أهالي الجنوب والطفح الجلدي بعد الغارات... معطيات مؤكدة تدحض ما يُشاع

كتبت نوال برو في "السياسة":

بعيدًا عن ما تتسبب به الغارات والقنابل الإسرائيلية من دمار وقتل وجروح في جنوب لبنان، قد لا يكون الناجي من وحشية والصواريخ حقًا ناجيًا، وفقا لأخبار متداولة. 

وفي التفاصيل، بدأ الحديث مؤخرًا عن أعراض خطيرة يصاب بها المواطنون الجنوبيون القريبون من ساحات المعركة، حيث جرى الإعلان عن تزايد في حالات الاختناق وضيق التنفس، بالإضافة إلى حالات الطفح الجلدي. وقيل إنه يتم نقل عشرات المرضى يوميًا إلى المستشفى.

في السياق،  أوضح ربيع عيسى، المفوض العام للدفاع المدني في كشافة الرسالة أنّ "القنابل الفسفورية تتسبب بحروق شديدة كما قد تتسبب بطفح جلدي". 

كما نبّه في حديث لـ "السياسة" من أنّ "المواطنين الذين يتنشقون دخان الغارات بشكل مباشر قد يصابون بحالات ضيق التنفس والاختناق لاسيما أولئك الذين يعانون من أمراض رئوية، حيث يشكل هذه الدخان خطرًا كبيرًا على حياتهم".

بدوره، قال الدكتور حسن  فرحات، مدرب مركزي في جميعة كشافة الرسالة: "طبعًا، ومع بداية الحرب في جنوب لبنان، ظهرت بعض الحالات التي تعاني إما من طفح جلدي أو حالات اختناق، إلا أن نزوح معظم أهالي القرى الجنوبية ساهم في تخفيف نسبة الأشخاص المصابين بهذه العوارض". 

"فالعدو اليوم يرمي القنابل الفسفورية، التي هي المسبب الأول لهذه العوارض في معظم الأحيان في مناطق غير مأهولة"، وفق ما أكده فرحات. وهذا ما يدحض المعلومات المتداولة حول ازدياد تلك العوارض مؤخرًا. وأوضح فرحات أن عارض الطفح الجلدي مثلًا "قد لا يظهر في المدى القريب بل قد يظهر لاحقًا". 

وصحيح أنّ البعض قد يظن أنّ هذه العوارض طبيعية في بيئة الحرب ويعتبرها غير قاتلة، إلا أن ذلك لا يعني أن نسخفها أو نقلل من قيمتها، في حال شهدناها. إذ حذر فرحات من خطورة إهمال أي عارض، "فترك الطفح الجلدي على سبيل المثال من دون علاج قد يتسبب لاحقًا بموت الجلد أو تآكله". 

كما أن ضيق التنفس والاختناق قد يؤدي إلى التهابات في الرئة."

وفي هذا الإطار، ذكّر فرحات بأنه "بعد الحرب السورية بفترة، بدأت تظهر الأمراض الجلدية على السوريين الذين وصلتهم شرارات القنابل الفسفورية أو غبار الغارات".

وطمأن إلى أنّ ما يشاع عن حالات كثيرة وخطيرة ليس سوى تهويل، مشددًا على أنّ "علاج العارض بعد الإصابة بالعارض مباشرة سيسمح بتجنب الأمراض الخطيرة، إلّا أنّ بقاء المواد السامة والغبار على جلد الإنسان وامتصاصه لها هو ما يمكن أن يتسبب بكوارث".