31/03/2024 11:13AM
بعد نجاحه في إتمام ترسيم الحدود البحرية، تحرّك موفد الرئيس الأميركي جو بايدن إلى لبنان، آموس هوكستين بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) من موقعه الجديد كأحد كبار المستشارين في البيت الأبيض. كلّفه بايدن بمتابعة ملفّ يشمل لبنان وإسرائيل ودولاً عربية مجاورة. وتركّزت مهمّته على تحقيق الاستقرار والنأي بجبهة جنوب لبنان عمّا يحصل في غزة. وبعد ثلاث زيارات للبنان، بحث في الأولى منها إمكانية فصل الجنوب عن غزّة وعدم جرّ الحرب إلى لبنان. ثم بحث في الثانية في أفكار حول “اليوم التالي” بعد الهدنة. فيما أجرى الزيارة الثالثة بالتزامن مع قرب إعلان وقف إطلاق النار الذي كان يفترض أن يبدأ مطلع رمضان، لمتابعة بحث الخطوات التنفيذية. فشلت مباحثات التوصّل إلى الهدنة فأجّل مساعيه. لكنّ العرض الذي قدّمه إلى لبنان يكشفه لـ”أساس” نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.
في أيٍّ من زياراته لم يحمل موفد الرئيس الأميركي جو بايدن إلى لبنان، آموس هوكستين نصّاً رسمياً مكتوباً، بل قدّم عرضاً غير نهائي حول إنهاء الحرب والترسيم البرّي في جنوب لبنان. أودع سرّه رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وكان ولا يزال على تواصل مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.
منذ البداية لم ينل هوكستين جواباً على أيّ من الأفكار التي حملها. الجواب الوحيد الذي تلقّاه أنّ الحزب يوقف عمليّاته في التوقيت نفسه الذي تعلَن فيه أيّ هدنة في غزة. ولم يقدّم الحزب أيّ ضمانات لوقف العمليات جنوب لبنان ما لم تتوقّف الحرب في غزّة.
اقتنع الموفد الرئاسي الأميركي بأنّ الهدنة هي باب الحلّ لضمان أيّ استقرار على الحدود الجنوبية. ومتى توقّفت الحرب فلديه، كما يؤكّد بوصعب، خارطة طريق سيتبعها في لبنان.
يخالف نائب رئيس المجلس قارعي طبول الحرب ويقول: “أنا أرى الوضع مختلفاً”. يتحفّظ عن ذكر تفاصيل ما نقله هوكستين من إسرائيل باتجاه لبنان. لكنّه يجزم أنّ “الأفكار التي يضعها هنا هي ذاتها التي يضعها عند الإسرائيلي. لكنّ الشيطان يكمن في التفاصيل”.
تركّزت أولى جلسات بوصعب مع هوكستين حول “ضرورة العمل لما بعد وقف إطلاق النار” في غزّة وجنوب لبنان. وتابع: “اجتمعنا في إيطاليا بعد اجتماعين سابقين في لبنان والإمارات. بدأت تتبلور لديه أفكار مكتوبة على ورقة بصيغة غير رسمية أودعها رئيس مجلس النواب نبيه بري. لدى هوكستين الذكاء والخبرة الكافية لإنجاح مهامّه. فهو كان يعتبر النقاش المسبق معي بمنزلة جسّ نبض لإمكانية أن تكون أفكاره موضع قبول لبنانياً”.
هل تلتزم إسرائيل بالقرار 1701؟
يكشف بوصعب في حديث لـ”أساس”: “ناقشنا صعوبة طرح فكرة تطبيق القرار 1701 كاملاً. لأنّه يتطلّب التزاماً إسرائيلياً بتطبيقه والتوقّف عن خرق السيادة اللبنانية جوّاً وبرّاً وبحراً. وما دام هذا الأمر غير ممكن حاليّاً فلا يجوز أن نطلب من لبنان تطبيق القرار من جهة واحدة. وهو ما يفرض إيجاد صيغة تحقّق الاستقرار. حتى نصل إلى تطبيق القرار فيما بعد والتزام البلدين بتطبيقه”.
تبلّغ هوكستين من الرئيس بري ما مفاده: “نريد تطبيق القرار كاملاً وعلى الإسرائيلي تطبيقه بالمقابل”. وأعطاه رسالة بهذا المعنى. وخلافاً لما تردّد يؤكّد بوصعب أنّ “هوكستين لم يهدّد بالحرب. والأفكار التي ما زلنا نناقشها معه وأودعها الرئيس برّي تتمحور حول اليوم الذي نتّجه فيه نحو الحلّ وليس إلى الحرب”.
ونفى بوصعب أن يكون هوكستين قد حمل في إحدى زياراته تحذيراً شديد اللهجة بضرورة فصل المسارات: “أبداً ولا مرّة. في البداية ركّز على فصل المسارات. لكنّه أدرك أنّ هذا ليس وارداً لرفض الحزب التجاوب وتقديم أجوبة ما لم يتمّ وقف إطلاق النار. فعمل على خطة تأخذ بعين الاعتبار بأنّ الجبهة اللبنانية في جنوب لبنان لن تهدأ إلى أن تقف الحرب في غزة. وليس هوكستين الذي يهدّد. بل إنّ كلاماً كهذا صدر عن دبلوماسيين وأمنيّين جاؤوا من دول أخرى تحدّثوا بلغة تهديديّة. لكنّ هوكستين لم يستخدم هذه اللغة، أقلّه أمامي. ولم أسمع من الرئيس برّي أنّه تحدّث معه بهذه اللغة”.
ذاهبون إلى حلّ قريباً
يؤكّد بوصعب أنّنا في لبنان ما إن تعلن الهدنة بعد نهاية الحرب في غزّة “رايحين على حلّ تقريباً في جنوب لبنان. وهذا ما فهمته من الرئيس برّي الذي تسلّم الملفّ بكامل تفاصيله. ومن هوكستين فهمت أنّ البحث سيشمل تثبيت النقاط التي عليها خلاف على الحدود البرّية بما فيها النقطة “B1 في جنوب لبنان. وهو ما يدحض رواية تخلّي لبنان عن هذه النقطة. إذ يمضي قائلاً: “على عكس ما يروَّج وخلافاً لمن يدّعي أنّه يعلم. إن كان إعلامياً أو يدّعي أنّه محلّل سياسي أو غيره. فإنّ النقطة B1 لم تتمّ مناقشتها خلال الترسيم البحري لأنّها نقطة على البرّ وليست بالبحر. ولبنان لن يتخلّى عن هذه النقطة لأنّ الجيش تحقّق من دمغتها. وهي مرسّمة لمصلحتنا منذ تمّ ترسيم الحدود بين جنوب لبنان وفلسطين المحتلّة”.
يغمز بوصعب من قناة المتحدّثين عن خسارة هذه النقطة، ويعتبره “من نسج خيال من يدّعي أنّه يعلم وتبيّن أنّه لا يعلم شيئاً. ويوحي وكأنّ هوكستين لم يخبرني أو يخبر الجانب اللبناني أو يخبر الرئيسين برّي ونجيب ميقاتي عمّا يفكّر فيه. بل هو الوحيد في لبنان وحتى بين الخماسية الذي تمّ إخباره. علماً أنّ ما قاله ليس صحيحاً إنّما فقط من باب إيهام الرأي العامّ أنّه مطّلع”.
حقيقة المباحثات والمزارع
يكشف بوصعب أنّ البحث مع هوكستين لم يصل إلى مزارع شبعا. بل تمحور حول تحديد النقاط المختلف بشأنها على الخطّ الأزرق: “حسب القرار 1701 كان على الأمين العامّ للأمم المتحدة أن يعمل مع جميع الدول المعنيّة، بما فيها سوريا، لحلّ القضية. لكنّ ذلك لم يحدث حتى تاريخه. وخلال زياراتي لندن وباريس وأميركا طلبت تفعيل ملفّ المزارع التي تُعنى بقضيّتها سوريا أيضاً عبر الأمم المتحدة”.
وعمّا إذا كان الحزب يوافق على صيغة حلّ لا تتضمّن مزارع شبعا في جنوب لبنان، قال بوصعب: “لم يقُل الحزب إنّه يرفض. رضيت الدولة اللبنانية بالقرار 1701، وقال الحزب إنّه خلف الدولة. عند صدور القرار 1701 كانت مزارع شبعا لا تزال عالقة. لننتهِ من عراقيل تنفيذ 1701 وننهِ تثبيت النقاط المتحفّظ عليها بالحدود البرّية بعد البحرية، ثمّ نصل إلى مزارع شبعا. إذا أنجزنا هاتين المرحلتين يعني أنهينا تقريباً 80% من الأمور العالقة فيصبح البحث بعدها أسهل”.
انسحاب الحزب جنوب الليطاني؟
ينفي بوصعب أن يكون البحث مع هوكستين تطرّق إلى انسحاب قوات الرضوان إلى ما بعد جنوب الليطاني. مصارحاً بأنّ “جزءاً من الحديث تمحور حول عناصر الحزب الذين هم من أبناء القرى والبلدات الجنوبية ولا يمكن الطلب إليهم مغادرة قراهم. واحد من الأمور المأخوذة في الاعتبار أنّ القرار 1701 ينصّ على منطقة خالية من السلاح إلى ما وراء الليطاني. والسؤال الذي يتمحور حوله البحث: هل يتمّ تطبيقه تدريجياً؟”.
ويتابع: “يجوز أن يبدأ البحث بالوضع الأمني من دون استعمال جملة الانسحاب إلى ما وراء الليطاني. وتأكيد انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل وعودة الاستقرار. ثمّ الاتفاق على تثبيت النقاط المتحفّظ عليها من قبلنا على الحدود البرّية جنوب لبنان. بعد وقف الحرب وإطلاق الصواريخ فيك تحكي باللي بدك ايّاه. وأكثر من ذلك لم يأتِ النقاش على ذكر كلمة انسحاب الحزب إلى ما وراء الليطاني. بل تمّ البحث في انتشار أوسع للجيش اللبناني في قرى الجنوب. وتفعيل دوريات اليونيفيل بالتعاون مع الجيش اللبناني. وفق القرار 1701. من دون تعديل القواعد المعتمدة لهذا القرار”.
خلال زيارته الأخيرة لواشنطن أكّد بوصعب ضرورة دعم الجيش اللبناني لدوره الفعّال في الاستقرار الذي يخطَّط له في منطقة الجنوب: “كانت لدى أعضاء من الكونغرس الأميركي علامات استفهام حول الموضوع. عملنا على تبديدها. وشدّدنا على ضرورة استمرار دعم الجيش. لدوره ومساهمته لاحقاً في تطبيق القرار 1701. وأعتقد أنّنا استطعنا أن نُحدث خرقاً مع أعضاء الكونغرس المعارضين لدعم الجيش اللبناني”.
على أنّ النقطة الجديدة التي كشف بوصعب النقاب عنها هي تلك المتعلّقة بالشقّ الاقتصادي من الاتفاق. إذ أشار إلى أنّ البحث في الحلّ تطرّق إلى الاهتمام بإنماء جنوب لبنان اقتصادياً، متحدّثاً عن “مجموعة دول سترعى هذا الأمر، ويقود التفاوض باسمها هوكستين. وقد تكون دول من الخماسية أو من خارجها معنيّة بموضوع دعم الجيش ومساعدته”.
صيغة شبيهة بتفاهم نيسان
يتوقّف بوصعب عند نقطة جديدة استثنائية. وهي اهتمام الموفد الرئاسي الأميركي بالجالية اللبنانية “لشرح الأمور التي تتطلّع إليها الإدارة الأميركية بخصوص جنوب لبنان واهتمامها باستقراره وبعودة الحركة الاقتصادية ومساعدة القرى في جنوب لبنان. وهذه تعتبر سابقة. إذ لم يسبق أن رأينا مسؤولاً أميركياً بهذا المستوى يتعاطى مع الجالية اللبنانية كما تعاطى هوكستين”.
عندما يعمّ الاستقرار في جنوب لبنان يفترض هوكستين أن ينسحب الاستقرار الأمنيّ على الاستقرار السياسي. وهو ما يعني طرح الحلّ كسلّة متكاملة: “يدور الحديث عن التوصل إلى استقرار أمنيّ وسياسي في لبنان، ثمّ استقرار اقتصادي وماليّ. وحينها يخرج لبنان من أزمته الاقتصادية ويتعافى ونكون على عتبة جديدة تحقّق الاستقرار”.
يتحدّث بوصعب عن شرط “الاستقرار السياسي تمهيداً للوصول إلى تطبيق كامل للقرار 1701، الذي يحتاج إلى إدارة. وهذه نقطة مهمّة ناقشتها مع هوكستين. فمن الضروري الاهتمام بالجيش من ناحية العديد والتمويل. لكن حتّى لو رفعنا العدد إلى 200 ألف عسكري، فإن لم يتوافر الحلّ بالسياسة قد تقع الحرب خلال نصف ساعة. ولذا من الضروري معالجة العملية السياسية مع الدولة اللبنانية ويقتنع الحزب بأنّ الحلّ المطروح هو الحلّ السياسي المطلوب”.
في تقدير بوصعب أنّنا قد لا نكون أمام توقيع اتفاق بين لبنان وإسرائيل. بل أمام صيغة شبيهة بما حصل في تفاهم نيسان العام 1996: “كلبنانيين قد لا نوقّع على أيّ ورقة. بل يتمّ الإعلان عن الاتفاق من خلال مجموعة الدول التي يتحدّث باسمها هوكستين وتحمل ضمانات لما سيتمّ الاتفاق بشأنه”.
ويختم: “جاهزون لتطبيق الأفكار التي تمّت مناقشتها وأودعها هوكستين الرئيس برّي. وتتحدّث عن استقرار أمنيّ يُستتبع باستقرار سياسيّ ويُستكمل بتحديد النقاط المختلف عليها عند الخطّ الأزرقّ الذي يليه استقرار اقتصادي. ليس فقط في لبنان، بل في منطقة جنوب لبنان تحديداً. وهذا ما تولّى شرحه هوكستين للجالية اللبنانية في أميركا. بما يؤكّد أنّ اللوبي اللبناني أصبح مؤثّراً داخل الولايات المتحده الأميركية”.
المصدر : أساس ميديا
شارك هذا الخبر
المستشارة القضائية تطلب تأجيل التماسات إعلان عدم أهلية نتنياهو لأداء مهامه خلال محاكمته
خامنئي:الجماعات التكفيريّة هي بشارة لأعداء العالم الإسلامي
بن زايد يؤكد موقف دولة الإمارات الداعم لسوريا في مواجهة التطرف والإرهاب
وزير الخارجية التركية بحث مع نظيره السعودي التطورات في سوريا
تحليق للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى قضاء صور
سلام يهنئ بتعيين اللبناني مسعد بولس مستشارًا لترامب لشؤون الشرق الأوسط
صلاح يقود ليفربول لفوز ثمين على مانشستر سيتي ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي
البعريني يبحث قضايا الأساتذة المتعاقدين ويطالب بتحويل عقودهم إلى وزارة التربية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa