بالصور والفيديو: "الميلاد على الجليد"... قلب قصر المؤتمرات ينبض مجددًا وفرصة لا تفوّت سيما للأطفال

27/11/2023 11:52AM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":

تاركين هموم البلد خارجًا وكلّ أنواع العواصف، دخل أمس أكثر من ألف شخص قصر المؤتمرات في ضبيه لمشاهدة العرض الأول من العرض الترفيهي الفني والميلادي "Christmas on ice".

من الخارج لم يبدُ المشهد مألوفًا أمام قصر المؤتمرات الذي بقي مقفلًا منذ العام ٢٠١٩، حيث دبّت فيه الحياة فجأة وشهد ازدحامًا مستحبًا من الصغار والكبار الذين تقاطروا من مختلف المناطق اللّبنانية لمتابعة العرض الجليدي.

أمّا في الداخل فلم تكن الصورة مختلفة، إذ انعكس ازدحام الخارج فحضر العرض ممثلون وصحافيون ومشاهير الـ "تيك توك" بالإضافة إلى عائلات أتت بأطفالها لاغتنام الفرصة والترفيه عنهم.

وفي الواقع، في حين كان يريد الأهل التخفيف عن أولادهم وخلق مساحة جديدة مليئة بالسعادة والأمل لم يدركوا إلّا متأخرًا أنهم هم أيضًا من احتاجوا لهذا العرض للترويح عن أنفسهم من الضغوطات والأزمات اللّبنانية المتفاقمة. لكن في المجمل، كانت ابتسامات الأطفال فرصة لا يمكن تفويتها وشكّلت لوحة متناغمة تُشبه ما شهدته خشبة المسرح في ضبيه.

تقول معادلة وحدة الساحات إنّ لبنان مرغم على الدخول في حرب غزة والتصعيد من الجنوب وبموجب هذه المعادلة والتوتر الأمني ألغيت العديد من الحفلات وكاد عيد الميلاد يمرّ من دون مظاهر احتفالية تكسر رتابة الأزمات المكررة والخوف المستمر من الحرب الشاملة في لبنان.

قبل بداية العرض، خرج الرئيس التنفيذي للشركتين المنظمتين أنطوني بو أنطون متحدثًا عن إصرارهم على عدم إلغاء هذا العرض الترفيهي الراقي لأنّ ذلك كان يعني أنّ كلّ المناسبات الكبيرة في لبنان ألغيت وبالتالي فإنّ اللّبنانيين وتحديدًا الصغار لن يعيّدوا، مشيرًا إلى أنّ تعديلًا طرأ على نص العمل المسرحي حتى يبعث برسالة أمل وسلام إلى المواطنين بما يتماشى مع الظروف الصعبة الحالية.

يبدأ العرض من الأول من كانون الأول وحتى الثلاثين منه ولأنّ العيد للجميع سيتمكن العديد من الأطفال الدخول مجانًا بعد تخصيص ١٠٪ من إجمالي المقاعد للجمعيات حتى يدخل الفرح إلى قلوب الجميع، لأنّ الفرح حقًا وليس رفاهية.

صحيح أنّ الفنانين أتوا من روسيا إلّا أنّ المسرح من الإضاءة إلى الديكور كان عملًا لبنانيًا خالصًا وهو ما أمّن فرص عمل لأكثر من ٥٠٠ شخص بالإضافة إلى العشرات الذين تولوا مهمة الاستقبال والتنظيم. حركة ناهضة كان يحتاجها سوق العمل اللبناني الراكد بشدّة.

يضمّ العرض ١٦ فنانًا محترفًا يرقصون على حلبة جليدية اصطناعية في مشاهد صعبة ورائعة تحبس الأنفاس. كلّ ذلك، يجعل العرض عرضًا لكلّ العائلة ولمختلف الفئات العمرية.

تتبدل المشاهد لكنّ الحماس وحده ثابت تظهر الشخصيات بـ ١٥٠ زيًا كلّها لشخصيات أتت من بلاد الشمال الباردة إلى أطفال لبنان لتحكي قصة أمل ورجاء وسلام.

تروي القصة رحلة إميلي فروست، الشابة التي قررت استكشاف أسرار قصر أسطوري يطل على عالم السحاب. ويزيد الأداء المذهل لسيرك العالم للتزلج على الجليد من سحر اللّحظة، ما يخطف المشاهدين الذين تفاعلوا مع أساورهم المضيئة في أيديهم والأغاني الحماسية من لحظة فتح الستارة وحتى لحظة إغلاقها.

مع الإشارة إلى أنّ زيارة الزعيم الكريم "سانتا كلوز" كان لها نكهة مميزة وفرصة روت شوق الأطفال وحققت أمنيتهم برؤية الرجل الأسطورة. من دون غض النظر عن أصوات فرقة "One Harmony"، التي تقودها الفنانة اللبنانية تانيا قسيس، كونها علامة فارقة ومميزة في هذا العرض.

بعد ثمانية أشهر من التدريب والعمل، قطف عرض "الميلاد على الجليد" أول ثمار النجاح معيدًا فتح أبواب مسرح ضخم كان منسيًا لفترة. وفيما من المتوقع أن نشهد المزيد من النشاطات المماثلة مستقبًلا يبقى التركيز الآن على العرض الحالي الذي شكّل محطة مضيئة في العيد المحلي الجامد والمُحاط بالخوف من حرب شرسة مدمرة.

في ما يلي نترككم مع مقتطفات من العرض مع الإشارة إلى أنّ أسعار التذاكر تبدأ من ١٠ دولارات، وستُقام عروض صباحية للمدارس وأخرى في فترات بعد الظهر واللّيل.