بالأدلة والتفاصيل.. تحقيقات دولية تؤكد: قذيفة إسرائيلية قتلت الصحافي عصام عبد الله!

07/12/2023 08:34PM

في 13 تشرين الأول 2023، استشهد  الصحافي اللبناني عصام عبد الله، وأصيب ستة صحافيين آخرين، بينهم مصورة وكالة فرانس برس كريستينا عاصي، في جنوب لبنان. وكانت المجموعة الإعلامية ترتدي سترات زرقاء واقية من الرصاص وخوذات، وكتب على معظمها كلمة "برس" أو صحافة بأحرف بيضاء.

خلصت تحقيقات منفصلة أجرتها كل من وكالة رويترز ووكالة فرانس برس ومنظمتي حقوق الإنسان منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" إلى أنّ دبابة إسرائيلية هي المسؤولة عن الهجوم.

وفي التفاصيل, راجعت رويترز  لقطات فيديو مدتها ساعات من ثماني وسائل إعلام كانت في المنطقة في ذلك الوقت ومئات الصور التي التقطت قبل الهجوم وبعده، وتشمل صوراً عالية الدقة بالأقمار الصناعية.

وجمعت الوكالة أيضاً، أدلة من مكان الحادث وحصلت عليها، بما في ذلك شظايا على الأرض وأخرى في سيارة "رويترز" وثلاث سترات واقية من الرصاص وكاميرا وحامل ثلاثي القوائم وقطعة معدنية كبيرة.

وفحصت المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (تي.إن.أو) تلك المواد  في مختبراتها في لاهاي.

كانت النتائج الرئيسية التي توصلت إليها المنظمة الهولندية هي أن القطعة المعدنية الكبيرة كانت عبارة عن جزء من ذيل قذيفة دبابة عيار 120 مليمتراً، وأطلقها مدفع دبابة متمركزة على بعد 1.34 كيلومتر من المراسلين عبر الحدود اللبنانية.

وعرضت "رويترز" على "الجيش" الإسرائيلي النتائج التي توصلت إليها بأن قذيفتي الدبابة أطلقتا من داخل "إسرائيل"، وطرحت أسئلة تفصيلية إضافية منها ما إذا كانت القوات الإسرائيلية على علم بأنها تطلق النار على الصحافيين.

ووفقًا لـ "رويترز", قال المتحدث الدولي باسم "الجيش" الإسرائيلي،  اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت: "نحن لا نستهدف الصحافيين". 


وقالت رئيسة تحرير "رويترز"، أليساندرا جالوني، إنّ "الأدلة التي لدينا الآن والتي نشرناها اليوم تظهر أن طاقم دبابة إسرائيلية قتل زميلنا عصام العبدالله". واستنكرت جالوني "بمقتل عصام"، ودعت "إسرائيل" إلى "التوضيح ومحاسبة المسؤولين". 

وقالت خبيرة القانون الجنائي الدولي كارولين إدجيرتون، إنّ تصوير مواقع الدبابات الإسرائيلية على الحدود ربما كان يعد تهديداً لـ "الجيش" الإسرائيلي إذا اعتبرت هذه المعلومات "ذات قيمة في عملية الاستهداف للقوات في لبنان".

أما ثائر السوداني, مصور "رويترز", فردّ على تصريح إدجيرتون قائلًا: "لماذا أصابونا؟ لماذا لم يطلقوا طلقة تحذيرية؟ إذا كنتم لا تريدوننا أن نلتقط صوراً، أطلقوا طلقة تحذيرية. لماذا ضربونا فجأة دون سابق إنذار، ثم حاولوا القضاء علينا بالضربة القاضية".

وقال ثلاثة خبراء عسكريين إنّه "لا يوجد سجل لاستخدام حزب الله لدبابات بذخائر من عيار 120 مليمتراً". وقال الجيش اللبناني لــ "رويترز" إنّ "أكبر قذيفة دبابة لديه من عيار 105 مليمترات، وإنه لا توجد لديه دبابات متمركزة على الحدود مع إسرائيل".

وقال وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري "أعتقد أن قتل الصحفيين هو جزء من الاستراتيجية العسكرية لإسرائيل حتى يقتلوا الحقيقة"، مشيراً إلى أنّ "قتل الصحفيين في غزة ولبنان دليل على أنً إسرائيل تستهدف الإعلاميين عمداً".

وأضاف أنه بعد تحقيق رويترز، تدرس الحكومة رفع دعوى بشأن الانتهاكات الإسرائيلية، بما في ذلك مقتل عصام، أمام محكمة دولية. ولم يحدد المحكمة لكنه أقر بأن المحكمة الجنائية الدولية ليست خياراً لأن لبنان غير موقع على نظامها.

وفي اليوم التالي للهجوم، قالت قوات الأمن اللبنانية إنّها "أجرت تقييماً فنياً في الموقع، يشير إلى تورط إسرائيل". 

ولفتت "رويترز" أنّها منحت الضوء الأخضر للصحفيين للذهاب إلى المنطقة خارج علما الشعب لأنه قبل 13 تشرين الأول، لم تشهد المنطقة أي تصعيد كبير ولم تكن حينها شديدة الخطورة. وقالت في هذا الإطار، إنّ "عصام لم يكن في منطقة قتال نشط عندما أصيب.. كان هو وزملاؤه إلى جانب صحفيين من وسائل إعلام أخرى في منطقة بعيدة عن الصراع النشط".

أما تحقيق وكالة "فرانس برس"، الذي أجرته، فخلص أيضاً إلى أنّ مدفعية "الجيش" الإسرائيلي هي وحدها المسؤولة عن الحادث.

واستغرق تحقيق"فرانس برس" سبعة أسابيع، حيث كان بالتعاون مع منظمة "Airwars"، وهي منظمة غير حكومية تحقق في الهجمات على المدنيين في حالات النزاع، واعتمد على أدلة تجمع بين تحليل الخبراء للذخائر وصور الأقمار الصناعية والشهادات وتسجيلات الفيديو التي تم تصويرها قبل الهجوم وأثناءه. 

وخلصت الأدلة إلى ثلاثة استنتاجات رئيسية:

- الذخيرة التي قتلت عبد الله كانت عبارة عن قذيفة دبابة عيار 120 ملم من أصل إسرائيلي ولا تستخدمها أي جماعات أخرى في المنطقة.

- كانت الضربات متعمدة ومستهدفة. وصلوا في غضون 37 ثانية من بعضهم البعض وعلى بعد بضعة أمتار فقط. وتم تحديد هوية الصحافيين بشكل واضح على أنهم صحافيون، بعيداً عن أي نشاط عسكري. ويمتلك "الجيش" الإسرائيلي موارد مراقبة جوية واسعة النطاق في المنطقة.

- من المحتمل أن تكون الضربات قد جاءت من جنوب شرق موقع الصحافيين، حيث كانت تعمل الدبابات الإسرائيلية.


بدوره, أعلن مدير الأخبار العالمية في "فرانس برس"، فيل شيتويند، أنّ الوكالة "سنتخذ جميع السبل القضائية التي نعتبرها ذات صلة وممكنة لضمان حصولنا على العدالة لكريستينا وعصام".

وشددت التحقيقات المنفصلة التي أجرتها منظمتا حقوق الإنسان، منظمة العفو الدولية، و"هيومن رايتس ووتش"، والتي شملت التحقق من أكثر من 100 مقطع فيديو وصورة وتحليلها، على ما توصلت إليه وكالتا "رويترز"، و "فرانس برس" بشأن نوع الذخيرة المستخدمة والمنطقة التي انطلقت منها.

وخلصت "هيومن رايتس ووتش" إلى أنّ الضربات كانت "هجمات إسرائيلية متعمدة على ما يبدو على المدنيين"، مشددة على أنّها "جريمة حرب" و"يجب مقاضاة إسرائيل أو محاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب".

وقالت منظمة العفو الدولية إنّ الغارة "كانت على الأرجح هجوماً مباشراً على المدنيين ويجب التحقيق فيه باعتباره جريمة حرب".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa