هل إلغاء البريفه يحتاج إلى هوكشتَاين أيضا؟

06/03/2024 12:59PM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة":

قد يكون القاضي عبّاس الحلبي ظُلِم في تولّي مسؤوليّة وزارة التّربية، لأنّه لم يُوَفَّق في إدارة ملفّاتها واستحقاقاتها الشّاقّة، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة جدّا. غير أنّ الناس المعنيّين في مسألة التربية والتعليم، معلّمين وإدارات وطلّابا وأهلًا، لا يمكنهم أمام أيّ اتّجاه خاطئ من وزارة التربية إلّا تحميل وزير التربية المسؤوليّة، باعتباره المسؤول الأوّل. وها هو الوزير الحلبي مٌجَدَّدا يَضيع، أو يُضَيَّع، في مأزق الامتحانات الرسميّة، وبالتالي فإنّ كلّ المعنيّين بالتربية يُرغَمون على أن يَضيعوا معه، أو "يُخبِّصوا" إذا جاز التعبير.

فلْنبدأ من شهادة البريفه، مَا الفائدة منها اليوم؟

يُجمع أهل الرأي الموضوعيّون أنّ هذه الشهادة لا نفع لها، استنادًا إلى قدرتها على التّوظيف، أو إلى كَونِها حاجة في المعنى التحصيليّ.

غير أنّ وزير التربية لا يصرّح بذلك، ويتعامل مع البريفه كأنّها فِعلا شهادة ذات منافع لا تُحصى، بينما من الواجب أن يعلن منذ بداية العام الدراسيّ أن لا شهادة بريفه، فهي إن بقِيَت ذات نفع، فنَفْعُها مادّيّ فقط، ومحصور بالمستفيدين من الامتحانات الرسميّة في وزارة التربية، ومؤلّفي الكتُب التي تدّعي القدرة السحريّة على إنجاح الطلّاب... 

والمؤسف أنّ الوزير وأهل الحلّ والربط تربويّا يعرفون تماما أنّ إلغاء الشهادة يعني إعادة كلّ الدروس الملغاة والمشحَّلة إلى الشّرح والاكتساب، ما يعني أنّ وزارة التربية التي لن تُجري الامتحانات الرسميّة للبريفه حرمَت الطلّاب من تحصيل الكثير من المعرفة الضروريّة التي حجَبَتها عنهم بحجّة امتحانات رسميّة، تَعرف سلَفا أنّها غير حاصلة.

وليت الوزير يتخلّى عن أيّ فكرة هي بمثابة فولكلور أو بدل من ضائع لا فائدة منه، حين يُعلِن رسميّا إلغاء البريفه، فالهمروجات التربويّة، بدعوة من وزارة التربية، في المدارس لا لزوم لها، لأنّها مؤذية مادّيّا ومعنويّا، ولا تأتي بأيّ نتيجة. بينما من المفيد أن يتحوّل الصفّ الأساسيّ التاسع صفّا بلا شهادة، فتعود الدروس المُلغاة لتُشرَح ويستفيد طلّابنا منها، وما عدا ذلك إساءة إلى التعليم وأهله، سواء أكانت مقصودة أم غير مقصودة.

أمّا عن الامتحانات الرسميّة لطلّاب المرحلة الثانويّة، فهل المسألة هي في إلغاء مبدإ الاختيار في الموادّ أو اعتماده لهذا العام أيضا؟

بكلّ بساطة، إنّ اختيار الموادّ التي يرغب فيها الطالب مفيد جدّا، وليس فيه أيّ ضرر. وليت وزارة التربية  تُقِرّ مبدأ الاختيار من الصف الثانويّ الأوّل. إنّ القرارات التي تأتي بالفائدة لطلّابنا تحتاج إلى شجاعة كبيرة من المسؤولين، ويجب أن تؤخَذ اليوم قبل الغد، وكان من المفترَض أن تؤخَذ منذ زمن طويل...

وبالنسبة إلى طلّاب الجنوب، فإنّ أيّ شكل من الامتحانات سيكون قاسيا عليهم، وظالما لهم، لأنّهم لم يَعرفوا التعلّم بسلام، وإن بِحدّه الأدنى. وأيّ حلّ يُنصفهم لن يكون أحد ضدّه.

فَيا "سامعين الصّوت"، ماذا ستفعلون؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa