الجنوب يزرع أرضه رغم الحرب... تخوف من المستقبل والمواشي أرواح تُصعّب المغادرة

13/02/2024 11:08AM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

أين يذهب صاحب الأرض إن أجبر على تركها؟ هل يتركها أم يبقى فيها؟ وهل يكون الصمود خيارًا؟ هي أسئلة كثيرة أجوبتها متفاوتة وفقًا لوجهات النظر. 

في الجنوب مواطنون صامدون رغم همجية إسرائيل واستهدافها المقصود للمدنين. وفي الجنوب يعيش المزارعون متمسكين بأرضهم مصدر رزقهم رغم الاعتداءات الإسرائيلية عليها. ومع توسع رقعة الاشتباكات التي لم تعد تقتصر على الشريط الحدودي صارت حالة الترقب هي السائدة والمعتادة يوميًا. 

في المناطق الحدودية، باع بعض أصحاب المواشي مواشيهم بنصف سعرها مع اشتداد الحرب، هذا ما يؤكده لنا حسن محمد نزال صاحب مزارع وأراضٍ زراعية. 

بالتأكيد يخشى نزال أن يعيش التجربة ذاتها، لكن ابن صريفا ما زال فيها متمسكًا بأرضها ويعيش يومياته بشكل طبيعي مترقبًا التطورات الميدانية. 

ويروي لـ "السياسة" يومياته قائلًا: نعلف المواشي صباحًا ونحلب الأبقار غير أنّ توزيع الحليب لم يعد يطال المناطق الحدودية حيث الحرب مشتعلة وصار يقتصر على منطقة صريفا وما بعدها.

والواقع أنّ الطبيعة لا تنتظر انتهاء الحرب، وموسم زراعة الدخان أتى ولذلك بدأ أهالي الجنوب تقليدهم السنوي بالزراعة بغض النظر عن المستجدات اليومية. ويقول نزال نحن نخاف أن تتسوع الحرب أكثر لكننا بدأنا التحضير لزراعة الدخان ونحن نتكلف وندفع أسعار البذور والكيماويات وما يلزم من مواد أولية بغض النظر عن ما ينتظرنا في الأيام المقبلة، لافتًا إلى أنّ منطقة صريفا حتى الآن آمنة والجنوبيون ينزحون إليها لكن لا أحد يضمن ما سيحمله المستقبل. 

من يزور صريفا يعي أنها باتت قرية تضمّ ٣ قرى أخرى وهي تستقطب من تركوا الحرب خلفهم وبحثوا عن مكان آخر ينتظرون فيه انتهاءها. 

وفي هذا السياق، يقول نزال: لا يمكن أن نعد أنفسنا مستقرين في صريفا، الجميع يترقب التطورات ونعيش حالة قلق، مشددًا على أنّ الوضع حاليًا في صريفا ليس خطرًا وهي ليست على خط تماس مع العدو الإسرائيلي حتى الآن. ويشدد: إن وقعت الحرب لن أترك أرضي فرزقي والمواشي وكلّ ما أملك هنا إلّا إذا تطورت الأمور إلى حدّ لا يحتمل. 

ويشير إلى أنّ العمل على التحضير للموسم الزراعي وما يحتاجه بدأ، بغض النظر عن ما إذا كانت الحرب الشاملة ستقع أم لا، مشيرًا إلى أنّ الخسارة ستكون كبيرة إن شهدنا تطورًا ميدانيًا أمّا إن بقيت الأوضاع على حالها فيمكن موازنة الخسارة. غير أنّ كلّ التكاليف دُفعت والجنوب يزرع أرضه رغم الحرب. 

قبل فترة خرق العدو الإسرائيلي جدار الصوت فاهتزت صريفا وما قد يكون عامل توتر للمدنيين لا يمكن تخيّل انعكاسه على المواشي. وبالضبط هذا ما يؤكده نزال  الذي يروي ردّة فعل المواشي الصعبة حيث تعبر عن رعبها وخوفها بشدّة وتصعّب عليهم الوضع أكثر. ولأنّ نزال مسؤول عن أرواح هذه المواشي فإنّ قرار مغادرته أرضه إن قرر العدو الإسرائيلي توسيع رقعة اعتداءاته لن يكون سهلًا وهو ما واجهه أيضًا أصحاب المواشي في الشريط الحدودي حيث ما زال الكثير منهم صامد في أرضه فيما اختار عدد قليل منهم المغادرة. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa