتخاذ جميع الخطوات الممكنة في وقت الحرب لتقليل الخسائر البشرية. وليس هناك أدنى شك بضرورة حماية المدنيين الأبرياء. ولكن إن استخدام حماس للمدنيين كدروع بشرية هو في الواقع عامل مساهم رئيسي هنا وأنا ألقي المسؤولية على إيران لأنها هي منحركتللقيامبالهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر".

وعن تنفيذ إسرائيل لعقاب جماعي في قطاع غزة، وسبب الدعم الأميركي رغم هذه الجريمة، أجاب بولتون: "لا أرى ذلك عقاباً جماعياً، والولايات المتحدة لا تدعم العقاب الجماعي. أعتقد أن 16 عامًا من حكم حماس لقطاع غزة يعرض سكانها المدنيين لمثل هذا الخطر. إنه أمر فظيع، ولهذا السبب أدى الهجوم الذي شهدناه في السابع أكتوبر إلى إثارة الرأي العام الدولي وبالتأكيد في الولايات المتحدة لدعم إسرائيل بشكل لم نشهده منذ فترة طويلة".

وعن استقالات من الإدارة الأميركية بسبب الدعم اللامتناهي لإسرائيل، علّق بالقول: "أعتقد أن شخصًا واحدًا فقط استقال من وزارة الخارجية وبالطبع أنا لست في وزارة الخارجية الآن. لذلك، لا أستطيع أن أقول بالضبط ما يحدث.نفت إدارة بايدن ما قاله هذا الشخص بالذات، كما تعلمون إن المكتب الذي استقال منه هو المكتب الذي كان في وقت ما تحت إشرافي عندما كنت وكيل وزارة الخارجية. وأنا أعلم أن العاملين في المكتب يعرفون مسؤولياتهم ويأخذونها على محمل الجد، ويجب أن أصدق أنهم يعملون بحسب القانون الأميركي".

وأضاف "لا أعتقد أن هناك أي شيء يبرر قتل المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين، وهذا عمل يفعله الإرهابيون حتى يشعر الناس بالظلم العميق والإحباط الشديد، لكن لا شيء يبرر الإرهاب. لا يوجد أبدا سياقا لتبرير ذلك".

وختم قائلاً: "أود أن أقول لجميع  العالم العربي، إبحثوا عن المسؤول الحقيقي هنا وأعتقد أنهم الملالي في طهران. أعتقد أنهم يستخدمون حماس بشكل شديد، كذلك يستخدمون حزب الله وجماعات أخرى لمصالحهم الخاصة، وفي الحقيقة ضد مصلحة حماس والشعب سواءا كانوا من الفلسطينيين أو لبنانيين أو أردنيين أو غير ذلك. وهذا الأمر يصب لصالح إيران وليس لصالح شعوب العالم العربي".