متى يثور الدولار من جديد؟ وهل نستثمر بالذهب؟

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

فاجأ دولار السوق السوداء الجميع، فبعد توقعات بارتفاعه بطريقة جنونية بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة واندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في ٧ تشرين الاول، والتصعيد المستمر والذي يتكرّر يوميًا في الجنوب بين حزب الله واسرائيل، ها هو سعر الصرف اليوم يقاوم الحرب والأزمات والخضّات ويحافظ على استقراره وأرقامه مع عدم تخطيه الـ ٩٠ الف ليرة لبنانية.

ويمكن القول إنّ مدة استقرار الدولار اليوم هي الأطول منذ بدء تقلباته. 

فما سرّ هذا الاستقرار؟

الاقتصادي روي بدارو يرى أنّ "تقلبات الدولار مضبوطة لعدة أسباب، أهمها أنّ المضاربات توقفت والأمور مضبوطة أمنيًا وقضائيًا"، معتبرًا أنّ "العرض موجود في السوق ويقدّر بـ ٣ أو ٤ مليون دولار في اليوم الواحد، ويشتري مصرف لبنان منها ٢ مليون يوميًا لتلبية طلبات الدولة اللبنانية".

وفي حديث لـ "السياسة" لا يعتقد بدارو أننا "سنشهد أزمة كبيرة في المدى القصير إنما يُحتمل في مرحلة معينة في حال دخلنا بخضات أمنية داخلية وخارجية أن نتأثر، وعندها لا يمكن لأحد أن يتنبّأ بما يمكن أن يحصل".

مشيرًا الى أنه "لا يمكن التوقع بما سيحصل بالدولار عالميًا على صعيد هبوطه أو ارتفاعه".

في السياق، يلجأ العديد من المواطنين في الأوقات التي تشهد فيها الأسواق تقلبات وعدم استقرار وأزمات الى شراء الذهب الذي يُعتبر من أشهر الأصول الاستثمارية في العالم ومن الملاذات الآمنة التي تجذب المستثمرين بهدف تحقيق أرباح هائلة خاصة في أوقات الحرب أو للمحافظة على مدخراتهم. هذا الوضع يشهده لبنان اليوم مع الخوف من تمدد الحرب بين حماس وإسرائيل الى الداخل اللبناني وتكرار سيناريو حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وهنا يلفت بدارو الى أنّ "هذه الخطوة معروفة منذ القدم، حيث يلجأ الفرد الى شراء الذهب مع حدوث تطورات أمنية وهذا أمر طبيعي وضروري للحفاظ على القيمة الشرائية إنما هذه الخطوة هي خيار شخصي لدى كل فرد وتختلف حسب الظروف ولا يمكننا العميم".

قائلًا: يبقى خيار جيد إنما لا أشجعه دائمًا.

وعليه لا ينكر الجميع أنّ الخوف والترقب يسيطران على الأوضاع في لبنان، أمنيًا واقتصاديًا، إنما الحذر واجب قبل وقوع الكارثة، وهذا ما يدفع المواطنين الى الحفاظ على مدخراتهم في أي طريقة ممكنة.