الصين تهيمن على صناعة بطاريات السيارات الكهربائية... لماذا؟

10/03/2024 08:16AM

مع ازدياد الوعي البيئي والضغوط للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تبرز السيارات الكهربائية بصفتها بديلا مستداما للسيارات التي تعمل بالوقود.

وتلعب بطاريات السيارات الكهربائية دورا محوريا في هذا التحول، إذ تعد العنصر الأساسي الذي يمد هذه المركبات بالطاقة اللازمة لتشغيلها.

وتتميز هذه البطاريات بمزايا عديدة، مثل تقليل الانبعاثات الضارة وتعزيز الاستدامة وتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الضوضاء وتطوير التكنولوجيا.

بطاريات السيارات الكهربائية

إذا أردنا تعريف البطارية بطريقة مبسطة فإنها عبارة عن جهاز تخزين طاقة قابل لإعادة الشحن مصمم خصيصا لتشغيل السيارات الكهربائية. وتعد البطارية بمثابة المصدر الأساسي للطاقة التي تدفع السيارة عن طريق توفير الكهرباء للمحرك الكهربائي.

وتلعب هذه البطاريات دورا محوريا في التحول إلى النقل المستدام، حيث تُمكن المركبات من العمل دون الاعتماد على محركات الاحتراق الداخلي التقليدية.

وتتكون بطاريات السيارات الكهربائية عادة من خلايا الليثيوم أيون نظرا لكثافة الطاقة العالية وكفاءتها ووزنها الخفيف نسبيا. وتخزن هذه الخلايا الطاقة الكهربائية من خلال تفاعل كيميائي بين الكاثود والأنود والإلكتروليت داخل البطارية.

وعندما تكون السيارة قيد الاستخدام، تتحول الطاقة المخزنة إلى كهرباء، والتي تُشغل بدورها المحرك الكهربائي، مما يؤدي إلى تسارع سلس وخال من الانبعاثات.

الريادة العالمية

يسيطر أكبر اقتصاد في آسيا على إنتاج البطاريات، مما يجعل شركات صناعة السيارات العالمية تعتمد على الشركاء الصينيين. وتورد شركات تصنيع البطاريات في الصين نحو 80% من الخلايا في جميع أنحاء العالم، بدعم من سلسلة التعدين والمعالجة.

وفي بداية عام 2023 أرسلت شركة تصنيع السيارات الألمانية "فولكس فاغن" ما يقرب من 300 موظف إلى شركة تصنيع البطاريات الصينية "غوتيون" للتعرف على تصنيع البطاريات، بدءا من أساسيات التركيب الكيميائي للبطارية، وحتى تجميع حزمة البطارية.

ويُجري موظفو "فولكس فاغن" مثل هذه الرحلات التعليمية منذ عام 2021 عندما بدأت الشركة الألمانية الاستثمار في "غوتيون" وأصبحت فيما بعد أكبر مستثمر فيها.

وتشير حقيقة أن "فولكس فاغن" -وهي شركة تصنيع سيارات تتمتع بخبرة قرن من الزمان- تحتاج إلى التعلم من شركة تصنيع البطاريات الصينية؛ إلى أن الصين في طليعة قطاع الطاقة الجديد في جميع أنحاء العالم.

الهيمنة الصينية

لا شك في أن الصين تخطو خطوات كبيرة في مجال بطاريات السيارات الكهربائية، إذ تهمين البلاد على القطاع السريع النمو المدفوع بتحول الدول نحو السيارات الكهربائية.

وتعد البطارية بمنزلة الجزء الأكثر كلفة في السيارة الكهربائية، وهو الجزء الذي تهيمن عليه الصين عالميا. كما أن البطارية هي القلب النابض لسلسلة توريد السيارات الكهربائية التي تشمل العملية كلها، بدءا من إنتاج المواد الخام وحتى تصنيع البطاريات وإعادة تدويرها.

وتصل كلفة البطارية في الصين إلى 127 دولارا لكل كيلوواط ساعي على أساس متوسط الحجم المرجح، وذلك وفقا لبيانات وكالة بلومبيرغ. ويعني ذلك أن استخدام البطاريات الصينية الصنع يمكن أن يقلل بشكل كبير من الكلفة الإجمالية لمركبة الطاقة الجديدة.

وأظهرت إحصاءات شركة أبحاث السوق جاتو داينامكس أن متوسط كلفة السيارة الكهربائية في الصين يبلغ نحو 32 ألف يورو مقارنة بمتوسط قدره 56 ألف يورو في أوروبا.

ووفقا لبيانات شركة أبحاث السوق كونتر بوينت، أصبحت الصين اعتبارا من الربع الثالث من عام 2023 أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم بحصة قدرها 58%، تليها الولايات المتحدة وألمانيا.

وتوفر الشركات الصينية بطاريات رخيصة ومتقدمة، وتمتلك جزءا كبيرا من سلسلة التوريد العالمية لبطاريات السيارات الكهربائية، بدءا من استخراج المعادن النادرة والتكرير وحتى إنتاج الخلايا.

ووفقا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في شهر يوليو/تموز 2022، فإن الصين تهيمن على سلسلة توريد بطاريات السيارات الكهربائية بعد التعدين. وتسيطر أيضا على مرحلة معالجة المواد الأساسية، مثل الغرافيت والليثيوم والنيكل والكوبالت.

وأمضت البلاد سنوات في بناء خبراتها، إذ تعالج الصين أكثر من نصف الليثيوم في العالم، وثلثي الكوبالت، وأكثر من 70% من الغرافيت، ونحو ثلث النيكل. وتستعرض الصين قوتها في مكونات الخلية، وهي الأجزاء الأربعة الرئيسية التي تعتبر ضرورية لعمل البطارية، إذ إنها تمتلك نحو 70% من القدرة الإنتاجية العالمية من الكاثود، وأكثر من 80% من الأنود، وأكثر من نصف إنتاج الإلكتروليتات.

ويعد الكاثود العنصر الأكثر أهمية، وهو الطرف الموجب للبطارية. ومن بين جميع مواد البطاريات، فإنه يعتبر الأكثر صعوبة واستهلاكا للطاقة. وتصنع الشركات الصينية معظم المكونات الأخرى للبطارية، وهي تهيمن كذلك على إنتاج الأنود، وهو الطرف السالب للبطارية. وتبيع الصين أيضا معظم الفواصل، وهي الطبقة التي تمر بين الكاثود والأنود لمنع حدوث ماس كهربائي.

كما أن هناك حاجة إلى الإلكتروليتات التي تتكون في الغالب من أملاح ومذيبات الليثيوم من أجل التوصيل، ويعتبر الصينيون هم أكبر أربعة منتجين للإلكتروليتات في العالم.

وتجتمع هذه الأجزاء معا لتكوين البطارية من نوع ليثيوم أيون، وتنفرد الصين وحدها بتصنيع مقدار 80% من الإنتاج العالمي لبطاريات السيارات الكهربائية، ومعظمها من قبل شركتين فقط، هما  كاتل وبي واي دي، وشكلت الشركتان معا نحو 53% من استخدام بطاريات السيارات الكهربائية في العالم للأشهر العشرة الأولى من عام 2023، وفقا لبيانات من شركة أبحاث السوق إس إن إيه ريسيرش.


المصدر : الجزيرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa