"الحريري ما عم يبحث عن كرسي"... ماذا بعد 14 شباط؟

14/02/2024 08:51AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

كنت تحبّه أم لا، تؤيّد خطه السياسي أم لا، لا يمكن لزيارة الرئيس سعد الحريري الى لبنان لإحياء ذكرى اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري أن تمرّ مرور الكرام، بخاصة بعد تعليق عمله السياسي في لبنان.  ولا يمكنك أن لا تتسمّر على التلفاز لترى مظهره بعد غياب ولتستمع الى ماذا سيقول.


بـ "لوك جديد" عاد الحريري الى لبنان، ليخطف الأنظار بتغيّره شكلًا، أما مضمونًا فلازم الصمت كما اعتاد واكتفى بعبارة "بشوفكن بـ 14 شباط" خلال زيارته الى السراي الحكومي للقاء الرئيس نجيب ميقاتي.

الواضح أنه قبل عودة الحريري بأيام وحتى اليوم هناك ضغط وضخّ إعلامي كبير يوحي بأن الحريري عائد الى بيروت لاستئناف عمله السياسي، وما يزيد هذه المؤشرات هي الحملة التي أطلقها تيار المستقبل "تعوا ننزل ليرجع".

في هذا السياق، يؤكد ناشر موقع "لبنان الكبير" الصحافي محمد نمر  الذي التقى الحريري فور عودته أنّ "الحشد الإعلامي لا يتحدث عن عودة الرئيس سعد الحريري بل يتحدث عن مطالبات جمهور تيار المستقبل وجمهور الرئيس رفيق الحريري والوطنيين بعودة الحريري".

مشددًا في حديث لـ "السياسة" على أنّ "الحريري لم يتّخذ قراره بالعودة الى العمل السياسي، بل جمهوره هذه المرّة هو من اختار أن يحشد نفسه أمام الضريح ويطالبه بالعودة. وبالتالي هذا الحشد هو غير منظّم بطريقة حزبيّة بل بطريقة فرديّة وشعبيّة نظرًا الى حاجة لبنان الى شخصية كالحريري".

من المعروف أن عودة الحريري في كل عام الى لبنان وفي الموعد نفسه تحظى باهتمام سياسي وشعبي رغم الأوضاع في البلد ورغم المتغيرات التي تطرأ على الساحة السياسية.

وبرأي نمر، "هذا الاهتمام يعود الى اعتبارات عدة:

الاعتبار الاول: فقدان التوازن في البلد، ففي غياب الحريري وبعد مرور سنتين لم يستطع أحد أن يملأ الفراغ الذي حصل جرّاء تعليق عمله السياسي.

الاعتبار الثاني: عندما نتحدث عن حرب وارتفاع في الأسعار وعن دولار وأزمات نستذكر المرحلة التي استبقت حضور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واليوم عندما نقول للناس ازدهار وأمن واستقرار وإنهاء الحرب يتذكّرون الحريريّة السياسية. ومن هذا المنطلق أيضًا يرى الجميع أنّ هناك حاجة لعودة الحريري.

الاعتبار الثالث: هناك غياب لأي مبادرة في لبنان وبحكم اليوم الحريري قادر على التواصل مع الجميع وهناك مطالبات من الجمهور بعودته لتكون فرصة لكسر هذا العقم السياسي ورغم كل ذلك لا يعني أن الرئيس الحريري سيعود الى العمل السياسي".

ويلفت نمر الى أنّ "الذكرى الـ 19 لاغتيال الحريري هي لإحيائها أكثر من معرفة مواقف الحريري الذي حافظ على الصمت ولم يتكلم، والجواب سيكون في ١٤ شباط وسيأتي من الجمهور قبل أن يتحدث الحريري سواء بإعلان عودته الى الحياة السياسية أم لا. ولكن لا شك أن هذه الذكرى بمعانيها وبالزخم الذي حصل في لبنان هي أشبه بتمهيد للقول للحريري إنّ لبنان بحاجة اليه ليعود الى العمل السياسي".

وبالعودة الى إحياء الذكرى لا يعتقد نمر أنّ هناك كلمة سياسية للحريري لأنه ما زال معلقًا عمله السياسي.

أما بشأن موعد مغادرته فيؤكد نمر أنّ "الحريري هو من يحدد متى يأتي ومتى يغادر ولن يفوّت أي فرصة لإحياء ذكرى اغتيال والده، ومتى يرى أن هناك حاجة لحضوره سيكون موجودًا، أما بالنسبة للمواعيد فلا أحد يعلم متى يعود ومتى يغادر".

الوضع السياسي في لبنان ما زال على حاله لا بل أصبح اسوأ بعد مغادرة الحريري، وصحيح أنّ الأمور مجمّدة إلا أنه يُحكى في الكواليس عن سلّة متكاملة لإيجاد حل في لبنان من ناحية انتخاب رئيس للجمهورية واختيار رئيس الحكومة وشكلها، فهل يعطي الحريري إشارات لرصده كرجل المرحلة كونه قادر على تدوير الزوايا وإرضاء تقريبًا معظم الأفرقاء السياسيين؟

يعتبر نمر أنه "لا شك أن هناك بعض المؤشرات التي أوحت بعملية تمهيدية لمرحلة ما للعودة الى العمل السياسي وقد تكون ظهرت بالبيانين الذين صدرا، حيث نقل البيان الاول تصوّر الرئيس الحريري الرئاسي الى روسيا والرئيس بوتين، والبيان الثاني الذي حصل على إثره دعوة الحريري الى روسيا. كما ظهرت المؤشرات من خلال زيارة الحريري الى السراي الحكومي وهذه الزيارة الاولى له بعد تعليقه عمله السياسي".

ويؤكد نمر أنّ "منطق التسويات في لبنان ليس الاولوية بالنسبة للحريري ولا الكراسي، لأنه لا يبحث عن كرسي بعدما ترك عمله السياسي حتى في تياره لذلك لا يسعى الى الكراسي انما هو يرى أنّ هناك سوء إدارة في البلد وأنّ الأمر يحتاج الى التوافق بين اللّبنانيين من أجل وضع البلد على سكة الحل".

ويضيف: "واضح أن الحريري يبحث دائمًا عن شريك له يتنازل عن مصالحه من أجل مصلحة البلد".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa