إسرائيل تُعرقل إغاثة غزة: مساعداتٌ محدودةٌ واحتجاجاتٌ تُعيق وصولها

09/03/2024 12:22PM

يعمل إسرائيليون غاضبون بشكل متواصل، على عرقلة وصول المساعدات، التي تشمل إمدادات المواد الغذائية، إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، وذلك في الوقت الذي تتسارع فيه الخطوات الدولية لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع المحاصر.

ولفتت "سي إن إن" أنه "على مدى أسابيع، إلى أن ضباط الحدود الإسرائيليون سمحوا للمتظاهرين بتعطيل قوافل المساعدات الحيوية في كرم أبو سالم"، المعبر الحدودي الوحيد الذي يعمل حاليا بين إسرائيل وغزة.

إلا أنه في نهاية الشهر الماضي، ومع تصاعد الضغوط والإدانات الدولية، أعلنت السلطات أنها ستنقل ضباطا إضافيين إلى المعبر لاستعادة السيطرة. لكن حتى مع إعلان أنها منطقة عسكرية مغلقة، يستمر المتظاهرون في التوافد نحو المعبر، ومحاولة "التغلب" على رجال الشرطة، بحسب "سي إن إن".

وتقود الاحتجاجات حركة "تساف 9"، وهي تجمع من جنود الاحتياط المسرحين وعائلات الرهائن والمستوطنين. ويعني اسمها "الأمر 9"، في إشارة إلى إشعارات التعبئة الطارئة التي تستدعي جنود الاحتياط في البلاد.

ويقول المتظاهرون إنهم يخشون أن المساعدات "تساعد المسلحين" الذين ما زالوا يحتجزون أصدقاءهم وأقاربهم كرهائن، بعد 5 أشهر من الهجمات التي نفذتها حماس وأشعلت شرارة الحرب المدمرة.

ويعتقد المتظاهرون الغاضبون أن منع دخول المواد الغذائية والإمدادات للقطاعـ سيؤدي إلى "إجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن".

 

والخميس، ضمنت شرطة الحدود الإسرائيلية مرور شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم، لكن فقط بعد أن صدت عدة محاولات من قبل المتظاهرين على مدار ساعات، لمنعها. ومع مرور الوقت، اتخذ الضباط موقفا أكثر صرامة ضد المتظاهرين.

وأدى الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول على جنوب إسرائيل إلى مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

في المقابل، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

وتقول منظمات الإغاثة إن إسرائيل تسمح بدخول "قسم محدود فقط" من الإمدادات اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة منذ 9 تشرين الأول، عندما فرضت الدولة "حصارا كاملا" على القطاع الذي تحكمه حماس، ردا على هجوم الحركة الذي أدى إلى نشوب الحرب.

وبدأ نقل المساعدات عبر معبر رفح على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر في 21 تشرين الأول. كما تم فتح معبر كرم أبو سالم الواقع في جنوب شرق غزة في 17 كانون الأول، مما سمح بإدخال شاحنات المساعدة من إسرائيل.

وتشترط السلطات الإسرائيلية تفتيش جميع الشحنات قبل السماح بدخولها إلى غزة.

وحتى الأربعاء، سمحت إسرائيل لما مجموعه 14477 شاحنة بالمرور من كلا المعبرين منذ بداية الحرب، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

بدورها، تقول إسرائيل إن 16093 شاحنة دخلت القطاع، أي بمعدل 105 شاحنات يوميا تقريبا، وهو مستوى أدنى بكثير من متوسط 500 شاحنة تجارية كانت تدخل غزة يوميا قبل بدء الحرب.

وفي مواجهة عجزها عن إيصال مساعدات كافية إلى غزة من طريق البر، لجأت بعض الدول، أبرزها الأردن والولايات المتحدة، إلى إنزال إمدادات إغاثية بالمظلات في القطاع. 

والجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة، لنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني.

جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن عملية إنسانية كبيرة من طريق البحر، تتضمن وفق مسؤولين في إدارته، بناء "رصيف مؤقت" في غزة لإدخال "مساعدات ضخمة"، لكن إنجازه قد يتطلب عدة أسابيع.

وأعلن البنتاغون، الجمعة، أن الميناء العائم المؤقت الذي تعتزم الولايات المتحدة إنشاؤه قبالة غزة لإيصال المساعدات، سيستغرق بناؤه ما يصل إلى 60 يوما، وسيشارك في العملية على الأرجح أكثر من ألف جندي. لكن لن يكون هناك جنود على الأرض.

و"رحبت" إسرائيل بالممر الإنساني البحري من قبرص الواقعة على مسافة نحو 380 كيلومترا من غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ليئور حياة، عبر منصة "إكس" إن هذه المبادرة "ستتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقا للمعايير الإسرائيلية".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa