ما عواقب استخدام الهاتف الذكي لأكثر من ساعتين يوميًا؟!

28/02/2024 08:16AM

تشهد حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) بين البالغين ارتفاعًا ملحوظًا، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى الاستخدام المُفرط للهواتف الذكية، بحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

يحاول الأطباء معرفة ما إذا كان هذا الارتفاع ناتجًا عن تحسن طرق الفحص والتشخيص، أم عن العوامل البيئية والسلوكية، خاصةً مع ازدياد عوامل التشتيت التي تخلقها الهواتف الذكية.

ربطت دراسة نُشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية بين استخدام الهاتف الذكي لأكثر من ساعتين يوميًا وزيادة خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بنسبة 10%.

ويرتبط هذا الاضطراب في المقام الأول بالأطفال الصغار، مع احتمال أن يتمكن الطفل من التخلص منه في مرحلة النمو، ولكن عوامل التشتيت التي تخلقها الهواتف الذكية مثل وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية وتدفق الموسيقى والأفلام أو التلفزيون تخلق وباء اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بين البالغين.


ويرى الباحثون أن وسائل التواصل الاجتماعي تمطر الأشخاص بمعلومات مستمرة، مما يجعلهم يأخذون فترات راحة متكررة من مهامهم للتحقق من هواتفهم.

إن الأشخاص الذين يقضون وقت فراغهم في استخدام التكنولوجيا لا يسمحون لعقولهم بالراحة والتركيز على مهمة واحدة، ويمكن أن تؤدي عوامل التشتيت المشتركة إلى تطوير فترات انتباه أقصر لدى البالغين ويصبح من السهل تشتيت انتباههم.

وقال إلياس أبو جودة، طبيب نفسي سلوكي في جامعة ستانفورد: "لفترة طويلة، كان الارتباط بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاستخدام المكثف عبر الإنترنت بمثابة سؤال الدجاجة والبيضة، بمعنى أنه هل يصبح الأشخاص مستهلكين كثيفين عبر الإنترنت لأنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ولأن الحياة عبر الإنترنت تناسب مدى انتباههم، أم أنهم يصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه نتيجة للاستهلاك المفرط عبر الإنترنت".

إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة نمو عصبي يمكن أن تتسبب في أن يكون لدى الأشخاص فترة اهتمام محدودة أو فرط النشاط أو الاندفاع، الذي يمكن أن يؤثر على حياتهم اليومية، بما يشمل العلاقات والوظائف، مما يجعلهم أقل إنتاجية.

يقول الباحثون إن المزيد من البالغين ربما يتحولون إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بسبب التشتيت المستمر الذي تشكله الهواتف الذكية، مضيفين أن الأشخاص الذين يستخدمون أجهزتهم باستمرار لا يسمحون لأدمغتهم بالراحة في الوضع الافتراضي.

وقال جون راتي، الأستاذ المساعد في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد: "من المشروع النظر إلى احتمالية نقص الانتباه المكتسب"، مشيرًا إلى أن البعض يُدفعون باستمرار إلى القيام بمهام متعددة في مجتمع اليوم، والاستخدام الشامل للتكنولوجيا يمكن أن يسبب إدمان الشاشة، مما قد يؤدي إلى قصر فترة الاهتمام.

تم تعريف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تاريخيًا على أنه اضطراب وراثي يمكن التعامل معه من خلال الأدوية والعلاج. لكن اكتشف الباحثون حاليًا أن تغييرات نمط الحياة في وقت لاحق من الحياة، مثل الاعتماد المفرط على الهاتف الذكي، قد تجعل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اضطرابًا مكتسبًا.

إذا كان الشخص يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار على هاتفه، فربما يشعر بالحاجة أثناء ساعات العمل إلى أخذ فترات راحة متكررة لمعرفة ما إذا كان شخص ما قد قام بالتعليق على منشوره أو الإعجاب به. ويمكن أن تصبح هذه الممارسة لا شعورية تقريبًا، مما يجعل الشخص يشعر بالتشتت أثناء العمل أو يشعر بعدم القدرة على التركيز، الأمر الذي يمكن أن يتطور إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وقفز عدد البالغين، الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في جميع أنحاء العالم، من 4.4% في عام 2003 إلى 6.3% في عام 2020. ووفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، يعاني ما يقدر بنحو 8.7 مليون بالغ في الولايات المتحدة من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بينما يتم تشخيص ما يقرب من ستة ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 17 عامًا.

وقال راسل رامزي، المؤسس المشارك لبرنامج بنسلفانيا لعلاج وأبحاث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه للبالغين في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا، إن "هذا يعني أن هناك حوالي 366 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم يعيشون حاليًا مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهو ما يعادل تقريبًا عدد سكان الولايات المتحدة".

ووفقا للدراسة، تشير الأدلة إلى أن التكنولوجيا تؤثر على وظائف المخ وسلوكه، مما يؤدي إلى زيادة أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بما يشمل ضعف الذكاء العاطفي والاجتماعي وإدمان التكنولوجيا والعزلة الاجتماعية وضعف نمو الدماغ واضطراب النوم.

نظر الباحثون في العديد من الدراسات التي يعود تاريخها إلى عام 2014 والتي حللت العلاقة بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واستخدام الوسائط الاجتماعية، حيث تبين أن المراهقين الذين لم تظهر عليهم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في بداية الدراسات، أظهروا أن هناك "ارتباطًا كبيرًا بين الاستخدام المتكرر للوسائط الرقمية وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعد 24 شهرًا من المتابعة".


ركزت دراسة منفصلة، أجريت في عام 2018، على ما إذا كانت الهواتف الذكية قد ساهمت في ظهور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى المراهقين على مدار عامين. وكشفت النتائج عن أن 4.6% من 2500 طالب في المدارس الثانوية، الذين قالوا إنهم لم يستخدموا الوسائط الرقمية، أصيبوا بشكل متكرر بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بحلول نهاية الدراسة.

وفي الوقت نفسه، أظهر 9.5% من المراهقين، الذين أبلغوا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر في بداية الدراسة أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند انتهاء الدراسة.


بالنسبة للبالغين الذين يرغبون في التخلص من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها التي تصاحب الإفراط في استخدام هواتفهم الذكية، يجب عليهم اتخاذ خطوات لتطوير علاقة صحية مع التكنولوجيا الخاصة بهم بما يشمل قضاء وقت أقل على هواتفهم، وضبط توقيت الهاتف.


المصدر : العربية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa