تقرير غربي: الدولة اللبنانية تستخدم قوّة "حزب الله" لتعزيز مكاسبها!

15/02/2024 07:03PM

كشف تقرير نشرته أمس "مؤسسة الدفاع عنالديموقراطيات" بقلم الباحث ديفيد داوود بأن الدولة اللبنانية تقوم بنوع من"الابتزاز" أو "الشانتاج" ضد اسرائيل مستندة الى قوّة السلاحالتي يتمتع بها "حزب الله" في اتهام شبه معلن بالتواطؤ بين الطرفين.وأعطى التقرير مثالا حيّا من المفاوضات التي قادها لبنان عبر المدير العام السابقللأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنانواسرائيل، معتبرا بأن ابراهيم كان يعمل باسم الدولة اللبنانية متعاونا مع"حزب الله" لجني أكبر قدر من المكاسب التي تصب في تحسين شروط التفاوضالمتعلقة بالمصالح الوطنية اللبنانية. وفي التقرير الذي حمل عنوان:"لبنانيعتمد على "حزب الله" لابتزاز إسرائيل في المفاوضات حول الحدود"،ذكر الكاتب بأن " المدير العام للأمن العام اللبناني ورئيس الجانباللبناني المحاور خلال المفاوضات البحرية [اللواء] عباس ابراهيم، أنكر بشكل حاسمبأن يكون الجانب اللبناني غير ذي فاعلية. وفي مقابلة أجراها ما بعد تقاعده، وصف[ابراهيم] نفسه بأنه يعمل يدا بيد مع "حزب الله" من اجل تحقيق مصالحلبنان الوطنية. وشرح أنه حين كان الجانب اللبناني يستشعر أي تردد اسرائيلي حيالالمطالب اللبنانية، كان "حزب الله" يتمكن من التصرف بشكل عدواني بينمايمرر نصر الله تهديداته بالحرب عبر عبّاس [ابراهيم] الى آموس هوكستين، -المفاوضالاميركي الرئيسي- الذي يعمد حينها الى الضغط على اسرائيل لتقديم تنازل".

تطرقالتقرير الى الحرب المندلعة حاليا على الحدود الشمالية لاسرائيل أي جنوب لبنان منذ8 تشرين الاول\اكتوبر الماضي معتبرا بأن ما حدث ابان المفاوضات على الحدود البحريةيتكرر. وذكر التقرير بأن "ما يستلزمه الامر من لبنان - الذي قدّم وعدا بنشر15 ألف من جنوده على الحدود مع اسرائيل- هو المطالبة بأن يحكم سيطرته على اراضيه وأن يجرّد "حزب الله" منسلاحه، أو أقله أن يعيد تموضع هذه الجماعة في شمالي نهر الليطاني، وكذلك تطويرتفويض قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" كي تسهم فيمساعدة الدولة اللبنانية في هذه المهمة". ولفت التقرير:" ثبت بأنالسياجات التي ارساها القرار 1701 هي وهمية، إذ يتبادل الطرفان النيران عبر الحدودمنذ ما يزيد عن خمسة اشهر، ويتزاحم الدبلوماسيون حاليا من أجل تجنّبالتصعيد". أضاف:"عوض أن يدعم لبنان هذه الجهود، فإنه يستثمرها. وبدلا منأن تقوم بيروت بلجم "حزب الله"، فإنها – فرضا انها لا  تعمل بالتناغم معه-  تحاول في اقل تقدير أن تستخدم هجوماته كورقةللمساومة، هادفة الى ربط انهاء دورة العنف الذي يمارسه "حزب الله" بصفقةمتكاملة، يتمكن من خلالها لبنان من انتزاع تنازلات من المجتمع الدولي واسرائيل".

وأشارالتقرير الى أن الجهود الدبلوماسية الرامية الى كبح ميل لبنان للعب بالنار ذهبتسدى، مشيرا:" يبدو بأن الحكومة اللبنانية على يقين بأنها ستحوز على شروط افضلمع تزايد اليأس الدولي من لجم هجمات "حزب الله". ويبدو بأن المانحينالغربيين عبّروا عن ارادتهم بإعادة تمويل الاقتصاد اللبناني الفاشل بغية"تلطيف الصفقة"، إلا أن ذلك أسفر فقط عن تعزيز اعتقاد بيروت بأن هذاالابتزاز لا بدّ أن يحظى بمكافأة في نهاية المطاف. وقد يعتقد "حزب الله"  بأن حرص واشنطن على تجنب اندلاع حرب كبرى يصبفي صالحه". ولفت التقرير:"ليس "حزب الله" والحكومة اللبنانيةعلى خطأ في تقييم مخاوف واشنطن من التصعيد. وبغية فهم التفاعل القائم بين الحكومةاللبنانية و"حزب الله" اليوم، من الجوهري معرفة كيفية العمل بشكل ثنائيمترادف أثناء الوساطة حول النزاع الحدودي البحري بين لبنان واسرائيل في حقبة امتدتبين يناير واكتوبر 2022 برعاية ادارة جو بايدن، والتي كانت بشأن الحدود البحريةالتي من المتوقع أن تحتوي على بقع الغاز قد تحمل مكاسب كبرى.

في ذلك الوقت، اكتشف حزب الله أيضاً رغبة الولاياتالمتحدة اليائسة في تجنب اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط بينما كانت تواجه بالفعلالغزو الروسي لأوكرانيا. قرر "الحزب" على حد تعبير نصر الله:"استغلال" الوضع عبر التهديد المتكرر بالحرب لارغام الأميركيينوالإسرائيليين على القبول بإتفاق حول الحدود البحرية".

أضاف:"في حين لم يعترف لبنان الرسمي بهذا التعاون، فإنه بات جليّا بفعل مسار الحوادث.

 تقوم بيروت اولا بتبنّي موقف محدد، بعدها يدعمه"حزب الله" من خلال تصعيد تهديداته، من اجل ذلك، تبنت المجموعة [اي حزبالله] الحد الادنى من المطالب الرسمية المتمثلة بالخط 23 وليس كما كان متوقعاالمطالبة بالحد الاقصى المتمثل بالخط 29.

كماأن لبنان لم يتنصل من الموقف العام لـ"حزب الله" خلال المفاوضات، ولميعمد الى انتقاد مواقفه سوى مرة وحيدة تحت ضغط الولايات المتحدة الأميركيةفحسب.  في هذه الاثناء، أقرّ نصر الله  بهذا التكافل المتبادل، فكرر مرارا بأن"حزب الله" يعمل من أجل تعزيز المصلحة الوطنية اللبنانية بحسب ما تقرهامواقف الحكومة".

ولفتالتقرير:"ان المدير العام للأمن العام اللبناني ورئيس الجانب اللبنانيالمحاور خلال المفاوضات البحرية عباس ابراهيم، أنكر بشكل حاسم بأن يكون الجانباللبنلني غير ذي فاعلية. وفي مقابلة أجراها ما بعد تقاعده، وصف نفسه بأنه يعمل يدابيد مع "حزب الله" من اجل تحقيق مصالح لبنان الوطنية. وشرح أنه حين كانالجانب اللبناني يستشعر أي تردد اسرائيلي حيال المطالب اللبنانية، كان "حزبالله" يتمكن من التصرف بشكل عدواني بينما يمرر نصر الله تهديداته بالحرب عبرعبّاس الى آموس هوكستين، -المفاوض الاميركي الرئيسي- الذي يعمد حينها الى الضغطعلى اسرائيل لتقديم تنازل".

وختمالتقرير:" في ظل اندلاع حرب اشد تدميرا من أيحرب خاضها "حزب الله" وإسرائيل على الإطلاق، فإن المنطقة معلقة على"سيف داموكليس". وقد يكون مغريا التمسك بهذه الجزرة الوهميةالتي تقدمها الحكومة اللبنانية. قد لا يكون لبنان متطابقا كليا مع "حزبالله"،  ولكنه من الصعب نكران بأنبيروت تسعى مجددا الى جني المكاسب عبر الافادة من العصا الحقيقية والخطرة التييشهرها "حزب الله"".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa