الملف الرئاسي: المملكة لم ولن تتخلى عن لبنان!

20/01/2024 07:51PM

كتب طارق أبو زينب في جسور:

عاد الملف الرئاسي اللبناني وبقوة الى كواليس المساعي والجهود الدولية من خلال دفع واضح من "اللجنة الخماسية " من أجل لبنان بتفعيل هذا الملف رغم التركيز على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها على المنطقة، والتصعيد في الجنوب اللبناني.

 

مصادر خليجية مواكبة للملف الرئاسي اللبناني أشارت عبر "جسور" الى أن اللجنة الخماسية تعمل لإعادة الزخم الرئاسي بعدما بلغ الملف اللبناني مسارات متقدمة قبيل إندلاع حرب غزة بفعل الاهتمام السعودي المباشر واللقاءات التي عقدت في باريس والدوحة، نيويورك، وجدة وشارك فيها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والولايات المتحدة الاميركية ومصر وقطر الى جانب وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والمستشار في الديوان الملكي معالي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري.

 

ولفتت المصادر نفسها الى أن الحراك السعودي وعودة لودريان الى بيروت، لا يعني أن الرئيس سيُنتخب غداً أو الشهر المقبل، والأمور لا تزال محور متابعة، لكن ثمة من يشير إلى ضغوط حاسمة من قِبل أطراف اللجنة الخماسية وتوافق على حلّ هذه المعضلة، والاتصالات واللقاءات التي ستجري ستكون مغايرة كلياً للمراحل السابقة، بمعنى أن هناك من سيتحمل مسؤولية التعطيل فمن واجب المسؤولين اللبنانيين الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وتحرير الاستحقاق من الحسابات الضيقة وأخذ ما يجري في المنطقة على محمل الجد.

 

قلق سعودي على لبنان

 وتقول مصادر عربية مطلعة لـ" جسور": في خطوة لافتة للانتباه في توقيتها ومضمونها، تحرص السعودية على حماية لبنان من تداعيات ما يحدث في المنطقة من أحداث وصراعات عسكرية وسياسية، وعبرت عنها المملكة عبر حركة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، التي تلقى اهتماماً لافتاً بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى واللقاءات مع عدد من الشخصيات والدبلوماسيين والسياسيين اللبنانيين، وترددت معلومات عن أن حراكاً سعوديًا وعربيًا ودوليًا ستشهده الساحة اللبنانية لإعادة تحريك الملف الرئاسي على رغم حرب غزة وما يحدث في الجنوب اللبناني . وفي زيارة السفير بخاري الى دار الفتوى أكد أن "المملكة العربية السعودية مع لبنان شعبًا ومؤسسات ولن تألو جهدًا في تقديم أي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من أزمات متعددة"، معلنا عن "وقوف المملكة مع القضايا العربية والإسلامية كافة، وبخاصة ما يعانيه قطاع غزة والشعب الفلسطيني من عدوان مستمر على أرضه ومقدساته وشعبه".

 وفي هذا الصدد، قالت الأمينة المساعدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الاتحاد العام للمنتجين العرب التابع لجامعة الدول العربية، السيدة ليلى حجازي لـ "جسور": إن السفير السعودي وليد بخاري في زيارته لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية لم يدخل في الزواريب السياسية الضيقة اللبنانية أو في لعبة الاسماء، بل جاء كلامه في الإطار العام والخوف على لبنان، بمعنى أن المملكة العربية السعودية تدفع الى الأمام لإنتخاب رئيسا للجمهورية اللبنانية، كما لم يسبق للمملكة أن تخلت عن لبنان، ووفق حجازي ليس سراً النصيحة السعودية الدائمة، حيث يجب على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم والإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية على أن يكون الرئيس وطنياً عربياً.

 

المدخل الوحيد للحل يكمن بانتخاب رئيس للجمهورية

 ووضعت حجازي جولات السفير السعودي على مرجعيات روحية وسياسية، في خانة رفض التخلي عن لبنان وسيكون للمملكة دور بارز في إطار اللجنة الخماسية، وهناك تنسيق بين الرياض وسائر دول اللجنة، ما يشي بأن الملف الرئاسي يتابَع على أعلى المستويات، وإنْ كانت الأجواء اللبنانية ضبابية تعكس استمرار التصعيد والاشتباكات في الجبهة الجنوبية وارتباطها بحرب غزة، إنما هناك محاولة عربية ودولية لفصل الإستحقاق الرئاسي عن الحرب لجملة ظروف واعتبارات.

وختمت حجازي: المملكة العربية السعودية حريصة على استقرار لبنان وحماية سيادته والحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وتحقيق الازدهار في البلاد العربية، والموقف السعودي واضح وفي طليعة المواقف الدولية التي تشدّد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ليستعيد لبنان دوره الفاعل في المنطقة.

 

تحذيرات دولية جدية

 في الموازاة، كشفت مصادر دبلوماسية أميركية لـ" جسور" عن أن احتمالات امتداد الحرب في أنحاء الشرق الاوسط كبيرة ويجب على المسؤولين اللبنانيين إدراك ذلك والإسراع بإنتخاب رئيس قوي للبنان، وأن الموفد الرئاسي الفرنسي لورديان يحمل معه ملفين أساسيين، الأول إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بما تملكه باريس وواشنطن من معلومات ومعطيات عن خطورة الوضع في لبنان عبر إمكانية قيام القوات الإسرائيلية برد جدي يطاول العمق اللبناني وخاصة بعد تجاوزت العمليات العسكرية الخطوط الحمراء وجرى تخطي القرار رقم 1701 ،ورفض حزب الله مقترحات الاميركية للتهدئة وإصراره على تلازم وحدة المسار بين جنوب لبنان وقطاع غزة، انطلاقا من وحدة الساحات التي تربطهما بالعراق وسوريا واليمن، هذه المعلومات وصلت للدول المعنية بالملف الرئاسي.

وتقوم الولايات المتحدة بإتصالاتها مع فرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر، لعدم التصعيد العسكري في الجنوب اللبناني والانزلاق بحرب ستكون كلفتها باهظة الثمن على لبنان، والملف الثاني على أجندة لودريان "الرئاسي" للدفع للذهاب إلى إنتخاب رئيس للجمهورية وفصل ملف الرئاسة عما يحصل في غزة والمنطقة.

وتؤكد المصادر الأميركية أن التحذيرات الدولية قد تزامنت مع إبلاغ المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتسكا، تحذيراً شديد اللهجة إلى المسؤولين اللبنانيين الذين تلتقي بهم، بالتزامن مع تأكيد حرص الأمم المتحدة على عدم توسّع الصراع بين "حزب الله" وإسرائيل إلى كل لبنان وتُثني المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة على تحركات بعض النواب بهدف خرق جدار الأزمة الرئاسية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa