العنف في ملاعب كرة القدم الجزائرية: ذروة جديدة في الموسم الحالي

24/03/2024 10:49AM

بلغَ العنف الممارس في ميادين ومدرجات ملاعب كرة القدم الجزائرية ذروته خلال موسم البطولة الجاري 2023-2024، بعد تسجيل أحداث ومناوشات في دوري المحترفين والهواة معا، حيث أصيب لاعبون وأنصار، وتوقفت مباريات، وخُرِبت أرضيات.

فقد ترددت خلال العديد من المباريات عبارة واحدة "خاسرين قاتلينكم رابحين قاتلينكم" أي "سنقتلكم في حال فزنا أو في حال خسرنا" .. على ألسنة مناصري كرة القدم، للدلالة على العنف الممارس في الملاعب.
فهذه العبارة القديمة استحضرها وأسقطها متابعون على البطولة الوطنية للموسم الحالي 2023 – 2024، بسبب آخر حوادث العنف المسجلة في مدرجات البلاد.

علماً أنها تعود أو تنسب تاريخيا لأنصار الشبيبة الرياضية لجيجل، أحد أعرق الأندية في الجزائر، لكنها باتت تُستحضر كعنوان لعنف الملاعب الذي لم توقف ولا كبحت حدّته الإجراءات الإدارية ولا حملات التوعية.

الأخطر هذا الموسم

ويعتبر ما جرى مؤخراً في لقاء مباراة اتحاد وادي سوف أمام نجم بن عكنون التي توقفت بسبب أحداث العنف، الأخطر هذا الموسم، حيث قرر حكم المباراة توقيفها ما بين الشوطين، بداعي غياب الأمن، مؤكدا أنه "تعرض لمضايقات من جانب مسيري وادي سوف"، ما حَرَّكَ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث سلطت عقوبات على الفريق المعني، وأدانت "ظاهرة العنف".

كما شهدت مباراة اتحاد خنشلة أمام اتحاد الجزائر، اشتباكات بين أنصار الفريقين على المدرجات، سرعان ما انتقلت إلى خارج الملعب، حيث استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والحجارة، واستهدفت فيها أيضا مصالح الأمن، ما استدعى نقل مصابين في حالة حرجة إلى المستشفيات القريبة.

وفي سطيف، وبينما كان المشاهدون ينتظرون لقاء القمة بين الفريقين العريقين الوفاق المحلي ومولودية الجزائر، إذ بها تتحول إلى معركة دامية، بدأت شرارتها بمشاحنات بين اللاعبين إثر الاحتجاجات المتكررة على قرارات الحكم، وطرد اللاعب يوسف بلايلي، ثم تحولت إلى اشتباكات بين الأنصار. ما دفع إدارة "عميد الأندية" لرفع تقرير أسود إلى الاتحادية.

كذلك في مباراة جمعية الخروب مع شباب باتنة، تعرض أنصار الفريق "الباتني" إلى اعتداءات خلفت إصابات متفاوتة الخطورة.

إلى ذلك، لم تسلم ملاعب كرة القدم من العنف، حيث تعرض ملعب 5 جويلية، بالجزائر العاصمة، إلى التخريب في لقاء شباب بلوزداد واتحاد العاصمة، وتكرر السيناريو في ملعب مصطفى تشاكر، الذي أعيدت تهيئته حديثا، ومع ذلك لم يسلم من إتلاف بعض مرافقه، بفعل دخول أنصار فريق مولودية الجزائر في اشتباك مع أنصار فريق شباب الزاوية.

مشاهد دامية لا تنسى

وتاريخيا شهدت عدة مباريات في البطولة الجزائرية، أحداث عنف وشغب ولعل الأكثر دموية تعود إلى العشر سنوات الماضية.

ففي أغسطس 2014، لقي مهاجم فريق شبيبة القبائل الكاميروني الجنسية، ألبير إيبوسي مصرعه، بسبب مقذوف من المدرّجات أصابه في الرأس، عقب المباراة التي خسرها أمام ضيفه اتحاد العاصمة.

كذلك في موسم 2016-2017، شهدت مباراة مولودية الجزائر واتحاد الحراش مواجهات دامية، استخدم فيها المناصرون كل أنواع الأسلحة البيضاء، وحتى الألعاب النارية في التراشق، ما أوقع إصابات بالغة الخطورة نقل أصحابها إلى المستشفى.

وفي الموسم التالي توفي مناصر بعد تأثره بطعنة في القلب، بعد أعمال عنف نشبت خلال مواجهات بين مشجّعي فريقي وداد عين طويلة وشباب عين كبيرة.

أما في مباراة شباب قسنطينة ومولودية الجزائر، موسم 2017-2018، وقع تراشق بالحجارة بين أنصار الفريقين قبل بداية اللقاء، وتواصلت الاشتباكات طيلة مجريات المباراة، قبل أن تتحول إلى مواجهة مباشرة، أصيب فيها 49 مناصرا بجروح متفاوتة، واعتداء على أحد مناصري "العميد"، عبر محاولة الإلقاء به في وادي مجاور، وهو الفيديو الذي أحدث ضجة حينها.

كذلك في نفس السنة تم تسجيل 204 جريح في أسبوع واحد، خلال مباراتي مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، وكذا مولودية وهران وشباب بلوزداد، وهو الأسبوع الذي يعتبر من بين الأعنف في تاريخ بطولة الجزائر لكرة القدم.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa