05/12/2023 11:15AM
كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":
عبر بيان أعلنت فيه تأسيس طلائع "طوفان الأقصى"، قلبت حركة حماس الهدوء السياسي وخلقت عاصفة هوجاء لم تهدأ، حيث لم تتوقف الإدانات السياسية والسيادية وما زالت الكتل تجتمع لإصدار بيان يردّ على خطوة الحركة الفلسطينية في لبنان.
ولولا التحركات السياسية المتفرقة لأمكن القول إنّ لبنان الرسمي أبكم لا ينطق إذ لم يصدر بعد أي بيان عن الحكومة اللّبنانية يعلّق على ما اعتبره البعض تحديًا للشرعية والسيادة اللّبنانية.
في معادلة وحدة الساحات، لبنان منخرط في الحرب على إسرائيل تبعًا لتحركات غزة وعلى توقيت ساعة القتال فيها وذلك بعدما ورط حزب الله لبنان بحرب ما زالت محدودة جغرافيًا على إثر الضغوط السياسية التي حدّت من المغامرة الدموية. لكنّ دخول العنصر الفلسطيني على الأرض وهو أساسًا ليس بعيدًا من ما يحصل في الجنوب يعدّ عنصرًا مقلقًا سيما وأنّ السيناريو الحالي يعيد اللّبنانيين بالذاكرة إلى لعنة الحرب الأهلية وما قبلها.
أمام الحركة السياسية والرفض الشعبي، تداركت حماس الوضع والتقطت أنفاسها محاولةً إمّا التراجع عن ما طلبته في بيانها أمس أو إلباسه معنى جديدًا وفق ما يرى المتابعون.
في التفاصيل، يؤكد ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي أنّ "الحركة أصدرت بيانًا أعلنت فيه إنشاء طلائع طوفان الأقصى إلّا أنّ البيان فُهم خطأ وظنّ البعض بأن الحركة في صدد إنشاء تشكيلة عسكرية تحت مسمّى طوفان الأقصى وهذا ليس صحيحًا".
شارحًا في حديث لـ "السياسة": "طوفان الاقصى ليس تشكيلًا عسكريًا مقاومًا إنما هو عبارة عن إطار شعبي تعبوي الهدف منه استقطاب واستيعاب الشباب الفلسطيني خصوصًا انهم تأثروا ايجابًا ببطولات المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام بعد عملية طوفان الأقصى".
بناءً على ذلك، يعتبر عبد الهادي أنّ "الحركة تريد استيعاب هؤلاء الشباب ليس من أجل أن يكونوا في إطار عسكري وإنما من أجل بناء شخصياتهم دينيًا وأخلاقيًا وسلوكيًا ووطنيًا وقيميًا ووضع برامج متنوعة اجتماعية وثقافية، ومنع هؤلاء الشباب من أن ينخرطوا في ظواهر اجتماعية خطِرة كالمخدّرات والفساد والتطرّف أو أن يتم استغلالهم من قبل جهات معيّنة لمشاريع تضرّ بلبنان والمخيمات الفلسطينية".
مشيرًا الى أنه "هذا هو الهدف من الموضوع"، ومشددًا على أنّ "الطلائع ليست إطارًا عسكريًا، فحماس اتخذت قرارًا بعدم العودة الى الوراء وما يشاع عن "فتح لاند" و"حماس لاند" هذا ليس بالوارد لأن حركة حماس والفلسطينيين في لبنان اتخذوا قرارًا بعدم العودة الى الفترة السابقة أي قبل الحرب الاهلية".
قائلًا: "لا عودة الى الوراء، وهناك قرار بالبقاء على الحياد في لبنان وأن لا نتدخل في الشؤون الداخلية ونؤكد احترام سيادة لبنان وأمنه واستقراره ونحن نلتزم بقوانينه".
وحاول طمأنة اللّبنانيين قائلًا:" على اللّبنانيين أن لا يخافوا لأنّ الهدف من ذلك هو استيعاب الشباب ووضع برامج تأهيليّة لهم في المجالات التي ذُكرت لأن ذلك يخدم المجتمع ثقافيًا وايمانيًا ويساعد على تجنّب العودة الى الحرب".
ومؤكدًا: "لسنا بصدد تشكيل عسكري، فالطلائع اطار شعبوي فقط ولا علاقة لها بالاستعداد للحرب".
وعلى وقع بيان حركة حماس تعالت أصوات النواب المعارضين والسياديين رفضًا لإقحام لبنان في ما لا يتحمّله مع العلم أن لا موقف من "لبنان الرسمي" الغائب تمامًا عن الساحة.
وفي السياق يعتبر رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض أنه "لم يعد هناك ما يسمى دولة لبنانية منذ أن تخلّت عن قرار الحرب والسلم وأعلنت انه ليس بيدها بل بيد الميليشيا".
قائلًا في حديث لـ "السياسة": "قبل أن نتهم أي جهة سياسية أو حزببة أو ميليشياوية من الداخل اللبناني، ينبغي توجيه الاتهام الاول للدولة اللبنانية المتقاعسة عن دورها ووظيفتها".
مؤكدًا أنّ "هذه المنظمة المسمّاة حماس ما كانت لتتحرك أو لتعلن ما أعلنته لولا تغطية ما حصلت عليها".
انطلاقًا من هنا يقول محفوض: "نحن بانتظار الساعات المقبلة لبلورة موقف قد نلجأ فيه إلى اتخاذ اجراء أو مراسلة الحكومة اللبنانية لاتخاذ موقف سيما أنّ ذلك سيؤثر حتمًا على العلاقات اللبنانية وعلى صورة لبنان الخارجية، والاكيد أنه سيضرب كل بارقة أمل لانتخابات رئاسة الجمهورية وكل الاستحقاقات الأخرى مع غياب مقوّمات الدولة اللبنانية".
وعن تبرير حماس للطلائع التي تريد إنشاءها، يعلّق محفوض: "لا يمكن لمنظمة كحماس المسلّحة على الاراضي اللبنانية أن تقول للدولة اللبنانية إنها جمعية مار منصور أو الصليب الأحمر أو جمعية تثقيفية للشباب".
وأمام هذه التطورات المتلاحقة التي لم تهدأ، يقرأ البعض في خطوة حماس موافقة ضمنية من حزب الله ومحاولة لإعادة استقطاب الحركة لشعبية أكبر داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان بالإضافة إلى لجوئها لإجراء وقائي يحمي وجودها بعدما هددتها إسرائيل بالقضاء عليها في غزة.
وبالعودة إلى الجبهات والساحات المفتوحة، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ حزب الله لا يتحرك وحده في جنوب لبنان بل أعطى ضوءًا أخضر أيضًا لفصائل فلسطينية مسلحة على الأراضي اللّبنانية تشاركه أعماله وعملياته اليومية، حتى بات معنى السيادة حمال أوجه في لبنان.
شارك هذا الخبر
عمليات تفجير لذخائر غير منفجرة في صيدا
الطقس بارد والأمطار "راجعة"؟
قبلان: الأفكار التدميرية والحفلات الإنتقامية لا محل لها بتسوية رئاسة الجمهورية
إيران: لا نسعى بأي شكل لتوسيع نطاق الحرب في المنطقة
الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في البقاع
الراعي يثني على جهود الجيش ودول الصديقة ويهنئ العائدين إلى بيوتهم
معارك "طاحنة" في حماه والجيش السوري: قضينا على عشرات المسلحين
الأمريكيون ينفقون مليارات الدولارات في "البلاك فرايداي"
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa