جنوب لبنان على صفيح ساخن... هذا عدد النازحين وصورة عن الوضع

كتبت جوانا صابر في "السياسة": 

تشهد المناطق الحدودية اللّبنانية الجنوبية تصاعدًا ملحوظًا في حجم الخضات الأمنية منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" ووفقًا لمبدأ وحدة الساحات فإنّ حزب الله أعلن حضوره على الجبهة عبر تحركات ميدانية أشعلت الجنوب اللبناني ووضعت البلد على صفيح ساخن.

ولأنّ إسرائيل أثبتت في غزة أنها آلة حرب لا تفرق بين مدني وعسكري فإنّ المجازر التي شهدها القطاع المحاصر واحتمال سقوط خسائر في أرواح الجنوبيين الآمنين صار أمرًا واردًا فما كان منهم إلّا بدء النزوح. 

وفي مراقبة لحركة انتقال الجنوبيين القاطنين في مناطق الشريط الحدودي يتضح أنّ أهل الجنوب نزحوا من الجنوب وإليه بغالبيتهم فيما أدى خروج البعض من المنطقة ككل إلى رفع إيجارات المنازل في مناطق لا تعتبر حمراء أي أنها ليست هدفًا أوليًا لإسرائيل إن اندلعت الحرب. 

 في الأرقام، يكشف الباحث في مركز الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، أنّ عدد النازحين من المناطق الحدودية الجنوبية داخل لبنان يقدر بحوالي 45 ألفًا، وهذا الرقم محصور بالذين نزحوا إلى المدارس ومراكز الإيواء، ولكن هناك فئة ثانية نزحت إلى وحدات سكنية في بيروت والضاحية الجنوبية، وعددهم ما زال غير محدد. 

ويشدد شمس الدين في اتصال مع "السياسة" على أنّ فصل الشتاء لعب دورًا أيضًا في عملية النزوح، وذلك لأنّ السكان في المناطق الحدودية عادة ما يتركون القرى ويعودون إلى بيروت في الشتاء، وتقتصر زياراتهم  في هذه الفترة للمناطق الجنوبية في المناسبات وعطل نهاية الأسبوع.

وعن المناطق التي شهدت أعلى نسب نزوح، يرد قائلًا: " في الإجمال طال النزوح مختلف القرى الحدودية وأبرز المناطق: كفركلا شبعا، العديسة وعيتا الشعب".

وعن عدد النازحين المتوقع في حال حدوث أي تطور امني، يقول شمس الدين: "في حرب تموز 2006، نزح أكثر من 400 ألف شخص، ولكن يبقى عدد النازحين الذي قد نشهده اليوم مرهونًا بمدى اتساع رقعة الحرب".