رغم العنف والوحشية... عملية إسرائيل في غزة لا تجري كما تريد

تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية جوًا وبرًا في غزة وتتصاعد بسرعة وعنف، ورغم محاولة الجيش الإسرائيلي القول إنّ كلّ ما يحصل يتم وفقًا للخطة الموضوعة يؤكد الخبراء أنّ العملية العسكرية لا تجري كما تشتهي تل أبيب.

وفي هذا الإطار، ألقت تقارير صحافية الضوء على الخسائر الكبيرة التي يتكبدها يوميًا الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري الذي ما زال محدودًا. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل قائد الكتيبة 53 في الجيش الإسرائيلي، المقدم سلمان حبكة خلال العمليات الجارية في قطاع غزة، وهو القائد الأعلى رتبة من بين القتلى العسكريين الإسرائيليين منذ بداية الحرب الإسرائيلية التي تحمل شعار "السيوف الحديدية".

ويشير خبراء عسكريون إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يحاول قطع قطاع غزة إلى نصفين لفصل شمال غزة عن جنوبها، لكنّ العملية ليست سهلة على الإطلاق. 

وفي حين يسعى الجيش الإسرائيلي لتركيز عمله على عمليته العسكرية، بدأت أصوات كانت تدعمه تنتقده وتزيد من إرباكه سيما بعدما أثبت أنّ ٨٠٪ من الضحايا هم من النساء والأطفال، واتضح أيضًا أنّ إسرائيل لجأت لاستخدام ١٨ ألف طن من المتفجرات في غزة منذ بدء عملية "السيوف الحديدة" وهذه الكمية تعادل قوة قنبلة نووية ونصف مثل التي ألقتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما.

إلى ذلك، يعتقد كبير المحاضرين في الدراسات الشرقية ويدعى أندريه زيلتين، أنّ أعمال إسرائيل في غزة ليست عملية عسكرية واسعة النطاق وهي حملة تهدف لإخراج المسلحين من شمال قطاع غزة. 

ويقول: "في الطبقة السياسية الإسرائيلية، بما في ذلك في المؤسسة العسكرية، كان هناك منذ البداية رأي مفاده أنه من الضروري عدم تنفيذ عملية عسكرية، ولكن ببساطة تنفيذ حصار. وما تقوم به إسرائيل الآن بالكاد يمكن أن يسمى عملية عسكرية واسعة النطاق. إنها أشبه بحملة لإخراج المسلحين من المناطق الشمالية".

ويختم مشيرًا إلى أنّ "بالنظر إلى التجربة التاريخية وكل الأعمال الإسرائيلية السابقة في قطاع غزة، فالتوقعات الأكثر منطقية هي أنّ جيش الدفاع الإسرائيلي سيدمر الكثير هناك ويغادر وحتى الإسرائيليين لا يعرفون كيفية إنهاء هذه المعركة.

إقرأ أيضًا: كيف تسعى إسرائيل إلى تقسيم قطاع غزة لـ3 أقسام؟