أهلًا بالطوابير: المواطن يدفع ثمن الخلاف بين الدولة والشركات الموزعة للنفط

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

يبدو أنّ المواطن اللبناني "المنحوس" والذي لا يقدّر له أن يعيش بسلام في هذا البلد سيكون مضطرًا بدءًا من اليوم الى الانتظار لساعات على المحطات لتأمين المحروقات اللازمة له، وذلك بسبب إعلان الشركات المستوردة لمواد البنزين والديزل والغاز التوقّف القسريّ عن الاستيراد وتسليم المواد النفطيّة ابتداءً من اليوم، مع التوقف لاحقًا عن الاستيراد عند نفاذ المخزون في حال عدم إيجاد حلول، وذلك كتدبير تحذيريّ حتى معالجة أزمتها مع الدولة مع استعداد الشركات حينها لإعادة فتح أبوابها وتأمين الكمّيات للسوق المحليّة حتى خلال أيام الآحاد.

القرار المُفاجئ هذا يتحدث عنه رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس الذي يؤكّد أنّ "القرار اتُخذ لأنّ مجلس النواب صوّت على اقتراح قانون مقدّم من النائب وائل أبو فاعور يقضي بفرض ضريبة بقيمة 10% على نتيجة الأعمال لا على أرباح الشركات التي استفادت من الدعم، إنما الشركات لم تستفد من الدعم بل المواطن هو من استفاد".

وفي حديث لـ "السياسة" يشرح شماس: "عندما نقول استفادة فهذا يعني ربحًا ماديًا والربح المادي تحدده وزارة الطاقة، وبالتالي الشركات ليس لديها أيّ ربح مادي ما عدا الأرباح التي تحددها وزارة الطاقة".

ويضيف: "هناك رقابة دائمة إن كان من الجمارك اللبنانية أو مصرف لبنان أو وزارة الطاقة أو وزارة الاقتصاد، وهذه الضريبة أو الغرامة التي استُحدثت والتي مرّت من دون أي نقاش أو تداول أو لجان ليست في محلها".

أمام هذه المشكلة يشدّد شماس على أنهم "كتجمع لشركات المواد النفطية قد حاولوا تفسير هذا الموضوع ولكن لا جواب واضحًا حتى الساعة، وكان القرار بانتظار اجتماع مجلس النواب لتقديم طعن بالقانون أو التراجع عنه".

إنما بحسب شماس، "القانون صدر وفي حال عدم وجود وعد واضح من السلطات التشريعية أو مجلس الوزراء فهذا يعني أن القانون سيسري وهذا تدمير للقطاع والشركات".

مؤكدًا أن "لا تسليم للمحروقات لأن الدولة قررت هذا الأمر وكأنها تقول لنا: "سَكّروا واخسروا". معتبرًا أن "الموضوع يُحلّ في حال كانت السلطة واعية وحريصة على القطاعات المنتجة".

ومشيرًا الى "عقد مؤتمر صحافي اليوم الساعة الثالثة بعد الظهر في تجمع الشركات لشرح وتوضيح ما يحصل".

وبعد قرار الشركات المستوردة للنفط أمس عادت "همروجة" الطوابير ليتجمّع اللبنانيون على المحطات خوفًا من انقطاع المحروقات.

وفي السياق، أكد ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا أن "مادة البنزين متوفرة وسنواصل توزيعها على المحطات التي ستبقى مفتوحة".

وعن بيان تجمع الشركات المستوردة قال أبو شقرا: "نتمنى من المسؤولين التجاوب مع الشركات ليحصل كل صاحب حق على حقه، فالمواطن لا ينقصه شائعات خصوصًا مع الوضع في الجنوب، ولا ينقصنا أزمات أو طوابير".