السعودية لا تقبل بفرنجية والسلّة المتكاملة ما زالت فارغة

لن يصل رئيس الجمهورية المقبل إلى بعبدا وفقًا لتوقيت بيروت ولا بحسب توقيت اللّجنة الخماسية التي أعادت تحريك ركود الملف الرئاسي الجامد محليًا. إذ تقول التسريبات إنّ الحركة ما زالت بلا "بركة" وكلّ نقاش رئاسي يعيد عرقلة الملف أكثر ويزيده تعقيدًا كما يوصل إلى فكرة "السلة المتكاملة" والتسوية الجديدة. 

بالحديث عن السلة تقول مصادر سياسية إنّ الهدف منها ليس صفقة جديدة بل إيجاد حلّ وسطي ينهي الشغور المستمر حيث يطمئن رئيس الجمهورية فريقًا فيما يطمئن رئيس الحكومة فريقًا آخر، لكنّ الحديث ما زال في بدايته ودرب المفاوضات "طويل طويل". 

لذلك فإنّ الشغور أمر واقع قد يطول ويمتد إلى حين انتهاء حرب إسرائيل على غزة لأنّ الخيطان السياسية ربطت الملفين ببعضهما وصار الحديث عن انفراج قريب أقرب إلى التفاؤل المفرط. التعويل اليوم هو على ما ستحمله الأيام من تطورات وما ستوصل إليه المفاوضات التي تدور "تحت الطاولة"، هذا هو الوضع باختصار. مع الإشارة إلى أنّ فكرة السلّة المتكاملة التي تُنسج بطول بال وهدوء تأتي باسم الرئيس سعد الحريري الذي علّق عمله السياسي على اعتبار أنه رجل التسويات القادر على طمأنة الجميع من دون أن يعني ذلك حسم اسم رئيس الحكومة أو إعطاء الحريري لأي إشارات إيجابية. غير أنّ المفاوضين يرون أنّ التجارب السابقة أثبتت أنّ رئاسة الحكومة لا تصل إلّا لرجال "جلدهم سياسي" والتكليفات السابقة خير دليل. 

وفي الحقيقة ورغم بدء التداول بمقترحات لأسماء رؤساء للحكومة إلّا أنّ اسم رئيس الجمهورية يبقى المعضلة الأولى التي تُعرقل الانطلاق في البحث الأكبر. لأنّ كلّ الأسماء المطروحة والتي ترشحت علانية أو ضمنيًا لم تعد قابلة للبحث أو التفاوض نظرًا للفيتو والفيتو المضاد. 

وتؤكد مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ "السياسة" أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري تبلغ من السفير السعودي وليد بخاري خلال لقائه مع سفراء "الخماسية" رفض المملكة لاسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رغم الكلام المعسول والدبلوماسي الذي يخرج إلى الكاميرات. وعدم القبول بفرنجية مرشح الثنائي الشيعي وتحديدًا حزب الله يعني أنّ الحزب لن يقبل بقائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسًا وهكذا تستمر الأزمة على حالها إلى حين إخراج اسم وسطي جديد يكون الحل، إلّا أنّ هذا الرجل ما زال مجهولًا ولم يُعثر عليه بعد حتى تُعاد أبواب قصر بعبدا لتُفتح.