إفلاس أقلام الممانعة

08/04/2024 05:42PM

مُخزي الوضع والإفلاس الذي وصلت إليه بعض الأقلام الصفراء والتي تلطَخ سُمعة ودور الصحافة والإعلام وتُحوّر مسؤولية الصحافة المحترمة في رسم ملامح الحوار العام وتشكيل الوعي الجماعي. يعيش لبنان حالة من التوتّر المستمرّ، بفعل وجود سلاح غير شرعي، لتأتي بعض الأقلام المستفيدة، ظرفياً، لتُمجِّد الأفعال غير الشرعية وتتبنّى منهجيّة تُقدِّس السلاح خارج إطار الدولة. هذه الأفعال لا تؤدّي فقط إلى تقويض سلطة الدولة، بل وتُعرقل أيضاً مساعي الشعب اللبناني نحو تحقيق حياد سياسي وسلام مستدام يضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.

مع الأسف، تُساهم بعض وسائل الإعلام الممانعة، في تأجيج هذا التوتّر من خلال تمجيدها لأعمال هذه الجماعات وتتجاهل فكرة الدولة والمؤسسات. هذا النمط من التفكير، الذي يُفضّل مصالح جماعة مُسلّحة على الدولة، يشكِّل خطراً ليس فقط على مفهوم الدولة بل وعلى السِّلم الأهلي والتعايُش المشترك.

إنّ واجب الصحافة الحرّة - سواء كانت معارضة أو موالية - هو التزام الوقائع وتقديم تحليلات مبنيّة على أُسس واقعيّة، مع الحفاظ على الاستقلالية والنزاهة. الانحراف عن هذه المبادئ بخلق سيناريوهات و مقارنات خياليّة يُعدّ إهانة لعقول الجمهور  ويُسهم في تقويض الثقة في الصحافة كوسيلة للتوعية والتوجيه.

الخلاف الحالي لا ينبغي أن يكون حول مفاهيم وأيديولوجيات تسعى لفرض هويّة معيّنة على لبنان، بل يجب أن يكون حول كيفيّة بناء دولة قويّة وموحّدة تحترم تعدّدية الآراء وتكفل الحريات. لتحقيق ذلك، يجب على الصحافة أن تلعب دورها كحارس للحقيقة، مُسلّحة بالموضوعية والإخلاص لمهنة الصحافة التي تُعدّ ركيزة أساسيّة في أيّ مجتمع يسعى للعدالة والتقدم.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa