هل يذوق الجنوب طعم الهدنة أم ينجرف البلد إلى حرب شاملة؟ مصير لبنان معلّق بمفاوضات غزة

كتبت نوال برو في "السياسة":

يتابع اللبنانيون تطورات الجبهة الجنوبية التي تحرق ما تبقى من أعصابهم والتي باتت مرتبطة بما يشهده قطاع غزة من مستجدات تبعًا لمبدأ وحدة الساحات. 

وفي آخر التطورات، تتجه الأنظار إلى المساعي الهادفة لوقف إطلاق النار في غزة لما قد تحمله من أمل، ليس للقطاع المدمر فحسب، بل لجنوب لبنان الواقع في قلب النار والذي تتدحرج شرارات المناوشات من أراضيه إلى البلد كله.

كيلاني: الهدوء في لبنان من الهدوء في غزة 

وبالعودة إلى الميدان وتفاصيل المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، يؤكد المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني  "توجه وفد من الحركة إلى القاهرة لإجراء مزيد من المفاوضات ودراسة الشروط التي قدمتها حركة حماس حيث سيلتقي الوفد بالجانب المصري". 

وتتضمن هذه الاتفاقية الإفراج عن جميع المحتجزين وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب، وهذه العملية تتم على ثلاثة مراحل، مدة كل مرحلة 45 يومًا, وفقًا لاقتراح الحركة.

ويعلّق بالقول" "ننتظر رد الجانب الإسرائيلي حول الشروط التي قدمتها المقاومة". 

ويؤكد كيلاني أن "حركة حماس كانت ايجابية في ردودها على اقتراح صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار إلا أنه هناك تعنت من قبل الجانب الإسرائيلي حيث يرفض شروط المقاومة". 

ويكشف المزيد من التفاصيل والتحركات، حيث يلفت إلى أنّ "كان هناك لقاء أمس في الكابينيت الإسرائيلي لمناقشة شروط حماس ونحن بانتظار الرد على هذه الشروط. وفي حال كان الرد الإسرائيلي إيجابيًا سنمضي في الإتفاقية، أمّا إن كان سلبيًاا فسنعود إلى المربع الأول".  ومن الشروط التي تشكل عائقًا أمام موافقة الإسرائيليين على الهدنة، بحسب كيلاني، "إطلاق سراح جميع الأسرى ذوي المحكوميات العالية والوقف الشامل والدائم لإطلاق النار".

ويتكل كيلاني في حديثه هذا على التصريحات الإسرائيلية وما يرد في الإعلام عندهم، حيث لا يوجد مواقف رسمية في هذا الخصوص حتى الآن.

الأهم بالنسبة للبنان هو ما جاء على لسان كيلاني الذي يعيد إرساء معادلة واضحة في حديثه لـ "السياسة" ويقول: في حال هدأ الوضع في غزة، ستهدأ كل الجبهات انطلاقًا من لبنان إلى اليمن والعراق".

ريحان: محاولات أميركية لإرساء التهدئة جنوبًا والهدوء بعيد

وبالعودة إلى الجبهة الجنوبية في لبنان التي تشهد توترًا متصاعدًا ومستمرًا يُنذر بتحول المناوشات اليومية إلى حرب شاملة تطال كلّ المناطق اللّبنانية، وما الاستهداف الإسرائيلي لسيارة تابعة لحزب الله في مدينة النبطية يوم أمس إلّا الدليل الأبرز. يلفت المحلل السياسي والكاتب الصحافي ابراهيم ريحان إلى  وجود محاولات أميركية لإرساء التهدئة على جبهتي غزة وجنوب لبنان عبر اتفاقيتين منفصلتين"، لافتًا إلى أن "التهدئة ما زالت بعيدة".

ويقول لـ "السياسة": يعرف الأميركيون أن لا تهدئة في لبنان من دون تهدئة في غزة، وهم يحاولون أن يضمنوا استقرار الوضع في جبهة جنوب لبنان لفترة طويلة الأمد عبر محاولة تخفيف التواجد العسكري على الجانبين الإسرائيلي واللّبناني وعودة النازحين وتثبيت النقط البرية المختلف عليها بين الجهتين". 

"سيؤثر الهدوء في غزة على جبهة جنوب لبنان، والدليل أن حزب الله لم يقم بأي عمليات خلال الهدنة السابقة"، هذا ما يؤكده ريحان، لافتًا إلى أنّ "حزب الله لا يريد توسيع الحرب جنوبًا، فهو واضح منذ اليوم الأول ويكتفي بهذا النوع من العمليات.

  إلا أن المشكلة، بحسب ريحان، تكمن في الجانب الإسرائيلي، فبحسب تصريحات وزير دفاع العدو لن يتم وقف إطلاق النار على الحدود مع لبنان حتى لو حصل اتفاق في غزة. وبرأي ريحان، سيحاول الجميع إبقاء الجبهة ضمن الإطار المنضبط لكن "لا يمكننا أن ننفي إمكانية توسع الجبهة إن بقيت الأوضاع مشتعلة بخاصة إذا حصل خرق جدي لتوازن القوى بين الطرفين"، مشددًا على أنه عندها لن تستطيع فرنسا أو غيرها من الدول التي تحاول إرساء التهدئة  جنوبًا وقف إطلاق النار وتهدئة جبهة جنوب لبنان من دون حصول المثل في غزة. 

لبنان يترقب تظاهرات الأحد 

فيما يأمل الجميع عودة الهدوء إلى المنطقة لتجنب مخاطر الحرب المدمرة, تبقى الأنظار محوّلة إلى مسار المفاوضات عمومًا والقرار الإسرائيلي خصوصًا الذي بيده خيار الهدنة أو توسيع الحرب هذه المرة.

وتستمر محاولات دعم ومساندة أهالي قطاع غزة في لبنان لا عبر توتير الوضع الأمني فقط بل عبر تجمعات أيضًا.  حيث دعت حركة حماس إلى مسيرة تحت عنوان: الأقصى طوفان الأمة, طوفان لبنان نصرة لغزة وفلسطين هذا الأحد في 11 شباط؟ وستنطلق المسيرة الساعة 12:30 ظهرًا  من جسر البربير باتجاه ساحة رياض الصلح - بيروت.