موظفو الإدارات العامة يعملون بالسخرة: الإضراب بدأ والفضائح كبيرة

30/01/2024 10:23AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

تشبه قصة الإدارات العامة والإضراب قصة "إبريق الزيت"، ويمكن القول إنّ لعنة الإضراب سترافق مختلف الإدارات العامة لوقت طويل في بلد كلبنان، لا حقوق فيه ولا دولة ولا مسؤولين ولا من يسأل ومن يتابع.

فبعد إضراب طويل، عاد شبح التصعيد ليخيّم على الإدارات العامة التي أعلنت الإضراب العام والشامل مع تنفيذ وقفات احتجاجية تصعيدية أمام الإدارات العامة وإقفالها ابتداءً من اليوم الثلاثاء ولغاية 9 شباط المقبل.

بيان الإدارات العامة يُظهر أنّ موعد انتهاء الإضراب غير مؤكد إذ قد يطول في حال لم تُطرح حلول منطقية كما من الممكن أن ينتهي "على خير" وقريبًا إن وُجدت الحلول سريعًا. 

وبحسب البيان يظهر أن المطالب الأساسيّة متعلّقة بالرواتب التي لم تعد تساوي شيئًا بعد انهيار قيمة اللّيرة اللبنانية، فضلًا عن التوظيف العشوائي غير المدروس وغير القانوني، إضافةً الى الموازنة التي أُقرّت والتي فرضت رسومًا وضرائب جديدة في زمن لا يملك موظف الإدارة العامة ما يكفي حتى يحظى بحياة طبيعية. 

رئيسة رابطة موظفي الإدارة العامة نوال نصر تؤكد أنّ "أسباب الإضراب قائمة منذ بداية الأزمة وما زالت على حالها والدولة لم تحاول معالجة أي من الأسباب معالجة جذرية".

وفي حديث لـ "السياسة" تشير الى أنّ "دوافع الإضراب تتعلق بحقوق الموظفين الذين يطالبون بجزء بسيط من الحقوق التي ما زالت حتى اليوم من دون معالجة".

وتضيف: "اليوم لا معالجات، ونضغط لوضع حدٍّ للخلل الذي يحصل ورفضنا له في مشاريع القوانين التي يتم اعدادها والمضاعفة العشوائية للرواتب التي لم تعد تنفع".

شارحة:"الموظف الذي يتقاضى راتبًا صغيرًا لا تنفعه الزيادة فيما الموظف الذي يتقاضى راتبًا كبيرًا يستفيد،المضاعفات تزيد الهوة ولا تعطي الحد الكافي والعادل لصغار الموظفين". مشددة على أن راتب موظف الادارة العامة قليل جدًا يتراوح ما بين الـ ١١ دولارًا والـ ٢٨ دولارًا، والمطلوب دراسة كافية وعادلة لصغار الموظفين".

الموظف يعمل بالسخرة

تؤكد نصر أنّ "النغمة ذاتها تتكر اليوم، فضلًا عن شرط الحضور الى الإدارات العامة مع "البدع" التي تصدر يوميًا، حيث تُمسح كل أيام الشهر التي حضرها الموظف في حال غاب ليوم واحد عن العمل وهذا أمر غير مقبول". 

وتتابع: "من حق الموظف أن يعيش وأن يحصل على راتب مقبول، وله الحق في تعليم أولاده وله الحق في أن يكون له القدرة على الاستشفاء والاعتراف ببدل النقل". معتبرة أنها "كلها حقوق أساسية واذا غاب عنها حق واحد يصبح الموظف عاجزًا". مشيرة الى أن "الموظفين يعملون بالسخرة والاضراب هو تعبير جزئي ورمزي، وللتأكيد أنّ الموظفين ما زالوا موجودين ولن يقبلوا إلّا باستعادة حقوقهم".

الفضيحة الكبرى: موظفون من خارج الإدرات العامة

معاناة الموظفين في الإدارات العامة لا تقف عند هذا الحد، إنما وصلت الى حد الفضائح، حيث كشفت نصر أنه "في حال لم يقبل الموظف أن يعمل بالسخرة من دون أبسط الحقوق يتم الاستعانة بموظفين من خارج الادارات العامة من دون أيّ مسوّغ قانوني أو أصول قانونية وتُدفع لهم رواتب خيالية وبالدولار".

وتسأل: "طالما يمكن للدولة أن تدفع الرواتب للموظفين من الخارج لماذا لا تدفع للموظفين الموجودين منذ سنوات والذين دخلوا الادارات العامة وفق القانون استنادًا الى دورات وخبرات اكتسبوها خلال عملهم؟"

ماذا بعد 9 شباط؟

الإضراب المرتقب ينتهي بحسب بيان الإدارات العامة في 9 شباط، وهنا تلفت نصر الى أنهم "أمام تصعيد دائم، أما من ناحية شكله ولونه فـ "الله أعلم" لأنّ الصرخة مستمرة للوصول الى حلول".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa