ماذا قال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية عن حرب غزة والتصعيد في لبنان؟

08/01/2024 07:13PM

كتب طارق أبو زينب في "جسور":

في ظل التطورات الخطيرة التي يشهدها الجنوب اللبناني، وفي إطار جهود مكثفة للحد من التصعيد والتخفيف من المواجهات القائمة وتفادي انزلاق لبنان إلى حالة حرب موسّعة، تعزز الإدارة الأمريكية جهودها في الملف اللبناني في سياق التحديات المتزايدة التي تواجهها المنطقة بأسرها. بحيث إن استعادة الهدوء وتحقيق الاستقرار وضبط الأمور على طول الحدود الجنوبية للبنان تُعتبر أمورًا ذات أهمية بالغة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. 

‏في هذا الإطار، أدلى المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ساميويل وربيرغ، بتصريح خاص لـ"جسور" أكد فيه أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتواصل المستمر في مناقشاتها واتصالاتها مع الحكومة اللبنانية والمسؤولين اللبنانيين من خلال سفاراتها. وأشار إلى أنهم يتواصلون مع الجيش اللبناني، ويقومون بجهود التواصل مع الإسرائيليين، مع التأكيد على رغبتهم في تفادي أي تصعيد في المنطقة وعدم رغبتهم في أن تمتد الأوضاع إلى حرب في لبنان. 

وأضاف أنهم يعملون جاهدين لمنع حزب الله أو أي طرف آخر من توسيع نطاق الصراع في لبنان. كما دعا "حزب الله" إلى وقف الهجمات الصاروخية الإرهابية من داخل الأراضي اللبنانية، مُشددًا على ضرورة عدم توجيهها نحو المدن الإسرائيلية. 

كما أكد أن "حزب الله" كمنظمة إرهابية بحسبه، يعلي أولوياته على الأمن والاستقرار في لبنان. وأعلن عن استمرار الولايات المتحدة في التواصل مع جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وإسرائيل، بهدف تقليل حدة التصعيد في المنطقة وتجنب توسيع دائرة النزاع.

تصعيد وكلاء ايران في المنطقة 

وفيما يتعلق بتصاعد الأوضاع في الجبهات التي تتأثر بالنفوذ الإيراني والنزاع في قطاع غزة، أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ساميويل وربيرغ، بصراحة وأسف على أن هذا ليس أمرًا جديدًا. وأنه "عندما نشهد محاولات إيران والنظام الإيراني، بالإضافة إلى الوكلاء الممولين من إيران، للاستفادة من الفراغ الأمني أو التوترات في المنطقة". وأشار إلى تاريخ طويل من تدخلاتهم في شؤون داخلية لدول أخرى، عبر "حزب الله" و"حماس" و"الحوثيين". 

وأكد بوضوح أن الولايات المتحدة ستستمر في اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية نفسها والمصالح الأمريكية في المنطقة، وكذلك لحماية الحلفاء والشركاء. وفيما يتعلق بالهجمات الصاروخية الأخيرة من قبل جماعة الحوثي في اليمن على السفن التجارية، أكد أنه لا يوجد أي تبرير لها، وأنه لا يوجد رابط بين هذه الهجمات والوضع في قطاع غزة. وكذلك شدد على أن هذه الهجمات تؤدي إلى ارتفاع الأسعار ولا تؤثر إلأ سلبًا على الحياة اليومية للشعوب في المنطقة.

هذا وتحدث عن تأسيس التحالف "حرس الازدهار" الذي شاركت فيه أكثر من 18 دولة، مؤكدًا استمرار الولايات المتحدة في هذا التحالف وتنسيق جهودها مع الدول الأخرى. وبشأن عدم مشاركة بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، أوضح أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة تقديم تفسير لذلك، وأعرب عن توقعه بأن الدول الأخرى ستنضم إلى التحالف في المستقبل.

التباين بالمواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل 

وفيما يتعلّق بالتباين في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن وقف الحرب والحلول لقطاع غزة، أوضح المتحدث لـ"جسور" أن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل هما دولتان ذات سيادة، وكما هو الحال في أي علاقة ثنائية بين الدول، قد يحدث اتفاق في بعض الأحيان بينهما وقد تكون هناك اختلافات في أحيان أخرى، وأنه ليس في ذلك أي مشكلة. 

وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، أوضح أن هناك تواصل ومناقشات مستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول كيفية تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وما هي رؤية إسرائيل وخطتها لإنهاء الحرب. وأشار إلى أنهم يدركون مسؤولية إسرائيل تجاه مواطنيها لحمايتهم من "الهجمات الإرهابية"، وأن "حماس" هي التي تتحمل مسؤولية هذه الهجمات. 

وأكد أن الزيارة القادمة لوزير الخارجية بلينكن إلى إسرائيل تهدف إلى الاطلاع وجها لوجه على رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن الخطة الإسرائيلية لإنهاء الحرب. 

أما بالنسبة للقوات الأمنية الأمريكية والسفن البحرية الأمريكية، فأكد المتحدث أنه لا توجد تغييرات كبيرة في البصمة الأمريكية بشكل عام في المنطقة. أوضح أن سفينة "جيرالد فورد" الحربية قد غادرت وعادت إلى الولايات المتحدة، ولكن هناك سفنًا أخرى قد استبدلتها. وبالمجمل، لا توجد تغييرات كبيرة في وجود القوات الأمريكية في المنطقة.

لا موعد لوقف الحرب في غزة 

وفي الحلول المرتقبة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، أشار المتحدث وربيرغ إلى صعوبة التكهن بالنتائج، حيث أكد أن "حماس كمجموعة إرهابية، تقوم بشن هجمات صاروخية متكررة من أماكن مدنية داخل قطاع غزة". 

وأضاف أن الحركة تستخدم السكان المدنيين كـ "دروع بشرية" وأنه على الرغم من توفر فرصة لتمديد هدنة مؤقتة، رفضت حماس ذلك ولم تلتزم بأي التزامات من جهتها.

وأوضح أن الولايات المتحدة تركز حاليًا على أولوياتها، من بينها تقديم المساعدات الإنسانية والاستماع إلى الرؤية والخطة الإسرائيلية لإنهاء الحرب. وأكد على أهمية العمل المستمر نحو إطلاق سراح الرهائن والعمل مع جميع الأطراف لمنع توسيع النزاع. 

وبحسبه، بالتأكيد من الصعب التنبؤ بالنتائج، إلا أن التركيز الحالي يصب على الجهود لتحقيق الاستقرار والتهدئة، بما في ذلك التواصل مع الجماعات المعنية لتجنب التصعيد وتحقيق حلاً دبلوماسياً للأزمة. 

الهجمات الحوثية وتحالف حرس الازدهار 

‏بخصوص الإجراءات الأمريكية ضد الحوثيين، كشف المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ"جسور" عن أن الولايات المتحدة تتخذ جميع الإجراءات اللازمة بتنسيق مع الدول الأخرى في تحالف "حرس الازدهار" الجديد، لضمان سلامة وأمان السفن التجارية من الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون. كما أشار إلى أنهم فرضوا بعض العقوبات على قادة الحوثيين منذ شهور وأسابيع. 

وأكد أن التركيز الحالي يتجه أيضًا نحو فرصة تمديد الهدنة في اليمن، بهدف التوصل إلى هدنة كاملة وشاملة في جميع أنحاء البلاد، ومراعاةً لحقوق واحتياجات الشعب اليمني.

الدافع وراء إلغاء تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية

وبخصوص قرار إلغاء التصنيفات الإرهابية لجماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ساميويل وربيرغ، أن هذا التصنيف كمجموعة إرهابية دولية كـ FTO - foreign terrorist organizationكما يُعرف بالإنجليزية، تم إلغاؤه وأشار إلى أن الإدارة السابقة قامت بهذه الخطوة في الأسبوع الأخير من ولايتها. 

وأوضح أن القرار الحالي لإلغاء التصنيف جاء بناءً على ملاحظات ومراجعات من مؤسسات إنسانية دولية والأمم المتحدة، حيث كان يتوقع أن يشكل التصنيف السابق عقبة كبيرة أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني. وفي هذا السياق، أشار إلى أن هذا التصنيف لا يعني نفي إمكانية استخدام الولايات المتحدة لأدوات أخرى لفرض عقوبات أو عراقيل على الحوثيين.

إيران مسؤولة عن زعزعة الاستقرار

وعن مسألة استهداف القواعد الامريكية في المنطقة والتصعيد المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران، فأوضح المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ لـ"جسور" أن كل هذه النشاطات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى والقمع ضد المواطنبن، ليست أمورًا جديدة، وقد شهدوا نمطًا مماثلًا من النظام الإيراني على مر السنوات. 

وأكد أن الإدارة الحالية تتبع نهجًا مماثلاً للإدارات السابقة، حيث تفرض عقوبات، وتستخدم الضغط بوسائل أخرى، وتتنسق مع حلفائها وشركائها في المنطقة.

وأشار وربيرغ إلى أن الولايات المتحدة تلجأ إلى الإجراءات الضرورية للتصدي للتهديدات وخفض التصعيد، مؤكدًا أنهم لا يرغبون في الحرب ويعملون على تجنب الصراع. وعلى النقيض من ذلك، أشار إلى أن "الهجمات الصاروخية الإرهابية المستمرة تأتي من الوكلاء الممولة من إيران، مثل "الحوثيين" و"حزب الله"، وليست من الولايات المتحدة أو أحد حلفائها أو شركائها في المنطقة".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa