تيّارٌ سَالكٌ على مَسلَكيّته

26/02/2024 08:19AM

كتب عضو "الجبهة السياديّة من أجل لبنان" الدكتور شربل عازار تحت عنوان:تيّارٌ سَالكٌ على مَسلَكيّته


قد يُخَيَّل لبَعضِ مَن تابع الاطلالتين المُتلفزتين الأخيرتين لمؤسّس "التيار الحرّ" الرئيس السابق العماد ميشال عون و"لوريثه" النائب جبران باسيل أنّ هناك تبدّلاً ما في المواقف من "حزب الله" ومن دورِه ووظيفتِه.

 لكنّ موقفاً واحداً كان كفيلاً بتأكيد المؤكّد بأنّ "التيار الحرّ" لا يَأبه لمصير الوطن بَل كلّ همّه محصور بتفاصيل المراكز.

(مع تأكيدنا على أهميّة الالتزام بالدستور والنصوص على كلّ مستوياتها).

ففي مؤتمره الصحافي بعد اجتماع المكتب السياسي "للتيّار الحر" قال النائب باسيل ما حرفيّته:

"موقفنا بديهيّ بأن نَقِفَ مع "المقاومة" لحماية لبنان بمواجهة الاعتداءات الاسرائيليّة !!!

 وهذا أساس وثيقة التفاهم التي وُقِّعَت العام ٢٠٠٦. ونفهم تماماً الخوف من تحوّل الحرب الى شاملة على لبنان، ونُقَدِّر معادلة الردع التي ثَبَّتَها "حزب الله" وانبثقت عنها قواعد الاشتباك، وهي المعادلة التي مَنَعَت إسرائيل حتى الآن من الاعتداء الكبير على لبنان".

وأكمل باسيل كلامَه بالثناءِ على "حِكمة وجُرأة السيّد حسن نصرالله اللتين أظهرتا الحرص على لبنان وعلى حماية المكتسبات...".

وبعد هذا الموقف التمجيدي، دخل النائب باسيل الى موضوع تعيين رئيسٍ للأركان بالاعتداء على صلاحيّات وزير الدفاع وصلاحيّات رئيس الجمهوريّة....

إذاً، النائب باسيل يلغي  الدولة اللبنانيّة والجيش اللبناني ويُجَيِّر دورهما الى "حزب الله" والسيّد حسن نصرالله في حماية لبنان، 

ومن ثمّ يتباكى على صلاحيّات رئاسةِ جمهوريّة قَاطَع دوراتِها الثانية على مدى اثنتي عشر جلسة، واقترع بورقةٍ بيضاء على مدى إحدى عشر جلسة في الدورة الأولى، والمرّة الوحيدة التي تَقَاطَع فيها، وبناء على اختياره، مع نوّاب المعارضة على اسم جهاد أزعور، خَرَجَ الى بَهو المجلس ليصرّح أنّ هذا التقاطع هو لمرّةٍ واحدةٍ فقط لا غير.

باختصار، الذميّة والانبطاحيّة لا زالتا هما انفسهما، لا بل ازدادتا رسوخاً في العقل "التيّاري" صاحب المعادلة التالية:

نعطيكم الوطن ونهديكم الدولةَ وقرارَها،

وانتم تنعمون علينا بفُتاتِ السُلطةِ والمواقع الشكليّة.

في المستجدّات، يظهر أنّ هناك حراكاً داخلياً لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة، وهو حراكٌ نأمل أن يَصل الى خواتيمه.

وهنا ستظهر جَليّاً كلّ المواقف لنعرف مَن سَيقترع للدولةِ الدولة، ومن سَيقترع لِنَقِيضِها، وعند الامتحان يُبان القمح مِن الزؤان.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa