11/11/2023 01:10PM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
لا شكّ في أنّ الإنسان أينما كان، يتمتّع بحقّه في الدفاع عن وطنه، بلا نقاش. إلّا أنّ السؤال، اليوم، خصوصًا بعد إرساء مفهوم المواطَنة، مهما بلغ في المجتمع التعدُّد الدينيّ والثقافيّ والحضاريّ... هل يستطيع الجهاد الدّينيّ أن يكون سليما، وحاصلا على مباركة وتأييد اجتماعيّ شامل، بظلّ وجود الدّول الرّسميّ، وسلطاتها المعترف بها دوليًّا؟
قد يكون المِثال الأكثر تعبيرا عن هذا السؤال/ المَسألة، ما يجري اليوم في غزّة.
بداية، ما من شكّ في أنّ وحشيّة وإجرام العدوّ الإسرائيليّ واضحان وضوحَ الدّم، لا سيّما الذي يكفّن الأطفال والعجَزة والأبرياء... غير أنّ المسألة المطروحة هي خارج نار المعركة، وتقتصر على مناقشة مسألة الدّفاع عن الأرض، وبأيّ خلفيّة...
إنّ الجيش الإسرائيليّ جيش كيان مفروض بأيديولوجية واستراتيجيّة دِينِيّتَين، والبندقيّة الإسرائيليّة تأخذ رصاصها من الكتاب الدينيّ اليهوديّ، فتُطلِقُها مُجاهِدةً، في سبيل الله الذي يراه اليهوديّ الإسرائيليّ بعَين خاصّة.
وفي المقابل، تبرز حركة المقاومة الإسلاميّة، حماس، التي تجاهد بخلفيّة إسلاميّة سُنّيّة، في سبيل الله وفلسطين، غير أنّ الاعتبار الدينيّ عندها هو الأساس، في حين أنّ فلسطين دولة، ولها سلطتها السياسيّة، التي تبدو محكومة بحرب، قرّرها فلسطينيّون، بمعزل عن السلطة الرسميّة، وهؤلاء مجاهِدون، بالمعنى الدينيّ، ويوجَد غيرُهم في فلسطين، ذوو حضور وتأثير أيضا، وهم أسرى حرب حماس، وفي مقدّمتهم حركة فَتح، أي حركة تحرير فلسطين.
عمليّا، استطاعت حماس التغلّب على غيرها من مكوِّنات النسيج الفلسطينيّ، وحَكمَت الجميع بجهادها، الذي لا يستطيع أخذ إجماع فلسطينيّ، وتاليًا هو مرفوض من البعض إقليميّا، ومن معظم المجتمع الدوليّ. وبصرف النظر عمّا يجري على الأرض من مأساة لا توصَف، إنّ العالم اليوم لم يعُد يتقبّل فكرة الجهاد الدينيّ، لأنّ الزمن اجتازه، والدفاع عن الأوطان يكون في سبيلها، وليس في سبيل الله، ومَن يقرّر الحرب والسلم هو السلطات السياسيّة الرسميّة في الدّول.
وكي يكتمل المشهد، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ حزب الله هو مقاومة إسلاميّة شيعيّة، يجاهِد دينيّا، ورايتُه خير تعريف عنه: آية قرآنيّة "فإنّ حزب الله هم الغالبون"، وأَلِف "الله" تحمل البندقيّة، ومن اللافت أن لا وجود للعلم اللبنانيّ في احتفالات الحزب وتجمّعاته، فحتّى العين تفهم بُعده عن لبنان بِلا مِنّة العقل والتحليل.
وأخطر ما في الواقع، أنّ "المقاوَمات" الجهاديّة تقوم بالحروب، وتجرّ الشعوب إلى تحمّل نتائج الحرب وكلفتها الباهظة، وتجرّ السلطات السياسيّة الرسميّة في ما بعد إلى السعي لإعمار ما تهدَّم...
إنّ واقعنا الحاليّ يسمح للحركات والأحزاب الجهاديّة بالحضور الفاعل، العائد إلى سببين: تراجع السلطات السياسيّة في الدول التي تحتويها، ودعمها المباشر من دول معيّنة تسيِّرها، وسوف يستمرّ هذا المنحى الجهاديّ، لاسيّما في الحرب مع إسرائيل، إلى أن تأتي معادلات إقليميّة ودوليّة جديدة، تدعم بناء السلطات الرسميّة في ظلّ مناخ ديمقراطيّ، بعيدا من الضغط بالسلاح الخارج عن السلطة الرسميّة.
شارك هذا الخبر
وصول السفير الاميركي الجديد لدى لبنان ميشال عيسى الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري
عون تسلّم أوراق اعتماد السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الذي نقل إليه تحيّات ترامب وحرصه على تعزيز العلاقات الأميركية-اللبنانية وتطويرها في المجالات كافة
بن فرحان في لبنان وهذا ما يحمله الوفد السعودي
جعجع يطلق حملة «القوّات» لانتخابات 2026 ويدعو للتصويت على أساس وطني لصون لبنان
قائد اليونيفيل يزور الناقورة لتفقد الأضرار
من الإبادة إلى الأمل: طريق أطفال غزة نحو التعافي عبر الإجلاء الطبي
بعد الأمطار... الحرارة تعاود تخطي معدلاتها
عبد المسيح: لن نستكين أو نستسلم
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa