٣ سنوات على تجهيل قاتل لقمان سليم: يد الاغتيال معروفة والتحقيق "مفرز"

02/02/2024 11:01AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

"من يلزم الصمت اليوم، لن يحسن العواء غدًا"، هي تغريدة واحدة من تغريدات لقمان سليم التي كان يكتبها ويقولها يوميًا، ولم يكن يعلم أنّ الكلمة ستغتاله يومًا.

كان الهدف كتم صوت لقمان ومنذ زمن، حملات تخوين وخيانة وتهديدات مباشرة وغير مباشرة قبل الاغتيال حتى إسكاته نهائيًا، لكنه تمسك حتى اللّحظة الأخيرة بعبارته الشهيرة "صفر خوف" فزار جنوب لبنان. 

اليوم وبعد كلّ التغييرات والصراعات والأزمات التي مرّت وتلك التي ما زالت مستمرة في مخاضها، تطلّ الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال لقمان سليم من دون عدالة وحقيقة كما كل القضايا والاغتيالات في هذا البلد. وبعد ثلاث سنوات على تغييب الحقيقة مازالت الأصوات تعلو وتطالب بالعدالة له... ولكل لبنان.

ما مصير التحقيقات؟ وأين أصبحت؟

تؤكد شقيقة لقمان سليم الأديبة رشا الأمير أنها "خلال زيارتها الأخيرة الى المحكمة كان الكتبة معتكفون، والقضاء جزء من البلد كما الكهرباء المقطوعة والمياه المقنّنة ولا يمكننا المطالبة بالحقيقة وسط استقالة تامة للقضاء"، لافتة الى أنّ "التحقيقات ليست معرقلة بل غير موجودة أصلًا وسط عدم المسؤولية تجاه أيّ مواطن أصلًا فكيف إذًا تجاه لقمان سليم الذي قُتل آلاف المرات"؟

وفي حديث لـ "السياسة" تشير الأمير الى "أننا نعيش في ظلام دامس على مختلف الصعد، لا حقوق للمواطن، لا كهرباء لا قضاء ولا تحقيقات"، مؤكدة أنّ "القضاء يُنحر يوميًا".

العدل للبنان قبل لقمان

سلسلة الاغتيالات السياسة في لبنان لم تستكن ولن تنتهي، من اغتيالات عام 2005 مرورًا باغتيال لقمان سليم وجو بجاني، وصولًا الى اغتيال الياس الحصروني وكثر آخرين جمعهم قاسم مشترك. عمليات اغتيال منظمة تتشابه بأبعادها السياسية وسط عدالة مغيّبة ومحاولات لإخفاء الحقيقة.

تشير الأمير الى أنّ "شعار هذه السنة لاغتيال لقمان هو: "العدل للبنان... قبل لقمان". مشيرة الى أنّ "العدالة لا تأتي لوحدها بل هي بحاجة الى تعاون وتكاتف".

وتقول: "رغم التحقيقات التي حصلت لا عمل موحدًا للوصول الى الحقيقة فكل واحد يحاول الهروب بأمواله وأولاده ليضعونا أمام حلين لا ثالث لهما: إما الموت كلقمان أو الهجرة".

نسأل الأمير، هل لجأتم للقضاء الدولي؟

تؤكد أنّ "الرئيس رفيق الحريري كان رئيس وزراء أما لقمان فكان مواطنًا عاديًا وها هي المحكمة الدولية لم تصل الى نتيجة رغم القرارات الصادرة"، مشددةً على أنّ "لا فعالية لأنّ الدول سلمتنا للمجازر طالبة منا إمّا الموت أو التهجير أو القتال ونحن سنقاتل للوصول الى الحقيقة". وتضيف مع التأكيد والتكرار: "الهدف هو الوصول الى مفتاح القرار السياسي".

ما قصة الهاتف؟

مع بدء التحقيقات في قضية اغتيال لقمان شخصت الأنظار نحو هاتف لقمان الذي طلبته المحكمة وهنا تقول الأمير إن "التحقيقات وصلت الى نتيجة ولكن هناك تكتم كبير لإخفاء القضية والهدف هو محو كل الدلائل التي تدين القاتل والجميع يعلم من قاتل لقمان، وهذا يحصل في كل الاغتيالات التي هزّت لبنان". وتضيف: "نريد ان يصبح القضاء فعّالًا وأن تكون العدالة للجميع وللبنان قبل لقمان".

بعد مرور 3 سنوات على اغتيال لقمان، ماذا تقول رشا الأمير للقمان؟ ولمن اغتالوا لقمان؟

تجيب الأمير: "لا أقول شيئا، "ما عندي شي قولو"، أنا افعل فقط وأقرع الأبواب وأناضل من أجل الحقيقة".

لا قيمة للكلام بعد 3 سنوات على اغتيال لقمان وغيره من المفكرين والقيادات السياسية والصحافيين في بلد يُجهل القاتل المعلوم دومًا لأنه نخر مؤسسات الدولة وأجهزتها. وإن كان اللّبنانيون يعون بيد من اغتيل لقمان في شباط المشؤوم فإنّ العدالة تكون حين تتجرأ الدولة ولو لمرّة واحدة على تسمية المرتكب لأنّ العدالة المتأخرة ليست عدالة. 

ويبقى مفيدًا للمرتكب أن يتعلم من تجاربه السابقة "تسقط الأجساد لا الفكرة". 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa