"لبنان لا يريد الحرب"… لوحات إعلانية صارت حناجر اللّبنانيين

17/11/2023 06:27PM

يعيش اللّبنانيون رعبًا حقيقيًا ويوميًا فتوقيت ساعة الصفر غير معروف واحتمال الوصول إليه ما زال واردًا.

ما يزيد الكوابيس اللّبنانية ليس استمرار مناوشات الجنوب فقط بل التهديدات الإسرائيلية بتدمير العاصمة بيروت بعدما لم ينهِ أهلها أصلًا إعادة إعمارها بعد انفجار المرفأ وفيما لم يخرج صوت الانفجار من آذانهم.

الكلمة اليوم ليست للراغبين بالحرب فقط، بل لمعارضي هذه المغامرة العنيفة أيضًا. 

حيث يستخدم معارضون للحرب التي يسعى حزب الله لجرّ لبنان إليها بتأنٍ، الحملات الإعلانية الكبيرة بغية إرسال رسالة واضحة مفادها: لبنان لا يريد الحرب واللبنانيون لا يريدون الموت أو القتل ولا الدمار والتشرد والنزوح.

ومن هذا المنطلق، تحمل مئات اللّوحات الإعلانية في الكثير من المناطق اللّبنانية وجهة نظر الشريحة الأكبر من اللّبنانيين الرافضة لفكرة ربط لبنان بمبدأ وحدة الساحات وخوض حرب الآخرين على أرضه بعدما أثبتت التجارب عبر التاريخ أنّ لبنان وحده سيدفع الثمن متحملًا خسائر وجراحات من الصعب أن تندمل. 

"كي لا يتكرر الماضي لبنان لا يريد الحرب"، ليس مجرد شعار مرفوع قبل الوصول إلى طريق المطار من الجنوب بل هو حركة سياسية تتخذ أشكالًا مختلفة وتهدف للضغط على حزب الله ومنعه من أخذ اللّبنانيين معه في مغامرة مجنونة لا يمكن إحصاء الخسائر بعدها ولا تعويضها سيما وأنّ المعتدي ليس العدو الإسرائيلي هذه المرّة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكد في خطابه أنه هو من فتح المعركة في الثامن من تشرين المنصرم. 

وفيما حملات التخوين ما زالت مستمرة ولم تتوقف منذ ٤٢ يومًا مع بدء معركة طوفان الأقصى في غزة وقرع اللّبنانيين السياديين جرس الإنذار، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ للبنانيين عدوًا واحدًا مشتركًا وهو إسرائيل لكنّ ذلك لا يعني أن يكون قرار الحرب والسلم في يد حزب الله. 

ومع بدء الخسائر الاقتصادية الضاغطة سيما في ظلّ خسارة المرافق السياحية لروادها قبل حلول الأعياد، يتوجب التشديد على أهمية الحياد الإيجابي بوصفه وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها من أجل صمود لبنان في وجه العواصف التي تضرب دول المنطقة وتضغط عليها. من دون أن يعني ذلك التخلي عن الفلسطينيين أو عدم الاعتراف بحقهم في دولة حرةّ وسيدة ومستقلة وبمستقبل آمن لهم ولأبنائهم. 

عند كلّ استحقاق أو تتطور سياسي تتحول لوحات الإعلانات على طرقات لبنان لمدماك أساسي في العمل الميداني السياسي ووسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في إطار الحملات الإعلانية والإعلامية، لكنها هذه المرّة صارت حناجر اللّبنانيين الذين سئموا العيش في ظروف لا تشبههم وتعبوا من تغير صورة بلدهم الحقيقية. 

وتذكروا: إن كانت الحرب مضمونة فإنّ إعادة الإعمار شبه مستحيلة وتطبيق القرارات الدولية 1701 و 1559 ليس رفاهية بل مطلبًا ضروريًا في ظلّ هذه التطورات.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa