الشحن الجوي بدل سلوك البحر الأحمر... شركات عالمية في أزمة

تسعى شركات التصدير بجد للعثور على بدائل فعّالة، سواء عبر النقل الجوي، البري، أو البحري، لتسليم السلع الاستهلاكية الرئيسية وقطع غيار السيارات إلى تجار التجزئة. يفاقم سلسلة من الهجمات في البحر الأحمر مشاكل سلاسل توريد الشحن البحري على مستوى عالمي.

زادت جماعة الحوثي في اليمن من هجماتها على السفن في البحر الأحمر منذ 19 تشرين الثاني، كجزء من تأكيد لدعمها لحركة "حماس" الفلسطينية في ظل استمرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة. أدت هذه الهجمات إلى تعطيل طريق تجاري رئيسي يربط أوروبا وأميركا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف شحن الحاويات إلى مضاعفات في بعض الأحيان. في هذا السياق، تسعى الشركات إلى نقل بضائعها عبر طرق بحرية بديلة، حتى وإن كانت أطول من الطرق التقليدية.

وفقًا لتقرير صادر عن شركة ستاندرد اند بورز غلوبال، إذا استمرت هذه الاضطرابات لفترة طويلة، فإن قطاع السلع الاستهلاكية، الذي يزوّد أبرز شركات التجزئة في العالم مثل وول مارت وإيكيا، سيكون عرضة للتأثير الأكبر.

يرى آلان باير، الرئيس التنفيذي لشركة "OLUSA" أو.إل يو.إس.إيه، أن هناك حاجة للاستعداد لاضطرابات في البحر الأحمر قد تستمر لمدة تصل إلى تسعين يومًا على الأقل. يقول باير: "حتى الثاني من يناير لن يحمينا الهدوء الحالي، ومن ثم سنواجه تحديات تتعلق بالتوتر في هذا الإقليم."

يظهر جان كلاين لاستويس، الرئيس التنفيذي للعمليات لشحن الجو في شركة هيلمان وورلد وايد لوجيستيكس، أن الشركات حاليًا تسعى للاعتماد على ما يعرف بالنقل متعدد الوسائط لضمان استدامة سلاسل التوريد العالمية، والتي تشمل النقل البحري والجوي. يضيف أن هناك زيادة في الطلب على النقل البحري والجوي المشترك للسلع الاستهلاكية، مثل الملابس والإلكترونيات والمواد التقنية.

بالإضافة إلى ذلك، يشير بول براشير من مجموعة آي.تي.إس لوجيستيكس إلى أن بعض الشركات قد تفضل استخدام الشحن الجوي للسلع العاجلة أو الحيوية بشكل خاص، ولكن التكلفة العالية تجعلها غير مستدامة. يقول براشير: "نقل البضائع عبر الجو يزيد التكلفة بين خمسة إلى خمسة عشر مرة مقارنة بالنقل البحري، الذي لا تزال تكاليف شحن الحاويات فيه منخفضة بمعايير التاريخ."

يرى بوريس بورك، كبير المسؤولين التجاريين العالميين في سيكو للوجستيات، أن ارتفاع تكلفة نقل البضائع عبر الجو يعني أن الشركات قد تتجه نحو هذا الخيار فقط للسلع ذات القيمة العالية، مثل الملابس الفاخرة والإلكترونيات الباهظة.